21-سبتمبر-2020

لوحة لـ غيرهارد ريختر/ ألمانيا

في مملكةِ النملِ

كُن صامتًا كالعمالِ

متاهةٌ أن تكونَ دليلًا للوجوهِ المتعبة

أن تغني مرفوع الرأس للهواء

تسحق العقارب كباقي العابرين

تحت أقدامكَ

ثم لأجل من نتسلق الجدران؟

قلوبُنا تتعفّنُ في هذه الزنزانةِ

كلما فكّرنا بتقديس أشعة الشمس

علينا أن نذوّب بصمت حباتِ

الفاليوم بأفواهنا

عالمنا الأرضي محشوٌ بأناس

ينتظرون ربًا

يرفعُ ورقة قبولهم

تحت الأرض نطوي الأجنحة

نلعقُ عظام الزرازير

لا صوتَ غير تهشم جماجمهم تحت

أسناننا

حاملينَ على أكتفانا آلهةً

ننتظرهم إبراهيم آخرَ

ارفعوا كؤوسكم أيُها العمال

نهاية هذا النفق

لا ضوءَ سوى انحطاط يليقُ بنا

لا شيءَ سوى رائحةِ تعفّن مأمننا

الأخيرِ

ارفعوا كؤوسكم أيها الموميائيون

بصحة بطن ملكة النمل الملونة

بصحة أنبيائنا الانتحاريين

لا صحوة على شفاههم السوداء

بصحة إلحاح أطفالنا الشحاذينَ

نحنُ حفاةٌ نسينا منذُ زمن أرقامَ

أحذيتنا

بصحة قلوبنا المظلمة

منذُ دهرٍ ننتظر خيزران موسى

بصحّة خرافة طيور الحرية

ما الفرقُ؟

فوق الأسلاك أو على الأشجار

مصيرنا الهبوطُ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

آخر البرابرة

قصائد الغيوم