01-فبراير-2019

يحلم اليمنيون أن يعيشوا حياة طبيعية (المقداد مجلي/ IRIN)

للعام الرابع على التوالي، ولا تزال أحلام اليمنيين وطموحاتهم خبيئة الوسائد، في انتظار توقف الحرب التي تسببت في أزمة إنسانية هي الأسوأ والأقسى في العالم، وجعلت من البقاء على قيد الحياة، الحلم الأكبر لليمنيين.

للعام الرابع ولا تزال أحلام اليمنيين وطموحاتهم خبيئة الوسائد في انتظار توقف الحرب التي تسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم

حرب عنيفة تشهدها جبهات القتال المختلفة، يقابلها حرب أخرى من أجل الحصول على لقمة العيش، في وطن خسر كل شيء وما زال يخسر في كل يوم المزيد.

اقرأ/ي أيضًا: مسؤول أممي: الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأسوأ منذ نصف قرن

"أحلم بأن تتوقف الحرب"

أجرى "ألترا صوت" مقابلات مع أشخاص مختلفين، يمثلون جوانب متعددة ومختلفة من الحياة اليمنية، لسؤالهم عن أحلامهم وطموحاتهم تحت قصف المدافع وغارات الطائرات.

يقول بديع الزمان السلطان، 25 عامًا، ويكتب الشعر: "أحلم بأن تتوقف الحرب"، إذ إن توقفها قد يكون الضمانة الوحيدة لعودة الأنشطة الأدبية والثقافية إلى الساحة من جديد.

وبدلًا من أن تؤدي دورها في إيقاف الحرب، يعتقد بديع الزمان أن الأمم المتحدة تعمل على "إشعال النار" بين الأطراف المتحاربة في اليمن، لذا فهو يأمل أن يتغير هذا الوضع.

الحرب اليمنية
تركزت أحلام اليمنيين بسبب الحرب في أن يعيشوا حياة "عادية"

"قضت الحرب على أحلامي وطموحاتي. حتى الدراسة الجامعية توقفت عنها بسبب الأوضاع المالية الصعبة التي خلفتها الحرب"، يقول السلطان.

أما أحمد فرحان، فتتمحور كل أحلامه الآن حول الحصول على عمل مناسب لإعالة أسرته المكونة من سبعة أفراد."كانت لدي أحلام وطموحات بتعلم رياضات قتالية في أندية رياضية، لكنها تدخل قائمة النسيان عندما يتمكن منك الجوع ومن أفراد أسرتك"، يقول فرحان.

ومنذ أكثر من عامين لم يستلم والد أحمد، الموظف في الضرائب، مرتبه، بالإضافة إلى أن الأسرة مهددة بالطرد من المنزل الذي تقيم فيه بسبب تراكم الإيجارات عليها. 

ويؤكد أحمد أنه وأسرته وغيرها الكثير من الأسر، لم يتلقوا أي مساعدات أممية، وكل ما يحصلون عليه بعض المواد الغذائية من تجار وفاعلي خير يمنيين.

هذا ولم تنجح الأمم المتحدة، في وقف الحرب منذ العام 2014، ولم تتمكن أيضًا من الضغط على أطراف الصراع لتقديم أي تنازلات من أجل وضع حلول للمعاناة الإنسانية.

ويقول أحمد فرحان، إن نجاح الأمم المتحدة في وقف الحرب في اليمن، "مرهون بمدى تجاوب أطراف الحرب". ولهؤلاء يوجه فرحان رسالة يقول فيها: "يجب أن تتوقفوا عن القتال، فقد دمرتم كل شيء جميل في البلاد، ولم يعد لنا طاقة لتحمل المزيد".

أحلام النازحين

فرّت أصيلة علي مع أسرتها من مدينة تعز إلى العاصمة صنعاء قبل ثلاثة أعوام، بسبب اشتعال أتون الحرب في محافظتها. لكنها ترك هناك البيت والأهل والعمل، والاستقرار.

مع ذلك فهي أفضل حالًا من غيرها، فقد تمكن زوجها من إيجاد عمل في محل تجاري تابع لأحد أصدقائه. وتسكن وأسرتها في شقة قديمة. ليست لدى أصيلة أي أحلام سوى أن تعود لمنزلها في تعز، وأن تجتمع مع العائلة التي تشتت بسبب الحرب

ومثل أصيلة ثمة نحو ثلاثة ملايين يمنيّ نازح بسبب الحرب، بحسب الإحصاءات الأممية؛ يحملون معهم أحلامهم الخاصة بالعودة إلى منازلهم التي هُجّروا منها قسرًا. وأحلامٌ بممارسة الحياة.

العودة إلى المدرسة

بعد أن ترك المدرسة، وهو مازال في الصفوف الأولى، مجبرًا على البحث عن عمل لإعالة أسرته، يحلم الطفل مصطفى علي بالعودة إلى المدرسة وإكمال تعليمه.

الحرب اليمنية
كثير من الأطفال اليمنيين أجبروا على ترك التعليم بسبب الحرب

يجلس مصطفى مع ميزانه، في أحد أروقة جامعة صنعاء، منذ الصباح الباكر وحتى مغادرة الطلاب كلياتهم، تحت أشعة الشمس الحارقة. عمل شاق وطويل يمارسه مصطفى البالغ من العمر ثمانية أعوام، لجني مبلغ مالي بسيط، من أجل شراء الطعام والشراب للأسرة، بعد وفاة والده منذ أربعة أعوام. 

مضغ القات

أحلام بسيطة للمسنين في اليمن، وطموحات بقضاء بقية أيامهم بسلام مع أسرهم ومن يحبون، فمضغ القات والبقاء مع الأسرة في المنزل الريفي بمحافظة إب، هو ما يطمح إليه قاسم عبده في السنين الأخيرة من حياته. 

في السنوات الأخيرة باتت أحلام اليمنيين وطموحاتهم تتمحور حول ممارسة الحياة الطبيعية دون  قتل ودمار ونزوح

يحاول عبده أن يعيش ذكريات "الماضي الجميل" للتعويض عما وصلت إليه البلاد من تدهور في كل شيء: "لقد عايشتُ كل الأحداث منذ بداية حياتي، لكنني لم أشهد مثل هذه المرحلة من البؤس والفقر والمرض والجهل"، يقول قاسم عبده. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

تدمير ممنهج للتعليم في اليمن.. ظلال الحرب وغياب الدولة

صيادو السمت في اليمن.. الموت برًا وبحرًا