26-ديسمبر-2017

في اليمن أكثر من مليون شخصٍ مصابين بالكوليرا (محمد عويس/ أ.ف.ب)

استمرار الحرب السعودية في اليمن، وتبعاتها الكارثية على الشعب اليمني، تستدعي طرح سؤال جاد عمّا يريده ابن سلمان تحديدًا لوقف انتهاكاته الجسيمة، التي جعلت من اليمن "أسوأ كارثة إنسانية في العالم". لم يكفه التدمير والقتلى، ليضرب حصارًا يتسبب في انتشار أوبئة واستقرار البلاد في نفق المجاعة. موقع "The American Conservative" نشر تقريرًا يُلقي الضوء على الانتشار الوبائي لمرض الكوليرا، بالاستناد إلى التقرير الأخير للجنة الدولية للصليب الأحمر، ننقله لكم مترجمًا بتصرف في السطور التالية.


كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في تقرير لها عن الأوضاع الصحية باليمن، عن أنّ هناك أكثر من مليون حالة مصابة بوباء الكوليرا.

وصلت أعداد المصابين بالكوليرا في اليمن، إلى أكثر من مليون شخص، والرقم في ازدياد مستمر جراء قصف التحالف السعودي وحصاره للبلاد

هذا وقد مضت ثمانية أشهر تقريبًا على بداية انتشار الكوليرا في اليمن الذي مزقته الحرب. وفي تلك الفترة القصيرة، تسبب المرض المنقول عن طريق المياه في خسائر فادحة لسكان البلاد، ولا يزال هذا العدد يرتفع يومًا بعد يوم، وصولًا لمرحلة الوباء المتفشي.

اقرأ/ي أيضًا: حرب العطشى.. 15 مليون يمني يعانون من نقص مياه الشرب

ورغم أنّ الوباء بدأ انتشاره في التباطؤ نسبيًا، إلا أنّه لم ينته، ولا يزال ينتشر، إذ إنّ أسباب انتشاره لا تزال سارية، فبسبب الحرب والدمار الذي لحق بالنية التحتية للبلاد جراء قصف قوات التحالف السعودي وحصاره للبلاد، وما تسبب فيه ذلك من نقص في الوقود؛ لم يعد بمقدور ملايين الأشخاص الذين كانوا في السابق قادرين على ضخ مياه الشرب النظيفة، أن يفعلوا ذلك الآن.

ويؤدي الافتقار إلى المياه النظيفة إلى عودة ظهور الكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة عن طريق المياه. وإلى أن يُرفع الحصار تمامًا، سيحرم السكان المدنيون من الغذاء والوقود والأدوية الضرورية لمكافحة هذا المرض وغيره من الأمراض.

ولا يزال المدنيون اليمنيون يواجهون مخاطر مرتفعة بصورة غير مقبولة من العدوى، وربما الموت بسبب الأمراض التي يمكن الوقاية منها، وذلك نتيجة الحرب التي تقودها السعودية والحصار الذي تنفذه مع حلفائها، وتغض الولايات المتحدة الطرف عنه، رغم أنّ هناك دعوات متصاعدة من داخل الولايات المتحدة، تحديدًا الكونغرس، للضغط على السعودية لوقف انتهاكاتها في اليمن.

وقد خلق التحالف الذي تقوده السعودية الظروف التي تسببت في هذا الوباء وتسبب في استدامته من خلال القصف العشوائي والحصار العقابي. وهذه جريمة مستمرة ضد شعب اليمن.

يعاني 15 مليون يمني من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب (Getty)
يعاني 15 مليون يمني من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب (Getty)

وتصف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إصابة مليون يمني بالكوليرا لهذا العام 2017 بـ"الحدث البارز المقيت في القرن الـ21"، إذ إنّه أمرٌ مروّع أن يُسمح لوباء قاتل بالانتشار على هذا النطاق الواسع، في هذه الحقبة الزمنية. والأكثر إثارة للاشمئزاز أنّ التحالف السعودي هو من تسبب في ذلك، تحت أعين رعاته الغربيين.

لا تتوقف سوء الأوضاع في اليمن "الحزين" عند هذا الحد، فالحصار الذي يفرضه التحالف السعودي بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان، يتضح أنّه يتبنى استراتيجية التجويع في محاولة لتحقيق انتصار وهمي في الحرب التي تتوالى فيها خسائره رغم مرور ثلاث سنوات على شنها.

وبالإضافة إلى انتشار الكوليرا، والحصار الذي يحرم اليمنيين من تلقي المساعدات وعلى رأسها العلاج للوباء الفتّاك، وبالإضافة للتوجيع الممنهج، سبق وأن وضعت الأمم المتحدة التحالف السعودي على قائمتها السوداء، بسبب انتهاكاته البالغة بحق أطفال اليمن، فالتحالف السعودي هو المتورط الأوّل في مقتلة الأطفال اليمنيين.

انتهاكات ابن سلمان في اليمن تصل لاستخدام التجويع سلاحًا لتدمير البلاد لتحقيق انتصار وهمي يحفظ به ماء وجهه بعد 3 سنوات من الحرب!

وبسبب الانتهاكات السعودية المستمرة في اليمن، تزداد الضغوط في كل من أوروبا والولايات المتحدة، لاتخاذ إجراءات من شأنها توقيف ابن سلمان عن حده، وصلت في أوروبا لدرجة الضغط لوقف بيع السلاح، ومن المحتمل أن تصل الأمور إلى هذا الحد في الولايات المتحدة، خاصة بعد إقرار مسؤولة أمريكية، أنّ السعودية ربما تكون قد تجاوزت حدودها في اليمن، وانتهكت القوانين الدولية وقوانين الولايات المتحدة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ابن سلمان يستخدم سلاح المجاعة لتدمير اليمن.. نازيّة جديدة والجوقة تصفّق!

الطغاة سبب الكوليرا