توفي بيليه، مرتاحًا إلى أن أحدًا لن ينسى اسمه في عالم كرة القدم إلى الأبد. فهو أحد أعظم لاعبي كرة القدم وواحد من أبرز الشخصيات المؤثرة في عالم الرياضة في القرن العشرين، وصاحب الشهرة التي لم ينل مثلها سوى قليل من البشر في العالم. إنه البرازيلي الوحيد الذي يتفق مواطنوه جميعًا على أنّه الناطق باسمهم وصورتهم الأجمل بين الأمم.
عمّ الحزن أوساط عشاق كرة القدم وجماهير هذه الرياضة حول العالم، وكان بين أول من نعوه الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا
وقد تأكدت وفاة بيليه عن عن عمر 82 عامًا ليلة الجمعة، قبل نهاية العام بيومين، بتصريح من قبل مدير أعماله جو فراغا، كما قالت إدارة المستشفى حيث توفي في ساو باولو إن سبب الوفاة كان فشلًا متعددًا في الأعضاء، نتيجة لتطور سرطان القولون الذي يعاني منه منذ بضعة أعوام. وكان بيليه يتلقى العلاج التلطيفي في السنوات الأخيرة، ودخل المستشفى قبل عدة أسابيع بعد تطور خطير في حالته الصحية، وتسرب خبرٍ عن وفاته لم يكن وقتها سوى شائعة نفتها ابنته، والتي احتفلت معه بعيد الميلاد المجيد قبل أيام.
وقد عمّ الحزن أوساط عشاق كرة القدم وجماهير هذه الرياضة حول العالم، وكان بين أول من نعوه الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، والذي قال في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "لقد حظيت بامتياز لم يحظ به الجيل الناشئ من البرازيليين، فقد رأيت بيليه يلعب وعاصرته في باكايمبو ومورومبي. أقصد لقد رأيته وهو يقدم عروضه الساحرة، لأنه عندما كان يحصل على الكرة كان يفعل بها دومًا شيئًا مثل السحر، وينتهي بها داخل المرمى".
كما تفاعل حساب الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا مع نبأ وفاة بيليه، ونشر صورة له بإطار ذهبي وهو بقميص منتخب بلاده تحيط به هالة ذهبية تمثّل أثره في عالم كرة القدم، مع تعليق ينعى وفاته بعبارة مختصرة: "ارقد في سلام يا بيليه".
كما نعاه الرئيس الأمريكي جو بايدن، باسمه واسم زوجته جيل بايدن، وقال عبر تويتر: بالنسبة لرياضة تجمع العالم معًا بشكل لا مثيل له، فإن صعود بيليه من بدايات متواضعة حتى بات أسطورة كرة القدم هي قصة نجاح تدل على سعة ما هو ممكن".
كما نعاه عدد كبير من السياسيين والقادة العالميين، من بينهم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وباراك أوباما، وعدد من نجوم كرة القدم العالميين، من بينهم إيليان امبابي الذي سارع عبر حسابه الرسمي إلى نعي النجم الكبير، مؤكّدًا أنه أسطورة، وأن الأسطورة لا تموت.
كما نعاه لاعب السنوكر البريطاني الشهير روني سوليفان عبر حسابه الرسمي وقال: "كل شيء نراه في كرة القدم اليوم، كان بيليه هو من فعله أوّل مرّة".
الصحافة العالمية تغطي وفاة بيليه
تصدر خبر وفاة الأسطورة البرازيلية بيليه، وهو لقب الرجل الذي ولد عام 1940 باسم إيدسون أرانتيس دو ناسيمينتو، أغلفة أبرز الصحف العالمية ومواقعها الإلكترونية وحساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه "الوجه العالمي لكرة القدم"، مخصصة له عددًا معتبرًا من المقالات التي تتناول مسيرته عبر العقود، إضافة إلى بروفايل موسّع يتتبع حياته عبر ألبوم خاص من الصور.
أما صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، فنعت بيليه عبر تغطية مشابهة، حملت عنوانًا يقول: "لم يكن ثمّة إلا بيليه واحد"، مستعرضة في بروفايل خاص أبرز إنجازات بيليه الرياضية وأثره في موطنه البرازيل والعالم.
أما في فرنسا فعنونت صحيفة لوموند تغطيتها الرئيسية للخبر: "وفاة "الملك بيليه" أسطورة كرة القدم العالمية"، مشيرة إلى اللقب الذي يعرف به بيليه في البرازيل، وهو "أو راي" (O Rei) والتي تعني الملك.
أما الغارديان البريطانية فخصصت ملفًا كاملًا عن بيليه، يبدأ بمقال النعي الخاص به، والذي حمل العنوان الطويل: "السوبر ستار العالمي الذي حمل كأس العالم ثلاث مرات"، إلى جانب عدد من المقالات والألبومات التي تستعرض مسيرة حياة النجم الراحل.
كما تفاعلت الصحافة الإسبانية مع رحيل بيليه، الذي يحظى بشعبية كبيرة بين الإسبان، وعلى غرار الصحف الكبرى خصصت صحيفة إلبايس الإسبانية ملفًا خاصًا يتناول جوانب مختلفة من حياة الرجل الذي يعتبره البرازيليون كنزهم الوطني.
أما الصحافة البرازيلية، فاتفقت على اللقب المجمع عليه محليًا عند الحديث عن النجم الراحل، وهو "الملك" أو "ملك القلوب"، وهو ما عنونت به العديد من الصحف صفحاتها الرئيسية ليوم الجمعة، ومن بينها صحيفتا "غلوبو" و"فولها".
يشار إلى أن البرازيل بدأت رسميًا بالتحضير لمراسم تشييع وتوديع وطني لنجم منتخبها الوطني الأشهر، والتي يتوقع أن تشهد حضورًا جماهيريًا واسعًا من دول مختلفة، إضافة إلى مشاركة استئنائية من عديد الشخصيات السياسية والرياضية والفنية العالمية.
