01-سبتمبر-2020

ملف: دروس غرامشي.. استعادة مستمرة

ألترا صوت - فريق التحرير

لماذا أنطونيو غرامشي؟ ولماذا هذه العودة إليه أيضًا؟ تتطلب الإجابة على هذه الأسئلة العودة إلى السياقات والمسارات المتأزّمة التي ظهر فيها لأوّل مرّة عالميًا: أزمة مراجعة الستالينيّة، أحداث أيار/مايو 1968 في فرنسا، ظهور الشيوعيّة الأوروبيّة وغيرها، وعربيًا: هزيمة 1967، خيبات الأحزاب الشيوعيّة العربيّة وأزماتها، أزمات الفكر اليساري العربيّ، بالإضافة إلى تصدّع الأطروحات الماركسيّة التقليديّة بشكلٍ عبّر عن الحاجة إلى وجود بديل.

مثّل أنطونيو غرامشي بأفكاره ومفاهيمه وماركسيته المنفتحة والمُتحرِّرة أيضًا هذا البديل، ولعل هذا ما يُفسِّر العودة المستمرّة إليه عند كلّ أزمة وانعطافة مأساوية باعتباره الناجي الوحيد، وباعتبار أفكاره الطريق إلى الخلاص من الأزمات القائمة، وانطلاقًا من هذه الاعتبارات، بات المفكّر الإيطاليّ يُعرف بـ "حصان طروادة".

التعامل مع غرامشي باعتباره مُخلِّصًا ومنقذًا في حال تطبيق أفكاره ومفاهيمه التي عكست ولا تزال رؤيته العميقة للواقع المُتغيّر من حوله، لم يأت من فراغ إطلاقًا، وإنّما بناءً على تجارب سابقة لعلّ أهمّها سياقات 1967 التي أعاد فيها فكر غرامشي بثّ الأمل من جديد بصفته دليل عزاء وأمل قائم على فكرة معيّنة لا على مجموعة أوهام، وهنا تكمن أهميّة فكره الذي يمنح الأمل والعزاء.

سيعود هذا المفكّر العالميّ للظهور عربيًا بعد اندلاع ثورات الربيع العربيّ التي تحوّل فيها مُجدّدًا إلى مرجعية، وعاد إليه المثقّفون العرب في سياق محاولاتهم فهم خلفيات ومآلات هذه الاحتجاجات، قبل أن يعودوا إليه من جديد في بداية المرحلة المضادّة لها في سياق البحث عن إجابات تفسّر وتوضّح أيضًا أسباب فشل بعض الثورات والانقلاب على أخرى، بالإضافة إلى انسداد آفاق الثورة والعمل الثوريّ وظهور ما سمّاه غرامشي "الأعراض المرضية".

استدعاء أنطونيو غرامشي والعودة إليه عند كلّ أزمة يبيّن مدى أهميّة هذا المفكّر الذي يشغل عالميًا مكانة فكرية ومعرفية ونضالية نالها نتيجة ما قدّمه فكريًا ومعرفيًا ونضاليًا أيضًا، بالإضافة إلى أنّها تجعل منه مفكّرًا مثيرًا للفضول الذي لا بدّ أن يحرّض على العودة إلى قراءة أعماله والتعرّف إليه، وتبدو هذه الفكرة معبّرة عن الغاية من هذا الملف: الدعوة إلى قراءة أعمال أنطونيو غرامشي وربما التفكير فيها ومن خلالها عربيًا.

  1. أنطونيو غرامشي والعالم العربيّ.. لقاء من ترتيب الهزائم والخيبات
  2. تعويم كتلة غرامشي بمفردات التحالف السياسي
  3. شهادة في فكر أنطونيو غرامشي
  4. في أهميّة غرامشي اليوم.. الفِكر - الفِعل، والطريق لتجاوز انسداد آفاق الثورة
  5. غرامشي في مئوية السنتين الحمراوين: من الانتفاضة للثّورة ومن المطالب للسّلطة
  6. أنطونيو غرامشي في عمل المثقفين العرب.. الحاضر الغائب
  7. ترجمة غرامشي إلى العربية
  8. غرامشي في الشوارع.. نصب وجداريات
  9. شذرات غرامشي: لكي نتمكن من اللقاء

 

اقرأ/ي أيضًا:

ملف| الزمن صفر للنكبة