28-أغسطس-2019

ملف خاص عن الهجرة في البحر المتوسط (أ.ب/ تعديل: الترا صوت)

الحدود، هذه العقبات المجبولة بقوة الحديد والنار، أقصى مراحل تطور مفهوم الدولة الوطنية؛ فهمها ليس رهينًا فقط بجغرافيا النفوذ السياسي والولاء المعهود في دول ما قبل القرن الـ19، بل بما هي تجسيد لجدل الواقع وفكر السياسة.

أيضًا، بما هي فكرة نمت تاريخيًا، أولًا مع الملكية في شكلها الجنيني، وصولًا إلى ترسيم مناطق مِلكية البورجوازية المحلية وامتلاكها لوسائل الإنتاج وسلطتها على قوة العمل بأداة الدولة وأجهزتها، أو باتحادات الدول الفدرالية وأجهزتها الاتحادية.

يسعى الملف إلى قراءة الهجرة، في عالم اليوم، من خلال النظر في عدة تشابكات وتناقضات، في محاولة للنظر في مأساة أبناء المتوسط المستمرة

في عالم اليوم، ورأس المال يفك أزماته المتوالية بتمركز أكبر في قلب العالم النابض، أي دول الشمال؛ يحتكر الرخاء لصالح مركزه مصدرًا الهشاشة إلى الهامش، خالقًا بذلك تناقضات مركبة: داخلية بين طبقات مجتمعات المركز، وبين مجتمعات المركز والهامش، وبين طبقات مجتمعات الهامش ذاته.

وبين كل منها تشابك مصالحٍ وتضاد مطلق، وهذه هي الحالة التي أفشت عنها ثورات الربيع العربي، وكشفتها احتجاجات السترات الصفراء التي عصفت بالشارع الفرنسي، وكذا حروب الشرق الأوسط والساحل الأفريقي، فضلًا عن تنامي اليمين الشعبوي، وانحدار اليسار إلى ظاهرة خطابية بمشروع اقتصادي نيوليبرالي.

كل هذه الأزمات تفرغ حمولتها أخيرًا في مستودع "الهجرة واللجوء"، هذه الظاهرة التي طبعت العصرَ بموجات تعبر حوض البحر المتوسط المحظور نحو الشمال، راسمة لوحات من المأساة الإنسانية. 

وبعين كل التناقضات، من الاقتصادي إلى السياسي، ومن السياسي إلى الاجتماعي إلى الثقافي، وفي نظرة بانورامية تشمل كل جغرافيا القضية والمجالات والمواضيع التي تنفذ إليها جذورها، نسرد الهجرة الممتنعة على ضفاف البحر المتوسط المحظور، في هذا الملف، من إعداد الزميل سفيان البالي من المغرب، رفقة كل من الزملاء عمار لشموت من الجزائر، مها عمر من مصر، خديجة بوفوس من المغرب، ويوسف أشرف علي من مصر.