10-فبراير-2020

شهد العام الماضي احتجاجات في أكثر من 30 دولة حول العالم (ألترا صوت)

الترا صوت - فريق التحرير

لو كان لنا أن نضع سمة للسنة الماضية، ستكون حتمًا الاحتجاجات الشعبية التي بسطت أيامها، والهزات التي تناوبت على العصف بالعالم على طوله، مجتاحة جغرافيته من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وعبر كل قاراته كان "تغيير الواقع من الشارع" الميزة الأبرز لأطوار 2019، والشهر الأول من السنة الجديدة.

يسائل هذا الملف، المشتركات بين الاحتجاجات، ويقدم مقاربات نظرية وميدانية من خلال شهادات وحوارات مع ناشطين وشعراء وأكاديميين من العراق والجزائر ولبنان وفرنسا وتشيلي وكولمبيا

ومنذ لحظة انطلاقها، في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، عبر حركة السترات الصفراء الصاعدة من أقصى الهامش الفرنسي، وصولًا إلى عودة الزخم إلى شوارع سانتياغو في تشيلي وبوغوتا بكولومبيا، مرورًا بالسودان والجزائر، البلدين العربيين اللذين نجحا في خلع رئيسيهما، والهند التي انتفضت ضد قانون الفصل العنصري، وصولًا إلى الشعبين العراقي واللبناني في قومتهما ضد الطائفية وإهدار المال العام.

اقرأ/ي أيضًا: ملف خاص: النقابات في العالم العربي.. جدل الصراع بين الفئوي والسياسي

بلغة الأرقام، كنا أمام أكثر من 30 دولة عرفت كل منها على الأقل حركة احتجاجية خلال 2019، في عمومها ذات أصول اجتماعية وسياسية: سواء بسبب زيادة في أسعار المواد الأساسية كالمحروقات في فرنسا والإكوادور وإيران، والخبز في السودان، وتعريفة الميترو في تشيلي، والاتصالات في لبنان، أو بسبب سياسيين فاسدين كما كانت الحالة في ألبانيا وصربيا وهايتي ومونتينيغرو والتشيك والهندوراس، أو للمطالبة بالديموقراطية كما في الجزائر وهونغ كونغ وروسيا وغينيا وكازاخستان وإثيوبيا. وفي كل هذه البلدان مثلت الأسباب الأولى شرارة انطلاقة غالبًا ما انضافت لها مطالب أخرى، أو حتى حركات أخرى، كحال فرنسا حيث انضم إضراب النقابات العمالية إلى الشارع قبل أن تخليه السترات الصفراء.

كما أن كل واحدة من ثلاث دول ضمن البلدان التي عرفت احتجاجات، خلف المحتجون فيها رجة سياسية كبيرة في أنظمتها: استقالة حكومة سعد الحريري في لبنان، وعزل واستقالة عمر البشير وعبد العزيز بوتفليقة في السودان والجزائر. كما خلفت في بلدان أخرى تغييرًا حكوميًا: في غينيا والعراق وتشيلي. بالإضافة إلى تخلي الحكومات عن مشاريعها التي أثارت غضب الشعب، كتراجع ماكرون عن الزيادات في سعر المحروقات، أو تدخل الحكومة الصينية في هونغ كونغ.

يسائل هذا الملف، المشتركات بين كل تلك الاحتجاجات، ويقدم مقاربات نظرية وميدانية لسنة استثنائية، من خلال شهادات وحوارات مع ناشطين وشعراء وأكاديميين من العراق والجزائر ولبنان وفرنسا وتشيلي وكولمبيا ودول أخرى عديدة، وبأقلام عربية متنوعة.

​​​​

اقرأ/ي أيضًا: 

ملف خاص: النكتة السياسية عربيًا.. سرديات المقهورين

ملف خاص: المكتبات العامة في العالم العربي.. أعراض فقر التنمية