21-أكتوبر-2018

اعتبرت "هيومن رايتس ووتش" أن الرواية السعودية غير قابلة للتصديق (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أبدت دول وجهات عديدة، خلال الساعات الماضية، تشكيكًا واضحًا في الرواية السعودية، بخصوص مقتل الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي، عقب ادعاء الرياض أن الحادثة وقعت إثر شجار بالصدفة، ومن دون أي تخطيط مسبق، وبلا معرفة مباشرة من الجهات العليا. فيما استمرت الدعوات إلى مقاطعة المملكة، ووقف تصدير الأسلحة لها.

طالبت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل بتوضيح تفاصيل اغتيال خاشقجي، ورفضت ما قالت إنه تفسير غير كافٍ أو مرضٍ لجريمة الاغتيال

وعبرت ألمانيا عن موقف واضح، من ناحية عدم الرضى عن الرواية السعودية، بخصوص مقتل الكاتب في صحيفة واشنطن بوست، في القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث طالبت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل بالتوضيح، ورفضت ما قالت إنه تفسير غير كافٍ أو مرضٍ لجريمة الاغتيال.

في نفس سياق رد الفعل الألماني، نقلت وكالة رويترز عن وزير الخارجية، هايكو ماس، قوله لقناة البث التلفزيوني الألمانية العامة ARD، يوم السبت، إن ألمانيا يجب ألا توافق على بيع أسلحة للسعودية حتى يتم الانتهاء من التحقيقات في ظروف وفاة خاشقجي.

وأضاف ماس إنه يعتقد أنه لا ينبغي بيع أي أسلحة إلى المملكة، قبل توضيح ظروف وفاة خاشقجي. مضيفًا أنه "طالما أن التحقيقات جارية، فإننا لا نعرف ما حدث هناك (القنصلية السعودية في إسطنبول)، ولذلك ليس هناك أي سبب لاتخاذ قرارات إيجابية بشأن صادرات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية".

اقرأ/ي أيضًا: رواية السعودية عن مقتل خاشقجي.. خيال غير علمي!

وكانت ألمانيا، قدر قررت في الشهر الماضي السماح ببيع الأسلحة إلى الرياض، في جزء من مسار لتطبيع العلاقات مع المملكة، ما أثار جدلًا لأنه يقوض الوعود السابقة بعدم بيع الأسلحة للدول المشاركة في حرب اليمن.

جاء ذلك، بعد أن أصدر كل من ميركل وماس بيانًا مشتركًا يدين جريمة القنصلية في وقت سابق، مطالبين بأن توضح الرياض ما حدث. بينما أدان البيان "هذا العمل بأشد العبارات"، وطالب "بالشفافية"، خاصة أن "المعلومات المتوفرة حول الأحداث في قنصلية اسطنبول غير كافية".وأعرب كل من ميركل وماس عن تعاطفهما العميق مع أصدقاء وأقارب خاشقجي وأكدوا أن المسؤولين عن وفاته يجب أن يخضعوا للمساءلة.

كما نقلت وكالة أسوشييتد برس، أن ماس قد قال ردًا على سؤال حول ما إذا كان على الشركات الألمانية أن تحذو حذو شركات وشخصيات أخرى عديدة، وأن تقاطع حضور مؤتمر استثماري في المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل، إنه "بالتأكيد لن يحضر" أي حدث في الرياض في الوقت الحالي، معتبرًا أن المقاطعة أرسلت الرسالة الصحيحة.  وتابع: "أفهم بشدة أولئك الذين ألغوا خططهم للحضور".

واعتبر ماس أن التحقيق الذي تدعمه الأمم المتحدة لعملية القتل قد يكون وسيلة لتحسين "الموضوعية والمصداقية" لأي نتائج. فيما جاءت تصريحات ميركل وماس بعد دعوات من مؤسسات وشخصيات سياسية عدة لألمانيا، لتشديد موقفها تجاه الرياض في أعقاب قضية خاشقجي المثيرة للجدل

تأتي هذه التطورات بعد أن كانت ميركل، خلال مؤتمر لحزبها في ولاية تورنغن الشرقية، قد أشارت إلى "الأحداث الرهيبة" التي أحاطت بقتل خاشقجي في 2 تشرين الأول/ أكتوبر، قائلة إنه "لم يتم بعد توضيح أي شيء بعد". وانضمت ألمانيا إلى دول أخرى في الدعوة إلى إجراء تحقيق موثوق به في وفاة خاشقجي، ورفض الرواية واضحة التفليق التي أصدرتها السعودية، بخصوص مقتل خاشقجي في شجار غير متوقع.

في بريطانيا أيضًا، حث حزب العمال، وأحزاب ليبرالية أخرى حكومة تيريزا ماي على وقف بيع الأسلحة البريطانية إلى السعودية، معتبرين أن ذلك إذا استمر، سيكون خطوة محرجة للبلاد

وتمتلك برلين علاقات اقتصادية طويلة الأمد مع الرياض تتضمن شحنات أسلحة كبيرة. ووفقًا لأرقام رسمية، فقد سمحت الحكومة الألمانية بتصدير أسلحة بقيمة 254 مليون يورو إلى المملكة العربية السعودية منذ آذار/مارس.

من جانبها، دعت رئيسة لجنة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إلى إجراء تحقيق شامل وموثوق وشفاف. وقالت موغيريني، إن "ظروف وفاة جمال خاشقجي مقلقة للغاية، بما في ذلك الانتهاك الصادم لمؤتمر فيينا عام 1963 حول العلاقات القنصلية. لذلك فإن الاتحاد الأوروبي، مثل شركائه، يصر على الحاجة إلى إجراء تحقيق شامل وموثوق وشفاف، وضمان المساءلة الكاملة لجميع المسؤولين عن ذلك".

أما وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، فأعلن أن العديد من الأسئلة لا تزال "بلا إجابة" وأصر على "أنها تتطلب تحقيقًا شاملًا ودؤوبًا".واتفقت معه وزيرة خارجية كندا، كريستيا فريلاند، التي قالت "إن التفسيرات المقدمة حتى الآن تفتقر إلى الاتساق والمصداقية".

في بريطانيا أيضًا، حث حزب العمال، وأحزاب ليبرالية أخرى حكومة تيريزا ماي على وقف بيع الأسلحة البريطانية إلى السعودية، معتبرين أن ذلك إذا استمر، سيكون خطوة محرجة للبلاد، بعد أن قالت الحكومة إنها تدرس الرواية السعودية.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا قتلوا جمال خاشقجي؟

في نفس السياق، طالبت جهات حقوقية عدة السعودية بالكشف عن التفاصيل الحقيقية للواقعة، والمساعدة بإنجاز تحقيق دولي حول ما حدث. واعتبرت  منظمة العفو الدولية أنه يجب على السعودية أن تظهر جثة الصحفي السعودي فورًا، حتى يتمكن خبراء الطب الشرعي بشكل مستقل من إجراء تشريح بما يتماشى مع المعايير الدولية.

وقالت سماح حديد، مديرة حملات منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط، في بيان يوم السبت، إنه لا يمكن الوثوق بالرواية السعودية لما حدث، وأنه يجب تقديم أي شخص مسؤول، بغض النظر عن رتبته أو وضعه إلى العدالة، فيما بدا إشارة إلى تورط ولي العهد، محمد بن سلمان، نفسه في الواقعة.

وأضاف البيان أن تحقيقًا مستقلًا يأمر به الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، سيكون ضروريًا لتجنب غسل الجرائم السعودية، وحتى لا يتم وضع القضية تحت السجادة للحفاظ على صفقات الأسلحة المربحة.

من جهته، كان نائب رئيس حزب العدالة والتمية في تركيا، نعمان كورتولموس، قال إن بلاده "لن تسمح أبدًا بتغطية" مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وأنها ستشارك أدلة عديدة مع العالم وأن "نتيجة حاسمة" للتحقيق ستكون قريبة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بالأدلة والتفاصيل.. كيف تستدرج السعودية معارضيها في الخارج؟

اغتيال خاشقجي وهوس السلطة بالقتل