1. عشوائيات
  2. مجتمع

ملف الاعتداءات الجنسية يلاحق الفاتيكان مع بداية حبريّة ليو الرابع عشر

16 مايو 2025
البابا ليو الـ14
البابا ليو الـ14 في أول إطلالة له من شرفة الفاتيكان (GETTY)
الترا صوتالترا صوت

أعاد اعتلاء البابا ليو الـ14 للسدة البابوية الجدال مجددًا حول الطريقة التي سيتعامل بها مع أزمة الاعتداءات الجنسية داخل الكنيسة الكاثوليكية، وهي الأزمة التي بقيت لعقود محاطة بجدار من "السرية والتستّر"، حيثُ لا تزال تُلقي بظلالها الثقيلة على المؤسسة الكنسية، رغم محاولات إصلاح سابقة.

وكان البابا فرنسيس (1936–2025) قد واجه هذا الملف بنوع من الجرأة، حين أنشأ لجنة لحماية القاصرين عام 2014، بالإضافة إلى عقد قمة غير مسبوقة في 2019 لمواجهة هذه الاعتداءات، وإقرار تشريعات تُلزم رجال الدين بالتبليغ عن الاعتداءات داخل الكنيسة. لكن الناجين والنشطاء يرون أن تلك الجهود كانت متأخرة وغير كافية، وأن غياب الشفافية والاستقلالية لا يزال يحد من فاعلية الإجراءات، بحسب تقرير لصحيقة "واشنطن بوست" الأميركية.

"رجل عدل يهتم بالمهمشين"

يصف مدير مبادرة العدالة التصالحية والشفاء في جامعة سانت توماس، القس دانيال غريفيث، البابا الجديد بأنه "رجل عدل يهتم بالمهمشين"، وأضاف أنه "ينبغي أن يكون الضحايا في صدارة أولوياته"، لافتًا إلى حدوث "تقدم بطيء ومستمر، لكن ما زال هناك الكثير للقيام به".

أعاد اعتلاء البابا ليو الـ14 للسدة البابوية الجدال مجددًا حول الطريقة التي سيتعامل بها مع أزمة الاعتداءات الجنسية داخل الكنيسة الكاثوليكية

ورغم أن ليو الـ14 لم يدلِ بتصريحات عامة بشأن الأزمة، فإنه في مقابلات سابقة نبذ "التستر والسرية"، وأكد على ضرورة مساعدة الضحايا. وربما يكون لقاؤه الأربعاء الماضي مع رئيس لجنة الفاتيكان لحماية القاصرين، الكاردينال شون أومالي، مؤشرًا مبكرًا على اهتمامه بالملف.

وقد انتخب "المجمع السري" للفاتيكان الكاردينال الأميركي روبرت فرانسيس بريفوست، قبل نحو أسبوع، بابا جديدًا للكنيسة الكاثوليكية، ليصبح أول أميركي يقود 1.4 مليار كاثوليكي حول العالم، متخذًا اسم ليو الـ14. ودعا، في أول ظهور علني من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، إلى السلام وتذكّر المظلومين.

ويُعد ليو الـ14 امتدادًا لفكر فرنسيس، الذي توفي عن 88 عامًا. إذ لطالما تبنى قضايا العدالة الاجتماعية، وصرح سابقًا بأن الكنيسة يجب أن تركز على الفقراء والمهمشين. هذه اللغة تعكس رؤية فرنسيس الذي اختاره في أدوار متعددة. لذا يُعد انتخابه استمرارًا لمسار إصلاحي بدأه فرنسيس وسط تحديات ثقافية ولاهوتية كبيرة.

تحديات مبكرة

تشير التقارير إلى أن ليو الـ14 قضى أكثر من 20 في بيرو مبشّرًا وكاهن رعية، حيث عمل نائبًا قضائيًا وأستاذًا للقانون الكنسي، قبل أن يُعيّن أسقفًا على مدينة تشيكلايو عام 2014. عُرف بخدمته الروحية والتعليمية، واكتسب الجنسية البيروفية، ما منحه تميزًا عن رجال الدين الأميركيين التقليديين داخل الكنيسة الكاثوليكية.

وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، تواجه حَبريّة ليو الـ14 تحديات مبكرة تتعلق بمزاعم سابقة حول تعامله مع قضايا الاعتداء الجنسي. فقد اتُهم، حين كان أسقفًا في بيرو، بتجاهل بلاغات ضد قساوسة متهمين بالتحرش، بالإضافة لامتلاكه "سجل حافل في مقاومة الكشف عن معلومات الاعتداءات للعامة"، كما تقول منظمة "محاسبة الأساقفة" المعنية بحقوق الناجين والناجيات.

وفي العامين الأخيرين، تولّى بريفوست رئاسة دائرة الأساقفة، حيث أشرف على ملفات قضايا تتعلق بأساقفة متهمين بالاعتداء الجنسي أو التستر عليه، بعدما تقدّمت ثلاث راهبات بشكوى في بيرو عام 2023. لكن المنظمة نفسها تقول إنه حافظ على سرّية الإجراءات، دون الكشف عن الأسماء أو اتخاذ خطوات علنية. وأفادت المديرة المشاركة في المنظمة، آن باريت دويل: بأن ليو الـ14 "لم يُجرّد أي أسقف من لقبه تحت إشرافه"، مؤكدة أن عليه الآن كسب ثقة الضحايا وعائلاتهم بصفته البابا.
 

الدفع نحو الشفافية

شهد عهد فرنسيس تحولًا مهمًا في التعامل مع ملف الاعتداءات، عبر إنشاء لجنة لحماية القاصرين وإصدار تشريعات. لكنه واجه انتقادات لتباطؤه، واستقال بعض أعضاء اللجنة بسبب غياب الشفافية، وهو ما أكّدته اللجنة نفسها لاحقًا في تقرير عام 2023. واعتُبرت قرارات فرنسيس غير كافية بالنسبة لكثير من الناجين.

وتشير "واشنطن بوست" إلى أن الخبير في حماية الأطفال، القس هانس تسولنر، كان قد استقال من لجنة الفاتيكان احتجاجًا على ذلك، لكنه لاحظ تقدمًا نسبيًا في الأعوام الأخيرة. ودعا البابا ليو الـ14 إلى دعوة الضحايا إلى روما، لا للاستماع إليهم فقط، بل لإشراكهم فعليًا في تطوير سياسات الوقاية. كما يرى أن المشاركة المباشرة للضحايا أمر حاسم لإحداث تغيير جوهري.

ومع ذلك، فإن ليو الـ14 يملك رؤية عالمية للأزمة، اكتسبها من خدمته الطويلة في بيرو، إلى جانب معرفته العميقة بالأزمة الأميركية. ويقول مراقبون إن عليه الآن دفع الكنيسة نحو الشفافية في كل الأبرشيات. وتؤكد الصحفية البيروفية باولا أوغاز، أن الهجمات عليه قد تكون ردًا على تفكيكه جماعة "سوداليسيوم" المرتبطة بفضائح كبرى، وفقًا لـ"واشنطن بوست".

شبح ثقيل يلاحق الفاتيكان

يرى مؤيدو ليو الـ14 أن الانتقادات الموجهة له تفتقر إلى العدالة، مؤكدين أنه اتبع الإجراءات الكنسية المعتمدة بدقة. ويتهم هؤلاء وسائل الإعلام بتحريف الوقائع. ورغم ذلك، تظل ملفات الاعتداءات الجنسية شبحًا ثقيلًا يلاحق الفاتيكان، ومن المرجح أن ترافق البابا الجديد خلال السنوات المُقبلة.

ورغم أن بعض الانتهاكات لم تقع خلال فترة إشرافه المباشر حين كان أسقفًا، إلا أن رئيس منظمة "محاسبة الأسقف"، شون دويرتي، عبّر عن صدمته من ظهوره كبابا جديد. واعتبر اختيار الكرادلة له منفصلًا عن الواقع، في وقتٍ تحاول فيه الكنيسة ترميم ما وصفه بالجرح المزمن الناتج عن تاريخ طويل من "الاعتداءات والتستر".

غير أن باحثين يرون أن تفشي الأزمة في المؤسسة يجعل من الصعب إيجاد مرشح لم يُلامسها. يقول الباحث براين كليتس إن المهم ليس ما وُجه إليه من اتهامات، بل ما سيفعله من الآن فصاعدًا. وأضاف أن مثل هذه الاتهامات شائعة جدًا، ومن النادر العثور على شخصية خالية من ملفات شبيهة.

وفي بيرو، عبّر رئيس شبكة الناجين عن دعمه للبابا الجديد، مشيرًا إلى لقائه ببريفوست مطلع العام. وامتدح ما وصفه بالدور الحاسم الذي أداه في تفكيك جماعة "سوداليسيوم"، وهي حركة دينية اتُهمت بارتكاب انتهاكات جنسية وروحية. وقال إنه استمع إليه بإصغاء وأظهر دعمًا حقيقيًا للضحايا.

كلمات مفتاحية
الحفريات في المغرب

"طفرة" الحفريات الأثرية في المغرب.. مرحلة جديدة من الوعي الأركيولوجي

يكثّف علماء الآثار والباحثين المغاربة الحفريات الأثرية في مواقع متعددة على مستوى التراب المغربي، في خطوة تعكس حركية أكاديمية نوعية حول التراث المغربي بشقيه المادي واللامادي

اليمن

الأمم المتحدة: اليمن على حافة المجاعة وقطاعه الصحي ينهار

أكّدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جويس مسويا أن حوالي 17 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد

استلام المساعدات

بين الجوع والرصاص: الغزيون عالقون في متاهة الإغاثة المسلّحة

فيما يواجه أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة خطر المجاعة والانهيار الكامل للبنية الإنسانية، تحوّل الحصول على المساعدات إلى رحلة محفوفة بالموت والإهانة، تشبه في ملامحها "ألعاب الجوع" كما وصفها مسؤول أممي

هارفارد
تكنولوجيا

هارفارد تتيح أكثر من مليون كتاب لخدمة الذكاء الاصطناعي

ثمة تحديات تتضمن وجود معلومات غير دقيقة ضمن هذه الكتب والنصوص التي تحتوي على نظرات استعمارية أو علمية عفا عليها الزمن

آبل
تكنولوجيا

لحماية الأطفال.. آبل تضيف ميزة "موافقة الأبوين" على المراسلة

إذا حاول الطفل أن يرسل رسالة إلى شخص غير مدرج ضمن الأسماء المعتمَدة عند الأبوين، يصل على الفور تنبيه إلى تطبيق "الرسائل" عند الأبوين للتصديق على هذا التواصل أو رفضه

كرة القدم
رياضة

متى تصبح مغادرتك لفريقك خيانة؟

تتعقّد الأمور عندما يخرج لاعب محبوب من الجماهير من فريقه بشكلٍ يراه البعض خيانة، دون أن يضعوا في الاعتبار أن بعض اللاعبين يُعاملون هذه الرياضة كعملٍ بدوامٍ كامل

الصين
رياضة

لماذا تفشل قوة عظمى كالصين في لعبة كرة القدم؟

تتداخل أسباب الفشل في كرة القدم الصينية بين تدخل السلطات والنمطية والنفوذ والفساد، بالإضافة إلى الخوف على المستقبل والنطاق التلقيني في التنشئة