06-مايو-2022

إشارات متضاربة بشأن موقف واشنطن من مفاوضات فيينا (Getty)

وافق مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية 62 صوتًا مقابل 33 صوتًا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على مشروع قرار غير ملزم يدعو إدارة جو بايدن إلى عدم الموافقة على اتفاق نووي مع إيران ما لم تقبل طهران بعض الشروط الصارمة مثل كبح برنامج الصواريخ الباليستية واستمرار العقوبات على الحرس الثوري الإيراني ومنع صادرات النفط إلى الصين.

المفاوضات بشان العودة إلى الاتفاق النووي متوقفة منذ قرابة شهرين بعد اتهامات إيرانية للولايات المتحدة بتغيير سلوكها وتوجهاتها في المفاوضات

كما صوت النواب بأغلبية 86 صوتًا مقابل معارضة 12 صوت على اقتراح يرى أن فرض عقوبات مرتبطة بالإرهاب على إيران ضروري للحد من التعاون بين بكين وطهران. وقدم السناتور الجمهوري جيمس لانكفورد مشروع القرار الذي دفع به النواب الجمهوريون المتخوفون من أن البيت الأبيض قد يقبل باتفاق ضعيف مع إيران، وأملوا في الحصول على دعم من بعض النواب الديمقراطيين الذين يشاركونهم مخاوفهم.

وقال لانكفورد في بيان قبل التصويت "هذه لحظة للكونغرس لدفع الإدارة لإظهار القوة من خلال عمل حاسم وليس الضعف من خلال التفاوض مع الأنظمة الإرهابية"، وأضاف "بينما تندفع إدارة بايدن لإدخال إيران في اتفاق نووي جديد، من الضروري أن تخضع إيران للمساءلة عن أنشطتها الشائنة".

من جهتها قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تستعد الآن بشكل متساوٍ سواء لسيناريو تتم فيه العودة المتزامنة للامتثال لاتفاق نووي مع إيران أو لآخر لا يكون فيه اتفاق. وأكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس في إفادة صحفية أن "الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع كل السيناريوهات فيما يخص إيران، سواء باتفاق نووي أو بدون". وأضاف برايس "لأن العودة المتبادلة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة لا تزال غير مؤكدة إلى حد كبير، فإننا نعد الآن بشكل متساوٍ لأي من السيناريوهين".

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد صرح الثلاثاء أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي أن "الولايات المتحدة ما زالت مقتنعة بأن  إحياء الاتفاق النووي مع إيران هو أفضل سبيل لمنع طهران من حيازة القنبلة الذرية". وأضاف بلينكن: "ما زلنا نعتقد أن العودة إلى الاتفاق ستكون أفضل سبيل للرد على التحدّيات النووية التي تفرضها إيران ولضمان أن إيران التي تتصرف أصلًا بعدوانية كبيرة، ليس لديها سلاح نووي".

وسبق أن صرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي أن "البنتاغون يقيم انتشاره العسكري، لاسيما في الشرق الأوسط، بشكل دوري"، مؤكدًا "التزام بلاده الأساسي بحماية مصالحها الأمنية في الشرق الأوسط، ومصالح حلفائها وشركائها هناك".

من جهته قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيرلندي سيمون كوفيني الذي يلعب دور الوساطة بين طهران وواشنطن بشأن مفاوضات فيينا، إن "طهران ستواصل الدبلوماسية للوصول إلى اتفاق نهائي بمفاوضات فيينا غير المباشرة مع واشنطن". وأضاف أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية قدمت ابتكارات سياسية وأظهرت إرادة لازمة للتوصل إلى اتفاق جيد وقوي ومستدام". وأكد الوزير الإيراني أن بلاده "ستواصل طريق الدبلوماسية للوصول إلى نقطة اتفاق نهائي، مع الالتزام بخطوطها الحمراء".

دخل الموقف الروسي على الخط بعد أن بدأت موسكو في إقحام مفاوضات فيينا لاستخدامها كورقة في صراعها مع الغرب

يذكر أن المفاوضات بشان العودة إلى الاتفاق النووي متوقفة منذ قرابة شهرين بعد اتهامات إيرانية للولايات المتحدة بتغيير سلوكها وتوجهاتها في المفاوضات على نحو مفاجئ، حيث تركزت نقاط الخلاف حول مطالب إيرانية بشأن رفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، ومطالبة  واشنطن بتقديم ضمانات اقتصادية مؤثرة، بالإضافة إلى ترتيبات بشأن رفع بعض العقوبات. كما دخل الموقف الروسي على الخط بعد أن بدأت موسكو في إقحام مفاوضات فيينا لاستخدامها كورقة في صراعها مع الغرب بعد شن حربها على أوكرانيا. وأنهى الإعلان الإيراني شهورًا من التفاؤل الذي  أبدته الوفود الأوروبية والتصريحات الأمريكية بشأن إمكانية التوصل لاتفاق في الوقت القريب.