27-نوفمبر-2020

من المعرض

الترا صوت – فريق التحرير

افتتحت "مكتبة قطر الوطنية" يوم الأربعاء 25 تشرين الثاني/ نوفمبر، بحضور وزير الدولة القطرية ورئيس المكتبة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، المعرض الرقمي "ملصقات السينما العربية: ذكريات وفنون"، متيحةً لزواره، وعلى مدار ستة أشهر، مجموعة مميزة من الملصقات السينمائية الشهيرة في تاريخ السينما العربية، تحتفظ بها المكتبة التراثية ضمن أرشيفها.

فن الملصقات السينمائية، ذلك الفن الذي يعكس ثقافات الشعوب وهوياتها وعاداتها، وهو الذاكرة التي تسجل تاريخ هذه الشعوب وملامحها وانتصاراتها وهزائمها

وخلال كلمته أثناء حفل الافتتاح، ذكر الكواري أن المعرض يسلط: "الأضواء على جانب من التراث ربما لم يجد حقه من الاهتمام، وهو فن الملصقات السينمائية، ذلك الفن الذي يعكس ثقافات الشعوب وهوياتها وعاداتها، وهو الذاكرة التي تسجل تاريخ هذه الشعوب وملامحها وانتصاراتها وهزائمها، وتوثق حياتها الاجتماعية في فرحها وحزنها، وهو في نهاية المطاف جزء أساسي من التراث الإنساني يجب علينا حفظه وصيانته ككل جوانب التراث الإنساني الملموس وغير الملموس، مثل الكتب والمخطوطات والوثائق وغيرها من صور الإبداع البشري".

اقرأ/ي أيضًا: "مهرجان بيروت للرقص المعاصر - بايبود".. عمارة جسد محطم

يُحاول المعرض المستمر حتى أيار/مايو المقبل تعويض جزءٍ من النقص الحاصل في المكتبة السينمائية العربية لجهة حضور الملصق السينمائي، ويسلط في الوقت نفسه الضوء على تاريخ صنعته في العالم العربي، مُقدِّمًا رؤية عامة عن نشأته وتأثير الجاليات الأجنبية، الأوروبية بشكلٍ عام واليونانية بشكلٍ خاص، على هذه النشأة، خصوصًا في مصر، حيث يعود الفضل في صناعة الملصق السينمائي إلى اليونانيين الذين حملوا تلك الصنعة إلى القاهرة والإسكندرية، ثم انتقلت إلى مجموعة من الرسامين المصريين، لعل أبرزهم السيد راغب، وجسور وأحمد فؤاد الذين أسسوا، برفقة رسامين آخرين، مجموعة من الورش لصناعة الملصق السينمائي في مصر والمنطقة العربية.

وتتيح المكتبة عبر هذا المعرض خطًا زمنيًا تقريبيًا يعكس تطورات الملصق السينمائي العربي وتحولاته، ويقدّم للزائر فرصة للاطلاع على اختلاف تفاصيل وخصوصية هذه الصنعة بين بلدٍ وآخر، بالإضافة إلى رسمه ملامح أساسية متعلقة بثنائية السينما والغرافيك في العالم العربي، وقدرة كلٍ منهما على خدمة الآخر والتعبير عنه، عدا عن أنه يُبرز، وبحسب رئيس قسم إتاحة المجموعات بالمكتبة التراثية مريم المطوع، أعمال الفنانين العرب الذين اشتهروا برسم "أفيشات" الأفلام، ونقلوا من خلالها روح العصر والسمات المميزة للحقب الزمنية المختلفة التي عاشوا فيها عبر قطع فنية جذابة.

تتيح مكتبة قطر الوطنية عبر معرض "ملصقات السينما العربية" خطًا زمنيًا تقريبيًا يعكس تطورات الملصق السينمائي العربي وتحولاته

اختار القائمون على المعرض مجموعة من الملصقات التي تعبّر، وفقًا لما جاء في بيانه الصحفي، عن: "قضايا مختلفة ومشتركة بين البلدان العربية، وتدور أحداثها حول موضوعات مثل الحداثة والأصالة والتغيير الاجتماعي والاهتمامات الإنسانية والقومية الأخرى. ومحتويات المعرض مرتبة ضمن إطار يقدم سردًا عن تاريخ السينما وتطورها في العالم العربي، وفي الوقت نفسه يقدم نبذة عن بدايات السينما في الخليج".

اقرأ/ي أيضًا: الدورة التاسعة من "مهرجان عمّان جاز" دورة رقمية

تأتي هذه الخطوة لإعادة إحياء الاهتمام بالملصق السينمائي العربي، خاصةً أن الاهتمام به يكاد يقتصر على مجموعة قليلة جدًا من المهتمين بجمعه وحفظه وتأريخه أيضًا، وذلك في ظل انصراف المؤسسات الثقافية والفنية عن الأمر، وتجاهل أرشيف ضخم يعكس شيئًا من تاريخ السينما العربية وآليات صناعة الملصق وتطوره وعلاقته بالتحولات السياسية والاجتماعية، وهي المهمة التي تصدت لها بعض الجهود الفردية خلال السنوات الأخيرة، مما يجعل من هذا المعرض فرصة لإعادة تسليط الضوء على هذا الفن وسيرته عربيًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كتاب "الصوفية اليوم".. قراءة معاصرة في مجتمع التصوف ونماذجه

12 رواية قصيرة لثربانتس