09-أكتوبر-2017

من افتتاح فندق الماسة في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر (فيسبوك)

في أسبوع واحد، اصطدم الشارع المصري بأكثر من مفاجأة تظهر تزايد البذخ والإنفاق غير المبرر من جانب النظام المصري، بقيادة الرئيس ذي الخلفية العسكرية عبد الفتاح السيسي، حيث قرر الرئيس، وفق مصادر في رئاسة الجمهورية، صرف مليون ونصف المليون جنيه (نحو 88 ألف دولار) لكل لاعب من لاعبي المنتخب المصري، عقب فوزهم على منتخب الكونغو والتأهل رسميًا لمونديال روسيا، إضافة إلى خبر افتتاح فندق الماسة التابع للقوات المسلحة في العاصمة الإدارية الجديدة، منذ أيام، بتكلفة تصل لنحو مليار جنيه.

اصطدم الشارع المصري بأكثر من مفاجأة تظهر تزايد البذخ والإنفاق غير المبرر من جانب النظام المصري في ظل وضع اقتصادي متدهور

اقرأ/ي أيضًا: 6 "غلابة" استفز بهم "السيسي" المصريين عاطفيًا

60 مليون جنيه لمنتخب الكرة المصري

قرر السيسي الظهور بمظهر الرجل المعطاء، بالرغم من الدعوات المستمرة منه للشعب لتقليل النفقات وتحمل زيادة الضرائب وارتفاع الأسعار على السلع الأساسية، وفي نفس الوقت يطالب المواطنين بدفع تبرعات لإقامة مشاريع ضخمة دون وجود عائد مادي منها. قراراته دفعت بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي للسخرية من حجم إنفاق الأموال، وركزوا على أن ما تم إنفاقه كفيل بحل مشاكل الكثير من المصريين والمساعدة على تعافي الاقتصاد المصري. آخرون قارنوا بين الأموال المخصصة للاعبي كرة القدم وما يخصص للبحث العلمي في مصر مثلًا أو لمجالات حياتية أخرى.

 

 

 

 اقرأ/ي أيضًا: بسبب التضخم.. المصريون يكتفون بوجبة واحدة يوميًا!

الفقر للشعب..

تشهد مصر أزمات اقتصادية حادة مؤخرًا، غير أنه ومع تولي السيسي الحكم تصاعدت الأزمة رغم حجم المعونات التي حصلت عليها مصر من دول في الخليج العربي والتي تصل على الأقل لنحو 42 مليار دولار. شهد سعر الجنيه المصري مقابل الدولار هبوطًا كبيرًا بعد قرار تعويم الجنيه، كما تجاوز الدين الخارجي المستحق على مصر نحو 75 مليار دولار في حزيران/يونيو الماضي، مع ارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء والغاز الطبيعي والمياه وبالتبعية أسعار باقي الخدمات والمنتجات.

في الأثناء، نجد الرئيس المصري دائم المطالبة بالصبر وتحمل الأزمات وكانت له تصريحات عديدة في هذا السياق، من أبرزها في أيار/مايو الماضي عندما قارن بين تطوير السكة الحديد في مصر وبين وضع الأموال في بنوك والحصول على فوائد، وهو ما تذكره البعض مع القرارات المالية الأخيرة للرئيس.

 

وقال السيسي في كانون الثاني /يناير الماضي في معرض حديثه عن مطالبات البعض بتعليم وصحة جيدة، "احنا فقرا قوي"، وفي تشرين الأول/أكتوبر 2016، أقسم أنه ظل لنحو 10 سنوات "لا يتوفر في ثلاجته غير المياه فقط"، كما دعا المصريين إلى "التخفيض من الأكل والشرب".

ورغم الأزمات وكذلك الدعوات الرئاسية للتقشف، كان الرئيس يصرف ببذخ على عدد من المؤتمرات والمشاريع بداية من حفل تنصيبه رئيسًا للجمهورية وأنفق عليه نحو 92 مليون جنيه، وكذلك حفل تفريعة قناة السويس الجديدة الذي بلغ حجم الإنفاق عليه نحو 30 مليون دولار، كما أقام الرئيس مؤتمر شرم الشيخ لدعم الاقتصاد وأنفق على تنظيمه نحو 100 مليون جنيه، ولم يشهد الاقتصاد المصري عقب المؤتمر أي حالة تحسن تذكر، هذا دون ذكر المواكب الكبيرة والطائرات الرئاسية الجديدة التي تم شراؤها وغير ذلك.

فندق الماسة.. مشاريع بروباغندا السيسي

العاصمة الإدارية الجديدة، أحد المشاريع الضخمة التي قرر الرئيس المصري القيام بها، رغم تحذير الكثيرين من انعكاساتها اقتصاديًا

العاصمة الإدارية الجديدة، أحد المشاريع الضخمة التي قرر الرئيس المصري القيام بها، رغم تحذير الكثيرين منها في أوضاع اقتصادية سيئة تمر بها البلاد. ويعتبر السيسي العاصمة الإدارية ومن قبلها مشروع تفريعة قناة السويس أحد أساليب إظهار نجاحاته، وكان إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق تحدث في تموز/يوليو 2014، حول مشروع العاصمة الجديدة، حتى أعلن السيسي في المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ في 2015 عن التصميم المبدئي للمشروع.

وكانت بداية المشاريع افتتاح فندق الماسة في العاصمة الجديدة، وهو الفندق الذي كلف وفقًا لمواقع إخبارية قريبة من الأجهزة الأمنية من 900 مليون إلى مليار جنيه مصري، وتشير تلك الصحف إلى أن الفندق مقام على مساحة 10 أفدنة، وسوف يلحق بالفندق مركز تسوق وقاعة مؤتمرات. وانتقد عدد من النشطاء الافتتاح الذي أحياه تامر حسني ونانسي عجرم وحسين الجسمي، كما حملت الصور والفيديوهات من الحفل أشكالًا متعددة من البذخ.

 

 

 

 

 اقرأ/ي أيضًا:

حملة "عايزين نعيش".. رد على التفقير في مصر

زيادة التعريفة الجمركية في مصر: مزيد من الركود