24-يناير-2022

الروائية هند الديوان

ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


هند الديوان كاتبة من العراق، تحمل شهادة بكالوريوس لغة عربية. صدرت لها رواية "السائرون بظلين" عام 2021 التي فازت بالمركز الثاني في جائزة الشارقة للإبداع العربي.


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

بصراحة، وإن حاولت التذكر، لن أصل يقينًا إلى الدوافع الأولى التي قادتني نحو هذا العالم الآسر، لكنني أتذكر بضعة مواقف في طفولتي كالكتيبات الصغيرة الملونة بواجهات كأنها مرسومة باليد لروايات عبير وهي مبعثرة على طاولة شقيقتي، وقراءتي إياها خلسة لأنها لا تناسب عمري الصغير، أو المكتبة المدرسية في الصف الرابع الابتدائي ومشرفتها معلمة اللغة العربية التي كانت تعد من يقرأ كتابًا ضمن نطاق زمني معين بفرصة للظهور يوم الخميس عند رفع العلم في ساحة المدرسة أمام جميع طلبة المدرسة ليروي ملخصه حول ما قرأ. وجدت في مثل هذه المصادفات عالمًا آخر يتسع لمخيلتي، ولسعيي الدؤوب الصامت نحو إمكانية رسم عالم متكامل، لم يتحقق لي سوى داخل عالم الكتب.

  • ما هو الكتاب أو الكتب الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

لو أجبت بدقة عن تجربتي الخاصة بالقراءة لربما سأكون مجحفة بعض الشيء بحق كتب لم أقرأها بعد، وأيضًا في عالم الكتب هناك مزايا حتى بقراءة كتاب سيئ، إذ إنه يضع نفسه ضمن الخريطة الإرشادية للمعرفة، فمن خلاله أمتلك القدرة على تمييز قيم الكتب الأخرى، لكونه يخبرني بما علي الابتعاد عنه أو التقرب منه في تجربتي القرائية المقبلة. لكنني بشكل شخصي من محبي كتب الشعر والسير الذاتية لما تحمله من تجارب صادقة من دون أن تمر عليها المعالجة الأدبية، والتي يدس الكاتب رأيه الشخصي فيها ليتفرد بها عن غيره، هذا السباق المتحاذق حالما أنتبه له في أي كتاب سرعان ما أغلقه وينمو لأطفئ شعور قلة الراحة المتأتية من قراءته، لذلك أجد كتب السيرة متكاملة أكثر لأنها انبثقت من خلال تجارب حياتية لم تؤدلج بعد تحت يد الكاتب.

  • من هو كاتبك المفضل ولماذا أصبح كذلك؟

ليس لدي كاتب مفضل بشكل تام، ربما بول أوستر وكل كاتب يخلق لي شخصية تمس دواخلي وتبقى لسنوات حية أمامي، مثل شخصية مريم في رواية خالد حسيني "ألف شمس ساطعة" أو تلك الراوية البريئة ماريا في رواية "راوية الأفلام"، أو "سيدة المقام" لواسيني، وكذلك والدة الصغيرة في "كم بدت السماء قريبة" لبتول خضيري ومعاناتها بكيفية غسل شعرها في حمام عربي! دموعي المنسابة كلما أتذكر الشعور الذي رافقني وأنا أقرأ "لا تخبري ماما" لتوني ماغواير وما صنعت مني هذه الشخصية من الإحساس بقلة الحيلة وتبعاته.. هناك شخصيات مفضلة كثيرة وعالقة في الأذهان أكثر من كتابها، لأنهم وبكل بساطة إجادتهم تأليف كتاب لا تعني بالضرورة أن نجزم إجادتهم تأليف بقية كتبهم.

  • هل تكتبين ملاحظات أو قصاصات لما تقرئينه عادة؟

أجد أن هذه العادة ملازمة لي حتى قبل الاهتمام بالقراءة أو الكتابة، أنا أدون كل شيء ووجدت في هذه العادة منفعة كبيرة حين فقدت شغفي بالكتابة في أحيان كثيرة، خاصة بعدما علمت أن فرجينيا وولف تستند بشكل كبير إلى كتابة يومياتها للاستمرار في تأليف رواياتها.

  • هل تغيرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

أرى بأن الكتاب الإلكتروني وجد لمساعدة القراء في إتاحة الكتب البعيدة أو الشحيحة أو من على سفر دائما، لكن بالتأكيد قيمة الكتاب الورقي لن تمحى بهذه السهولة.

  • حدثينا عن مكتبتك.

تكونت مكتبتي من مراحل عدة متفاوتة الوعي والرغبات، أي أن بعض الكتب مهداة وبعضها مضافة من مكتبة زوجي، لكنني بالتأكيد أحتفظ بالكتب الأقرب إلي من خلال شخوصها في الرف العلوي، لتمييزها.

  • ما الكتاب الذي تقرئينه في الوقت الحالي؟

منذ مدة وبسبب ظروف عدة توقفت عن القراءة مؤقتًا، فأنا منصاعة تمامًا للشغف الذي يأتيني لا الذي أرغم نفسي على الذهاب إليه، لكنني مصغية جدًا للكتاب الحياتيّ الذي يُقرأ علينا جميعًا ويوميًا، وجدت فيه أحيانًا ضالتي للإجابة عن كثير من الأسئلة، مثلما تفعل الكتب تمامًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة أحمد حنيطي

مكتبة نجلاء أبومرعي