04-أكتوبر-2021

الشاعر نبيل مملوك

ألترا صوت - فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


نبيل مملوك شاعر وكاتب صحفي من لبنان، من مواليد مدينة صور عام 1997، حائز على بكالوريوس في الصحافة المكتوبة من الجامعة اللبنانية الدوليّة، ويتابع دراساته العليا في اللغة العربية وآدابها في الجامعة اللبنانية، عمل في المجال الصحفي لمدة ثلاث سنوات ونشر العديد من القصائد والمقالات الأدبية في عدة صحف لبنانية وعربيّة.


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

اللغة المرأة التي سكبت على عتبة سنيني التسعة عشرة شهوة لفظاتها ورنين حروفها وفلسفة قواعدها، والشعر العكازة التي قررتْ أن تجعل مني عجوزًا شابًا له الحق في الخروج عن قيد الحياة والاستسلام لتخييله. اللغة والشعر أي الأبوة والأمومة طريقان بعت لهما خطواتي كي أدخل عالم الكتب.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

شكرًا على هذا السؤال الواسع الهامش، قد أظلم عشرات الكتب التي اضفت على أضلع صدري نشوة التماهي مع مضمونها لكن كجواب مبدئي في الرواية "مديح الكراهية" لخالد خليفة التي نحتت حقبة تراجيدية في تاريخ سوريا بإزميل أدبي واقعي جعل الشخصيات تؤدي مصائرها بهدوء على مسرح سيكولوجي دراميّ، و"سقف الكفاية" لمحمد حسن علوان التي اتخذت شعرية نصها لتكون قصة لكل من هو غريب عن قلبه ومجتمعه. أما في الشعر فالأسماء كثيرة ولا تتسع لها ذاكرة واحدة وقلب واحد، بدءًا من صراخ الأشجار لشوقي بزيع، محاولة وصل ضفتين بصوت لوديع سعادة، خمسون قصيدة لجاك بريفير (دار النهار ترجمة عبده وازن)، أعمال محمود درويش الأخيرة (لا تعتذر عما فعلت/ لماذا تركت الحصان وحيدًا/ جداريّة"، وثمة اسماء شعرية تجري كالأغنيات في عروقي: أمجد ناصر، أنسي الحاج، بول ايلوار، آلان بوسكيه، ت.س. ايليوت، خورخي لويس بورخيس، سامر أبو هواش، محمد ناصر الدين، زينب عساف، عبده وازن... وتتكاثر سواها بشكل مستدام في إدراكي.

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

أعتقد أن الإجابة المباشرة والدقيقة على هذا السؤال تقتل الروح القارئة في دواخلنا، كاتبي المفضل هو كل من يقدم لي عملًا مفضلًا، هو الذي يتفوق على نفسه في كل عمل يقدمه كمحاولة قلقة للمتلقي، ويمعن في ترك هامش واسع له لصناعة دلالات مادته المقروءة.

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

أحيانًا، حين يقودني الكتاب للهذيان أرمي ما يتركه من صدى في عروقي على شكل مراجعة بسيطة تزيد من إرباكي، لأن الكتابة عن أي عمل جاد خاصة الأعمال الأدبية التي أركز حديثي عنها كون الأدب تعبير عن الحياة كما اعتقد هيدستن، لكن الجانب الجوهري مما أتركه من ملاحظات أنها تجعلني على سكة المعرفة والرغبة في اعتناق المعرفة كون الإنسان بحسب ميشيل فوكو هو المعرفة.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

يوميًا أتجاهل وجود منظومة الكتب الإلكترونية، أعيش بحالة انكار شبيهة بحالة الشيوعيين بعد سقوط الاتحاد السوفييتي. ازداد تمسكي بالكتاب الورقي وصرت أتعامل معه على انه صديق من لحم ودم، وأني مؤتمن على مدينة وأمن افرادها الورقية.

  • حدّثنا عن مكتبتك؟

أرجو ألا تكون اجابتي متعثرة بغلو أو مبالغة شعرية خبرية.. مكتبتي مدينة متواضعة تجدد قوانينها يوميًا، قرية لا تحكمها عادات وتقاليد أو طوائف، تؤمن بالتعددية فتجد فيها الشعر والرواية والقصة والنثر والسياسة والفلسفة والدين وتستقبل أفرادها الجدد استقبال الأهل لأبنائهم المغتربين، وتودع الزوار المؤقتين (كوني أستعير الكثير الكثير من الكتب من مكتبة عامة ومن أصدقاء). مكتبتي هيكل أحبه بأنانية ارفض أن أخرج اي كتاب منها لأي شخص مهما علت مكانته عندي بداعي الاستعارة. أرفض الكتابة على صفحاتها أو تعذيبها بأقلام الـ marker المقززة. أنهار حين "أطعج" عن طريق الخطأ ورقة من أوراق كتاب ما... وأصر أن يكتب على عتبة كل كتاب منها أقبل كهدية إليّ أثر كل شخص اي الذي نسميه إهداءً. مكتبتي هي عالم الذي استغنى عن إلهه.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

سأبدأ بقراءة رواية "هجرة الآلهة والمدائن المجنونة" لناتالي الخوري غريب. وقد فرغت للتو من قراءة رواية "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" لكاتبها خالد خليفة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة حسين الضاهر

مكتبة شوقي عبد الأمير