29-يوليو-2019

الروائي والناقد نبيل سليمان

ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


نبيل سليمان روائي وناقد من سوريا. عمل في التدريس بين عامي 1963 - 1979. أسس "دار الحوار" عام 1982. تفرغ للكتابة منذ عام 1989. أصدر أول رواية له عام 1970 تحت عنوان "ينداح الطوفان". آخر رواياته "تاريخ العيون المطفأة".


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

ليته كان سببًا واحدًا. ربما كان صوت جدي وهو يترنم ببيت شعر لبدوي الجبل، وعيناه تتقافزان بين كراس يتأرجح بين يديه - سأكتشف أنه مختارات من شعر البدوي -  وبين عيون حوله، ذاهلة أو تتظاهر بالإعجاب.

وربما كان السبب هو اللغز الذي كان يتجسد في كتاب كانوا يسمونه المصحف مرة والقرآن الكريم مرة، والطفل ذو السنوات الثلاث أو الأربع يصغي مشوقًا ومبهورًا، وبعد قليل: خائفًا.

وبعد قليل أيضًا، ومنذ عرفت المدرسة في الخامسة من عمري، صارت الأسباب أوضح وأقوى: إنه سحر غامض للكلمات والكتابة والنشيد والأستاذ.

  • ما هو الكتاب أو الكتب الأكثر تأثيراً في حياتك؟

"الطاعون" لألبير كامو، "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ، السُّور المكية من القرآن، "الحب في زمن الكوليرا" لماركيز، "ألف ليلة وليلة"، و...

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

ليته كان واحدًا، وليتني أعرف السبب دائمًا. سأبدأ مع الجاحظ، لأنه حفّار موسوعي في جسد المجتمع وجسد اللغة والنفوس. وهذا أبو حيان التوحيدي، لأنه الشاعر الفرد في أغلب سردياته وشذراته. ولأن السلسة التراثية تطول، سأقفز إلى نجيب محفوظ، وببساطة، لأنه الحكّاء أو السرّاد الدؤوب والزاهد. وهذان عباس بيضون وعبده وازن لأنهما شاعران يكتبان الرواية كأنهما لم (يقترفا) الشعر يومًا، وهذه لطفية الدليمي لأنها الروائية المثقفة والمميزة في غمرة ما تعيشه الرواية العربية من الجهالة والقطيعية، وهذه شيرين أبو النجا، لأنها الباحثة الرصينة جدًا بقدر ما هي مغامرة وجريئة جدًا، وهكذا حرفت سؤالك عن (الكاتب) إلى الكاتبة، ولن يمكنني أن أعدد أيضًا، لأنني منذ فككت حرفًا وأنا أحيا في نعيم الكتب والكاتبات والكتاب.

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

علمتني الجامعة أن استخدم البطاقات. وإلى ذلك تراني أستبيح الهوامش البيضاء للكتاب، عدا عن العلامات على السطور، والعلامات الصامتة هي أيضًا ملاحظات. لكن الملخصات نادرة منذ غادرت الجامعة.

  • هل تغيرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الالكتروني؟

لا، لم تتغير، إلا إذا كان من التغيير أن علاقتي بالكتاب الممنوع في سوريا صارت لا تعبأ بالمنع، وصار حصولي عليه أسرع، وما عدت أخشى أن يجرّ عليّ عند الحدود مصيبة، وهو ما وقع لي حتى في مطار القاهرة منذ ثلاثين سنة. الآن، لدي نعمة اللابتوب والطابعة والعم جوجل وأسحب الكتاب الإلكتروني الذي يهمني، ورقياً، وأعود إلى "رجعيتي" التي تؤثر القراءة من الكتاب الورقي.

  • حدّثنا عن مكتبتك؟

بلغت مكتبتي الآن الخامسة والخمسين من عمرها، وأربت مساحتها على قرابة ثمانين مترًا مربعًا، أغلبها للرواية ولنقد الرواية، وفيها حصة للفلسفة وعلم الاجتماع، حصة للشعر، حصة للتراث، حصة للتاريخ، حصة لعلم النفس، حصة للسياسة، وركن لمخطوطات ما كتبت. وقد بدأت التكديس في علب كرتونية منذ سنتين، لأن الرفوف ضاقت.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

مرة ثالثة: ليته كان واحدًا. أعيد الآن قراءة كتاب لوكيوس أبولوس "تحولات الجحش الذهبي" بترجمة الصديق الراحل علي فهمي خشيم. والإعادة لأنني أعدّ كتابًا حميريًّا (عن الحمار)، وأنهيت هذا الصباح قراءة رواية منذر حلوم "لا تقتل ريتّا"، وأنهيت أمس قراءة رواية هالة البدري "نساء في بيتي"، وأمامي على المكتبة تلّة لا تفتأ تعلو حتى لو قرأت عشر ساعات في اليوم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة محمد ديبو

مكتبة محمود هدهود