05-مارس-2018

الشاعرة والمترجمة مريم العطّار

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


مريم العطّار شاعرة ومترجمة من العراق. أصدرت مجموعتين شعريتين هما "وأد" و"شتائم مجانية"، أما في عملها في الترجمة عن اللغة الفارسية فأصدرت: "أنطولوجيا الشعر الفارسي الحديث"، و"فروغ فرخزاد، الأعمال الشعرية الكاملة".


  • ما الذي جاء بكِ إلى عالم الكتب؟

نشأت في مجتمع إيراني يحفّز على القراءة. دخلت عالم الكتب في سن المراهقة، وابتداء من مكتبة المدرسة، التي كانت تحتوي الكتب الفكرية والعلمية، تعرّفت منذ أولى قراءاتي إلى الأدب الفارسي والتصوف والعرفان. كنتُ أمينة مكتبة في تلك السنوات. أحببت قراءة الكتب أكثر من المنهج المدرسي، وتطورت هذه العلاقة حتى أصبح الكتاب عنصرًا أساسيًّا من عناصر النفس لدي. أعتقد دائمًا أن الكتب بانتظاري، وكل قراءة جديدة هي ورقة أقلبها لأقطع جزءًا كبيرًا من عالم أجهله، عالم أولى ضرورياته الإعطاء وليس الأخذ .

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

عادة أقرأ الكتب الفلسفية والشعرية، أحب المزج بينهما، وتأثيرهما على نفسي. مؤلفات جان بول سارتر أضافت أولى لمساتها التأثيرية على ذائقتي. أحب كتب المفكر أدونيس، وفي الشعر سركون بولص وسنية صالح وفاضل العزاوي ويوسف الصائغ، وبالتأكيد إنّ الأدب الفارسي المعاصر كان له التأثير الأكبر في رحلتي الأدبية، شعراء الأدب الحديث من مثل سهراب سبهري هذا الشاعر الذي رسم مناجاته مع الطبيعة بشكل خلاب، وآهات فروغ فرخزاد المرأة التي أشبهها كثيرًا كما أنني أحب شعر مولانا وسعدي وصائب تبريزي من الجيل القديم في الشعر والثقافة الفارسية.

  • من هو كاتبكِ المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

المفضل بالنسبة لي دائمًا هو الكتاب الجيد وليس الكاتب، يصبح الكتاب الجيد مثالًا أقتدي به وأتذكر مقتطفات منه حين أدخل في صراعات الحياة. كما تصبح الأجزاء المهمة من هذه الكتب تعمل على التحديث الدائم على طريقة تفكيري.

  • هل تكتبين ملاحظات أو ملخصات لما تقرئينه عادة؟

أدون مقتطفات وشذرات من أي كتاب أقرؤه، وأؤمن بالمقولة التي تقول لا يوجد كتاب سيئ! هذه المقتطفات لا تفسد للقارئ الجديد فكرة الكتاب، ولا تظهر أيضًا الفكرة النقدية التي يعمل عليها المدونون من دون إرادتهما، ربما تضيف الشذرات الحماس للقارئ.

عالم القراءة الآن لا يتلخص في الكتب فقط، نحن يمكننا أن نقرأ الكتب من خلال متابعة أفلام السير الذاتية، ونستطيع أن نقرأ الشعر في الوجوه والأحداث اليومية التي نشاهدها. العصر الحديث يقدم لنا القراءة بكل الاشكال الشعر بدأ يتحول في القصص، والقصص تتحول إلى أفلام نحن من يجب أن ندون ما نقابله بمجرد تغيير رؤيتنا التقليدية للحياة.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

الكتاب الورقي برائحته وملمسه وطريقة نشره وتنضيده بالطبع اقتناؤه أمر شيّق والمفضل لدي، لكن نشر الكتب الإلكترونية مع أخذ رخصة النشر من الناشر أمر جيد لمن لا يملك المال الكثير لشراء الكتب الورقية، دور النشر عليها أن تعيد قراءة سوق الكتب والقراء، بالأخص في العالم العربي لا يلجأ القارئ للكتب الإلكترونية إلا بسبب حاجته الضرورية.

  • حدّثينا عن مكتبتك؟

المكتبة ملاذي الآمن، أشعر أن مؤلفي الكتب يحرسون عزلتي، صحيح أن مكتبتي لا تشبه ذائقتي كثيرًا لأن أغلب الكتب فيها هي كتب مهداة، وما يتبقى منها كتب أقتنيها لغرض الترجمة. أغلب الكتب المفضلة لدي لا تباع في مكتبة مدينتي لذا أرتبها وأحتفظ بها في الأيباد. يقول بورخيس: "أنشئ مكتبة ولو من ثلاثة كتب وستقاوم جزءًا من قباحة هذا العالم".

  • ما الكتاب الذي تقرئينه في الوقت الحالي؟

أقرأ كتابًا عن كيفية كتابة الرواية، من تأليف الكاتب الايراني محمد حسن شهسواري. الكتاب بعنوان "الحركة في الضباب"، وهو كتاب ضخم يتحدث من الألف إلى الياء عن كيف تفكر ككاتب، وهو يساعد القارئ بالتعرف على مراحل كتابة الرواية مع تقديم دراسة شاملة لكتابة الرواية والنصوص المسرحية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة نصير شمّه

مكتبة دارا عبدالله