08-فبراير-2021

الكاتب محمد عبد العزيز

ألترا صوت - فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


محمد عبد العزيز كاتب من مصر، صدر له كتاب بعنوان "مودة الغرباء: حكايات من السير الذاتية والمذكرات".


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

يبدو أن الطريق للمكتبة يبدأ مع دكة الاحتياطي في المدرسة، عندما لا يختارونك في لعب الكرة، وتجد نفسك في المكتبة تتسلى، لطالما حاولت تفسير هذه النزعة للكتب والشوق للمعرفة، ولم أجد تفسيرًا مقنعًا، لقد ولدت في بيت لا يوجد فيه كتاب واحد، لكن حصلت على أب محب ومشفق ومليء بالود، ولقد شعرت إنني أرغب في قراءة الجرائد أولًا ونقاش مواضيع أكبر مني، لقد تورط في القراءة، لكنها كانت أجمل ورطة، أشبعت فضولي وفتحت لي آفاق رحبة.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

الإجابة بكتاب معين على التحديد صعب أو مستحيل، المعرفة والعلاقة مع الكتب طبقات فوق بعضها، بعضها يزيح الأقدم ويحل محله كتب أقيم وأفضل وأعمق، وهذا الحوار بين طبقات الكتب في عقل القارىء، هو الذي يطور معرفته، لذلك صعب أحدد كتاب، لكن أحب مجالات معينة في القراء، وهي كتب التاريخ، والسير الذاتية، وتراجم الشخصيات، وتاريخ الأشياء والتي تنطلق من دراسة عن تاريخ شيء هامشي لتدرس فيه عالم أكبر مثل كتاب تاريخ الملح، أو تاريخ مياه الشرب، أو تاريخ البحر الأبيض المتوسط، هذا النوع من الكتب يعجبني جدًا، وأحب القراءة عن تاريخ المدن والأمكنة فهي حاضنتنا ونتفاعل معها يوميًا.. والكتاب الأهم هو الكتاب الذي بين يدي الآن.

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

لا يوجد كاتب مفضل، أنا ابن اللحظة، حاليًا أنا معجب بشغل سليم تماري في تاريخ فلسطين لأنه أخرج لنا مذكرات عام الجراد، منذ شهرين عدت لكتاب خالد فهمي كل رجال الباشا وقلت في نفسي خالد فهمي مؤرخ كبير ومهم على هذا الكتاب عن جيش محمد علي، الآن أصفا ووسن معجب به، منذ سنتين كنت أتصفح مجلدات عارف حجاوي عن الشعر العربي وكنت التهمها بنهم لأنها كتابة مختلفة ومميزة، فكاتبي المفضل هو آخر كاتب يمتعني وهي قائمة تتغير باستمرار، المهم أرى احترام الكاتب لي واهتمامه بتحضير مادته وأن تكون روحه خفيفة.

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

أكتب ملاحظات في جلدة الكتاب أو في هامش الصفحات، لست من معتنقي مذهب المحافظة على نظافة الكتاب من الحبر، أكتب ملاحظات أمام العبارات التي أعجبتني، أو أنقل فكرة أناقش فيها الكاتب، أكتب مقالات عن الكتب التي أعجبتني بسبب عملي في مراجعات الكتب.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

أحب الكتاب الورقي بالتأكيد، وأعمل في مكتبة أسوق لهذا الكتاب، وأمقت القراصنة الأشرار الذين يرفعون الكتب الجديدة التي تنزل الأسواق، وأقدر القراصنة الأخيار الذين يرفعون كتبًا لا تضر الناشرين مثل تلك النادرة أو التي لم تعد في سوق النشر، ويتعذر الوصول لها.

لو لم أجد الكتاب ورقيًا ويدخل في اهتماماتي القرائية لا أجد صعوبة من القراءة الإلكترونية، بل إنني قد اشتري نسخة إلكترونية إذا تعذر وصول الورقية، المهم أصل للمعلومة والمصدر الذي أبحث عنه.

  • حدّثنا عن مكتبتك؟

قصتي مع مكتبتي درامية، كوّنت مكتبة صغيرة وأنا طالب جامعي، ثم تركتها وسافرت، وعدت وكونت كتبًا أخرى ثم اضطررت إلى السفر وبعت هذه المكتبة، والآن كونت مكتبة صغيرة للمرة الثالثة، تعلمت عدم تقديس الكتاب بعد تخلصي منه عدة مرات، لست مستعدًا أن أسافر بكراتين كتب بين بلد وبلد، أنا أبدأ من جديد وأصنع مكتبة جديدة، قد لا يساعدني ذلك على التراكم والمباهاة، لكنه يجدد نفسي القرائية، ويعلمني قراءة ما أحصل عليه، وعدم الولوع بالجمع، الأهم أن أقرأ، أتفهم رغبات القراءة في جمع مكتبات كبيرة، ما أجمل منظر الكتب في خلفية المنزل، كأنك تستند على شمس المعارف، لكن الحياة المعاصرة أصبحت تقوم على كثرة الأسفار والانتقال، لذلك صنعت من خسارتي مكتباتي، مكتبات جديدة كل مرة بنوع وترتيب مختلف وعناوين مختلفة، وهي فرصة قبل أن أفكر في شراء كتاب كان لدي ذات يوم، لماذا لم تقرأه وهو لديك عدة سنوات؟ هل تود الاحتفاظ به فقط.

والعمل في مكتبة فيها 14 ألف عنوان كتاب يشعرني بالامتلاء ولا يثير في رغبة المكتبة المنزلية الضخمة، يكفي أنني أقضي هذا الوقت مع الكتب في العمل، وأسهر مع كتاب واحد أحاوره.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

كتاب آداب اللياقة والسلوك الاجتماعي لأمير اثيوبي يدعى أصفا ووسن وعمه هو الإمبراطور هيلاسيلاسي، والكتاب الذي بجانبه كتاب القيصر الجديد عن حياة فلاديمير بوتين الرئيس الروسي، وأتصفح مذكرات عام الجراد لإحسان الترجمان بسبب بحث اشتغل عليه، وآخر مقتنياتي كتاب مذكرات عبدالله دبوس: ضابط بيروتي في الجيش العثماني.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة محمود عوّاد

مكتبة عائشة العبد الله