01-أبريل-2019

الشاعر ماناش باتاشارجي

ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


ماناش باتاشارجي شاعر وكاتب ومترجم وباحث في العلوم السياسيّة من الهند. أصدر مجموعته الشعرية الأولى عام 2013 بعنوان "قبر غالب" (Ghalib’s Tomb).


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

لقد نشأت وأنا أرى الكتب من حولي. كانت الكتب في كل مكان، على الخزانة والطاولة وأحيانًا على السرير. كان البيت مترعًا بالكتب. كنت إذا أصابني المرض أجد أختي تجلس بجانبي تقرأ لي بعض القصص الشعبية المعاصرة، بالبنغالية، لغتي الأم. كان المرض محتملًا مع القصص. كنت أقرأ في صغري القصص المصورة، وقد تعلمت منها شيئًا عن تاريخي. فبخلاف الكتب المدرسية، كانت قراءة القصص تجربة ممتعة، لأنه لم يكن يتبعها اختبارات ونتائج. لقد فتحت الكتب لي عالمًا أبعد أفقًا من عالم المدرسة وحتى البيت والحارة، وجعلتني في الوقت ذاته أكثر وعيًا بعالمي. لا أجد كلمة تصف طبيعة العلاقة إلا بأنها "سحرية". لقد صرت قارئًا، كأي قارئ أخرى، دون إدراك مباشر لكيفية حدوث ذلك.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

من الصعب جدًا وضع اليد على التأثير ومصادره. في الرواية، كنت معجبًا كل الإعجاب بدستويفسكي وساراماغو وماركيز وياسوناري كوااباتا وكافكا ودوراس. لكن ثمة كاتبان قرأتهما في الجامعة، وقد تركا أثرًا على ذائقتي للأدب، وهما ميلان كونديرا وسول بيلو. أحب قراءة اليوميات والكتابات المتفرقة كثيرًا، ومن أبرز ما أذكره كتاب فاسيلي روزانوف (The Apocalypse of Our Time)، ورولاند بارت (The Lover’s Discourse)، وأندري بريتون (Mad Love)، واليوميات لكافكا، ويوميات موسكو لمارينا تسفيتيفا. أما في الشعر فيانيس ريتسوس، وديكنسون، ومحمود درويش، ونيرودا ولا سيما قصائده عن الحب، وإليوت ورباعياته الأربعة، وريلكه وقدرته على الكلام كما تتكلم اللغة بلا حاجة لوسيط. أما الكتاب الذي أنصح به دومًا لأولئك الذين لم يشفوا من الشغف الثوري، فهو كتاب إميل سيوران (The Short History of Decay).

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

الشاعرة سافو، كثيرًا ما أشتاق إلى شعرها، الذي لم يردنا منه سوى القليل. لقد كان الأدب ممكنًا لأن النيران قد أتت على أعمال سافو في مكتبة الإسكندرية، ولولا ذلك لالتهمت أعمال سافو الأدب.

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

نادرًا ما أدون ملاحظات أثناء القراءة، ولم أفعل ذلك بشكل مقصود إلا مرّتين اثنتين حين قررت كتابة قصائد عن موقعين أثريين زرتهما في هامبي وخاجوراهو في الهند. لكني أكتب من الذاكرة أو مما يلوح لي أثناء الشروع بالكتابة.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

لا أحب الكتب الإلكترونية. ربما أقرأ مقالات أو قصائد على الإنترنت. لكن لا أحمل بين يدي سوى الكتاب. لا يمكن لشيء أن يرقى إلى منزلة الكتاب إلا إن حملته بين يديك، تمامًا كما لا يكون شخص ما حبيبك إلا حين تعانقه. ليس ثمة تجربة أخرى، مهما تقدمت التكنولوجيا، تستطيع أن تعوض تلك الحميمية، وذلك الحب.

  • حدّثنا عن مكتبتك

كتبت مرّة أن حكاية رفوف الكتب منسوجة من حكايات فرعية عديدة، نجد فيها شذرات من ذاكرة مبعثرة، فالترتيب في المكتبة مضلل، وقد تجد كتابًا على طرفي نقيض متجاورين أحيانًا في بعض الرفوف، ففي مكتبي تجد روبرتو بولانيو بجانب إميل زولا، وساراماغو بجانب سفرنامه، وكاميل باليا بجانب سفيتلانا الكسيفيتش، وسعدات حسن مانتو بجانب غوركي، وأرندت بجانب إقبال وأمبدكار بجانب أوكتافيو باث، وكويتزي بجانب إلفريدي يلينيك، وغاندي بجانب كواباتا، ودستويفسكي بجانب مانغويل، والقرآن مفتوحًا بجانب كتب ديكارت وفاكلاف هافل.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

أقرأ حاليًا مقالات لحنا أرندت لأقف على صعود التيارات الفاشية في العالم، وحيث أعيش أيضًا. أقرأ كذلك مجموعة شعرية جديدة للشاعر إليا كامينسكي "جمهورية صمّاء" (Deaf Republic).

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة فرانك بايس

مكتبة وجدي الأهدل