04-أكتوبر-2020

كتاب فلسطين.. أربعة آلاف عام في التاريخ

تُعنى هذه الزاوية باستعادة كتاب من الكتب الفلسطينية، على اختلاف أنواعها، بهدف إعادته إلى حيز التداول من جديد، ذلك لأنّ الكتب لا تتقادم، ولأنّ معرفة فلسطين ضرورية في يومنا هذا أكثر من أي وقت آخر.


في كتابه المترجم حديثًا والصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت بعنوان "فلسطين أربعة آلاف عام في التاريخ" يتحدى نور مصالحة المقاربة الاستعمارية لفلسطين والخرافة الخبيثة القائمة على مقولة "أرض بلا شعب"، ويرى أن يُقرأ تاريخ فلسطين بأعين شعب فلسطين الأصلي.

تستعرض هذه المادة، في خمس حلقات، فصول هذا الكتاب القيّم والذي لربما يُعتبر الأشمل فيما يتعلق بتاريخ فلسطين الجغرافية لما فيه من تفاصيل ومعلومات.

ولاية جُند فِلَسطين العربية (638 - 1099 م)

في أواسط القرن السابع، كان معظم سكّان فلسطين مسيحيين، وكان معظمهم يتكلم السريانية الآرامية، لغة يسوع، وظلّوا يتكلمون بها في العصور الإسلامية الأولى. ويشير مصالحة إلى أن الكتابات العربية الأولى التي وجدت في فلسطين تعود إلى الحقبتين الرومانية والبيزنطية. حين فتح العرب فلسطين في القرن السابع، أبقت الإدارة العربية على الكثير من أسماء الأماكن التي كانت متداولة في الإدارة البيزنطية المتكلمة باليونانية، وعندها ظهرت الأشكال العربية الثلاث لاسم فلسطين البيزنطي: فَلَسطين، وفِلَسطين، وفِلِسطين.

يميز مصالحة ما بين عمليتي التعريب والأسلمة في فِلَسطين، فالأولى قد سبقت عملية الأسلمة بكثير، ويستشهد على هذا بالوجود العربي في فلسطين في زمان العصر الحديدي الثاني ما بين 6000 - 1000 ق.م. حيث أنشأت المدن التجارية في فِلستيا القديمة مثل غزّة، ويافا، وعافك، وإكرون، وأشدود وأسكالون وشكلّوا جنوبًا مزدهرًا في فلسطين، كما شهدت أعمالًا كثيرة مع التجار والبحارة العرب. في القرن الرابع ق.م بدأ الأنباط العرب الذين نهضوا مع ازدهار التجارة الدولية والزراعة المحلية بالسيطرة على منطقة النقب (نيغيف) وأسسوا عددًا من القرى والمدن الفلسطينية التي بقي بعضها حتى العام 1948 مثل الخَلصة جنوب غرب بئر السبع.

لقد بقيت اللغة المتداولة في فلسطين هي اليونانية حتى بعد الفتح الإسلامي للبلاد وكان الكثير من أعمال الحكومة المحلية يُسجل فيها، بالإضافة إلى أن الكثير من المناصب الإدارية العليا كانت بيد المسيحيين، واستمرت هذه الحالة لغاية ثورة الأمويين المروانيين التي قاموا فيها بتطوير البناء وإصلاح النظام النقدي وجعل اللغة العربية لغة رسمية للخلافة الإسلامية في فِلسطين وذلك في فترة عبد الملك بن مروان ما بين الأعوام 685 و705.

وقد أضافت اللغة العربية وعملية التعريب في فلسطين شرائح ثقافية أخرى إلى فلسطين الغنية أصلًا بها وذات الهويّة المركبة. وحيث إن أغلب الريفيين المسيحيين كانوا يتكلمون لهجة فلسطينية من الآرامية، والطبقة العليا من المجتمع كانت تتكلم اليونانية، فإن العربية قد عملت على إزالة الفوارق الطبقية وساوت بين أبناء المجتمع الواحد.

ويذكر الكاتب أنه على الرغم من أن الفتح الإسلامي العسكري لفلسطين كان في عام 638، فإن الأسلمة الفعلية فيها كانت متدرجة وحاسمة واستمرت أجيالًا كثيرة. ويوجد دلائل على تحوّل جماعي للسامريين إلى الإسلام في السنوات الأولى، لكن العملية بشكل عام لم تكن كتحول مفاجئ أو كصدمة ثقافية أو اجتماعية لمجتمع وثني إلى كيان سياسي بدين التوحيد.

ومن المثير للاهتمام ما يورده مصالحة عن أن الأدلة الأثرية من تاريخ الإسلام الباكر في فِلسطين قد فضحت زيف الانطباع الشائع والأسطورة الماكرة التي ترى أن الفتح الإسلامي في القرن السابع كان سببًا في انخفاض عدد البلدات وتراجعًا للازدهار فيها، بل على العكس تمامًا، فقد كانت حقبة مزدهرة بشكل كبير بالإضافة إلى ما شهدته من تسامح ديني واستقلال ثقافي للمجتمعات المسيحية واليهودية في فِلَسطين.

في هذه الحقبة أيضًا، تمت عملية إعادة تنظيم فلسطين إداريًا، فما كان يُعرف سابقًا ببالستينا بريما وبالستينا تريشا تم ضمّه تحت اسم جُند فلسطين، أي مُقاطعة فلسطين وجُند الأردن وعاصمتها طبريا. وكان هذا التقسيم يغلب عليه الطابع العسكري الاستراتيجي ولمعالجة الضعف في استراتيجيات الدفاع التي اتبعها البيزنطيين من قبل في فلسطين.

كما ذُكر سابقًا، فإن ولاية جُند فلسطين تكونت مما كان يُعرف ببالستينا بريما وبالستينا تريشا، وفي وصف حدودها كتب المؤرخ الفلسطيني بروكوييوس القيساري عام 560 مايلي: "تمتد حدود فلسطين نحو الشرق إلى البحر الذي يُسمى البحر الأحمر، وهو يبدأ في الهند ويصل إلى نهايته في هذه النقطة من الممتلكات الرومانية، وهناك مدينة تسمى أيلاس (العقبة الحديثة) على شاطئه حيث ينتهي البحر".

وتعتبر مدينة آيلة الساحلية وحلقة الوصل ما بين فِلسطين والجزيرة العربية مؤشرًا على ثراء واتساع ولاية جند فلسطين التي امتدت من مرج ابن عامر في الشمال حتى منطقة العريش في سيناء. وحيث كان جند فلسطين يشمل بالستينا بريما وتريشيا، فإن جند الأردن كان يشمل بالستينا سيكوندا.

كانت مساحة جند الأردن الإجمالية نحو ثلث مساحة فلسطين الانتداب، ومع بعض التعديلات البسيطة، ظل التقسيم الإداري في فلسطين كما هو تقريبًا حتى الغزوة الصليبية عام 1099. وكان العرب في القرون الوسطى بالطبع يعرفون العهد القديم والعهد الجديد لكنهم اختاروا الاسم التاريخي الحقيقي والإداري الرسمي للبلاد: فِلَسطين، ولم يختاروا الاسم الأيديولوجي في العهد القديم "كنعان"، واعتنقوا وأجلّوا كل تراث فِلَسطين المتنوع، والإرث المشترك في المشرق.

يعتبر مصالحة أن الآثار النُّمّيَة والنقدية هي مصادر مهمّة للمعرفة عن الاقتصاد ودرجة الاستقلال السياسي في فلسطين الرومانية، والبيزنطية، والإسلامية في القرون الوسطى، بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرة منطقة أو مدينة معينة على إصدار عملتها الخاصّة هو مؤشر على الازدهار الاقتصادي والحُكم الذاتي.

بدأت الظاهرة النقدية في فلسطين منذ أواخر القرن السادس وأوائل القرن الخامس ق.م في فِلِستيا، واستمرت بعد ذلك حتى القرن الرابع ونهاية الحكم الفارسي في فلسطين. في القرن الميلادي الأول منحت الإمبراطورية الرومانية العديد من مدن فلسطين حق صك نقود برونزية ونحاسية فقط، من هذه المدن غزّة، وقيسارية، وجوبا (يافا)، وإسكالون، ونيابوليس (نابلس)، وديوسبوليس (اللد).

وقد جمع العصر الإسلامي التقاليد الرومانية والبيزنطية بالإضافة إلى الأخمينية في عملية صك النقود في فلسطين، كما أنه شجع على صك النقود الفضية والذهبية في المدن الفلسطينية. وقد أصدر الدينار الذهبي العربي أولًا الخليفة عبد الملك بن مروان نحو عام 696 م، وحلّت فيه صورته بدلًا من صورة الإمبراطور البيزنطي، وفيما بعد، أزيلت صورة الخليفة من النقود الإسلامية. وكانت كافّة النقود المصكوكة في فلسطين تحمل عبارة "ضُرِبَ في فلسطين" بالإضافة إلى الشهادتين.

فلسطين في العصرين الأيوبي والمملوكي والعثماني الباكر

فِلسطين على الخرائط

في العام 1154، وفي ذروة مملكة القُدس الصليبية اللاتينية، ذُكرت فِلَسطين في خريطة العالم التي كتبها الجغرافي وراسم الخرائط العربي محمّد الإدريسي صاحب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ولما كان الإدريسي يعمل بعد عقود من انتصار الصليبيين في القُدس، فإن الاهتمام بفلسطين كان قد بلغ ذروته المطلقة، وكانت الخرائط والنصوص التي تتحدث عن هذه البلاد مرغوبة جدًا.

اعتبرت خريطة الإدريسي لنحو ثلاثة قرون الأدق في نظر الجغرافيين وراسمي الخرائط والمؤرخين العرب والأوروبيين، وعند منتصف القرن الخامس عشر، حلّت محل خريطة الإدريسي خريطة العالم التي وضعها فرا ماورو، وهو راسم خرائط إيطالي وراهب عاش في جمهورية البندقية، وقد ذكرت الخريطة التي وضعها ماورو فلسطين لأغراض دينية-سياسة وعملية.

أمّا بيترو فيسكونتي ومارينو سانودو، فقد وضعا خريطة فلسطين الحديثة والأرض المقدسة وتم نشرها في البندقية نحو عام 1320، وكان فيسكونتي واضع خرائط وجغرافيًا وراسم خرائط إبحار من جنوى، وقد وضع أيضًا مخططًا لعكا والقدس وضمنها كتابه المرشد الحر الأمين لإستعادة الأرض المقدسة والاحتفاظ بها، وهو كتاب يُناقش في شأن الطرق التجارية، وكان يرمي إلى تشجيع حملة صليبية لاتينية جديدة، فوفّر دليلًا لاستعادة الأرض المقدسة بالوسائل العسكرية.

ويشير مصالحة إلى أنه على الرغم من أن الأفكار الداعية إلى حملات صليبية عسكرية جديدة أخذت تهمد، إلا أن خريطة فلسطين الحديثة والأرض المقدسة التي وضعها سانودو – فيسكونتي ظلت عاملًا في دفع القوى الأوروبية وتوفير صور جديدة لتمثيل فلسطين للأوربيين حتى القرن الثامن عشر.

في القرن التاسع عشر، أعيد توليف إحياء الرومانسية الصليبية الأوربية في الفن، والحميّة الدينية وسياسة بريطانيا العمليّة للتغلغل في فِلَسطين في شكل صليبية سلمية واستشراق توراتي. وقد بلغ هذا التغلغل ذروته في أواخر العهد العثماني وتحديدًا مع ظهور وعد بلفور في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1917.

فِلَسطين الأيوبية 1187-1260

في العام 1187 حقق صلاح الدين الأيوبي انتصارًا مدويًا على الفرنجة في موقعة حطّين، وبعدها بقليل استولى صلاح الدين على قلعة الصليبيين الحصينة في عكا، وفي السنة نفسها، استولت القوات الأيوبية على الناصرة، وصفوريّة، وحيفا، وأرسوف، وقيسارية، وسبسطية، ويافا، والرملة، وغزّة، وبيت جبرين، وعسقلان، والقدس.

شهدت فِلَسطين أثناء الحقبة الأيوبية تطورًا كبيرًا في العلوم والهندسة والطب والتعليم والعمارة، ولعلّ أكثر التطورات حسمًا بحسب مصالحة كان القضاء على الهيمنة الأوروبية الاستعمارية والفرنجية على القدس، واستعادة المسلمين حكم المدينة المقدسّة. وعلى النقيض من ممارسات الفرنجة التي أدت إلى قتل مسلمي المدينة ويهودها، فقد سُمح لليهود والمسلمين بالعودة إلى المدينة وأُفسح المجال للمسيحيين لدخول أماكنهم المقدسة والصلاة فيها. وتجدر الإشارة أيضًا أن القدس في عهد الأيوبيين حلّت نهائيًا مكان الرملة كعاصمة سياسية وإدارية وثقافية لفلسطين.

وقد اتّسمت المرحلة الأيوبية أيضًا بتعزيز السيطرة الإسلامية السنيّة تحت حكمهم، بإنشاء المدارس، والزوايا الصوفية، والرباطات، والحمامات العامّة، والأسواق والخانات في المدن الرئيسية، ولا سيّما في القدس. ومع الوقت، آل تقريبًا ريع جميع المؤسسات والممتلكات التجارية في القدس إلى الوقف الإسلامي.

في تلك الفترة، لم تتوقف تهديدات الصليبيون لسواحل فِلسطين، ومن الجدير بالذكر أن قدرات الصليبيين في استخدام تقنيات الحصار لإعادة الاستيلاء على أقوى حصون فلسطين وسورية كانت قدرات كبيرة، الأمر الذي دعى الأيوبيين لتحويل بوصلة البلاد الاستراتيجية من المناطق الساحلية إلى الداخل في فِلسطين، ولذلك دمروا أسوار عددًا من المدن الساحلية، من صور في الشمال إلى غزّة في الجنوب، وأغرقوا الركام في الماء في محاولة لمنع أي رسو محتمل في مرافئ هذه المُدن.

في العصر المملوكي 1260-1517

لقد كان المماليك أحد أهم السلالات الإسلامية في تاريخ فلسطين في القرون الوسطى، وقد اكتسبوا الشهرة والشرعية وتركوا أثراً مستديمًا بوقفهم التقدم المغولي المرعب في الشرق الأدنى، تحديدًا في معركة عين جالوت عام 1260، وكانت تلك أول مرّة يُهزم فيها المغول بهذا الشكل. ويرتبط المماليك أيضًا بأنهم قاموا بإنهاء الوجود اللاتيني الصليبي في فلسطين وغيرها على طول السواحل الفلسطينية واللبنانية والسوريّة.

توسعت القدس تحت حُكم المماليك كثيرًا وظلّت مركزية في مقاطعة فِلسطين، ويذكر ابن خلدون في كتابه الشهير المقدمّة عام 1377 أن ضرائب مقاطعة فلسطين بلغت 310,000 دينار ذهب، زائد 300,000 رطل من زيت الزيتون.

ولقد كان للمماليك الأثر الأطول عُمرًا في القدس التي ازدهرت نحو 300 عام تحت حكمهم. وقد ضمن هذا الحُكم استقرارًا محمودًا في المنطقة حتى أمكن للمدينة أن تنمو وتصبح مدينة بلا أسوار سوى الأسوار التي تُحيط بالحرم الشريف. وقد كانت المياه النقية الجارية، والنظافة، والحمّامات العامّة، وسُبل الماء دومًا في نظر مسلمي القرون الوسطى أهم عوامل الازدهار في المدينة المقدسة، وقد شهدت القدس عملية مكثّفة من البناء، وصارت مركز الحياة الحضرية والتعلم في فلسطين، واكتست بروائع معمارية، ومآذن وفنادق للحجاج.

ويعد العصر المملوكي من ناحية معمارية أحد أعظم عصور تاريخ القدس، بمبانيه المتميّزة بالألوان الزهري، والأسود والأبيض وأسواقه الكثيرة المميزة.

البحر مقابل الجبل

يُعيد مصالحة ثُنائية البحر والجبل إلى فِلسطين العصور القَديمة والقرون الوسطى، وبحسب ما يصفه ارتباط فِلَسطين دومًا إمّا بالبحر أو بالجبل، والدليل على ذلك هو قيام أهم المدن الفلسطينية عبر التاريخ على سواحل البحر الأبيض المتوسط مثل غزّة، وعسقلان، وقيسارية، وأرسوف وعكا، أو في الداخل بعيدًا عن البحر مثل الخليل والقدس ونابلس وصفد.

وقد كانت الجبال الفِلَسطينية جزءًا مهمًا من الاقتصاد المحلي، ويتمثل ذلك بانتشار ألوف مقالع الحجارة وتطوير صناعة تقصيب الرخام والصخور الواسعة، ويستشهد مصالحة بقصيدة محمود درويش "بطاقة هوية" التي يقول فيها:

سجّل أنا عربي

وأعمل مع رفاق الكدح في محجر

وأطفالي ثمانية

أسل لهم رغيف الخبز

والأثواب والدفتر.. من الصخر".

ويذكر الكاتب أنه بعد استرداد صفد من الصليبيين عام 1266، قام المماليك بتحويل مركز القوة الإقليمية من مدينة عكا الساحلية في الغرب نحو الجليل، وجعلوا مدينة صفد الجبلية عاصمة لشمال فلسطين، وجددوها بالكامل وظلّت عاصمة لشمال فِلَسطين قرونًا عديدة. ويروي أيضًا أن إبّان حُكم المماليك لبلاد الشام، تم تقسيم المنطقة إلى ست مقاطعات إدارية كبيرة سمي كل منها مملكة أو نيابة وهي دمشق، وحلب، وحماة، وطرابلس، وصفد والكرك، وحمل رئيس كل مقاطعة لقب نائب أي نائب ملك أو سلطان صغير.

ومن الجدير بالذكر أن مقاطعة أو مملكة صفد تكونت من عشرة أقضية، وضمت الجليل ومرج ابن عامر بما فيها اللجون وجنين ومناطق أخرى أصبحت فيما بعد تشكل النواحي الجنوبية من لبنان الحديث.

وحين احتل العثمانيون فِلَسطين في أوائل القرن السادس عشر، أبقوا على الكثير من الملامح الإدارية المملوكية السابقة لكنهم بدلّوا اسم مقاطعة صفد الإدارية من مملكة صَفد إلى سنجق أو باشليك وتعني لواء بالعربية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة فلسطين: فلسطين.. أربعة آلاف عام في التاريخ (1 من 5)

مكتبة فلسطين: اللد والرملة.. توأمان لفلسطين خالدان