30-أبريل-2018

الشاعر علي رياض

ألترا صوت - فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


علي رياض شاعر وصحافي من العراق. ولد عام 1993. نشر مجموعتين شعريتين؛ الأولى بعنوان "حين استيقظتُ ميتًا"، والثانية بعنوان "عالم الغريب"، بالإضافة إلى مجموعة قصص قصيرة بعنوان "شظايا".


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

لعالم الكتب بوابات متعددة، ولكل باب حجمها. كان الباب الأول هو القرآن، عندما تعلّمت القراءة والكتابة في الرابعة من عمري، حرصت على قراءة القرآن كاملًا (الختمة) ولم أستطع إنجاز ذلك حتى الصف الثاني الابتدائي، في سنة السادسة، أحببت اللغة من خلال القرآن دون أن أدرك معنى كلمة "لغة"، ومدى الارتباط التي ستشكله في قادم السنين من حياتي.

ثم دخلت في أول مغامرة عاطفية، كانت خلال فترة المراهقة ولم تدم طويلًا، الخيبة هي النتيجة الأكثر شيوعًا في العلاقات الأولى، وهكذا حصل معي. كنت قد نجحت من الصف الثالث متوسط إلى الرابع ثانوي (من التاسع إلى العاشر) وقررت خلال العطلة الصيفية أن أسرق مجموعة من الكتب بشكل عشوائي، وأنكب على قراءتها كنوع من العقاب المنتج. وكانت الكتب روايتين لجبرا إبراهيم جبرا هما "صيادون في شارع ضيق" و"صراخ في ليل طويل"، ورواية "التيه" لعبد الرحمن منيف، وهي الجزء الأول من سلسلته الروائية "مدن الملح"، وروايتين للروائي الفرنسي أندريه مورواه لا أتذكر عناوينهما بدقة، وكتبًا عن رسام الكاريكاتور ناجي العلي، وديوان "حبيبتي تنهض من نومها" لمحمود درويش، والرواية الأكثر تأثيرًا في شخصيتي في تلك الفترة "ضياع في سوهو" للكاتب الانكليزي كولن ولسن.

الباب الثالثة كانت بعد أن أتممت دراستي الإعدادية ودخلت الجامعة. أذكر بدقة أنني اشتريت أول كتابين لنفسي، وكانا "النبي" لجبران خليل جبران، و"الوصول إلى مدينة أين" لسركون بولص، كان ذلك في الـ28 من حزيران/يونيو عام 2011، لن أنسى هذا التاريخ أبدًا، ثم أصبحت القراءة في السنوات التي تلت هذا التاريخ من البديهيات.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

ذكرت أن رواية "ضياع في سوهو" أثرت فيَّ خلال مراهقتي، تبع ذلك نوعان من التأثير، الأول على صعيد الجمال، والثاني على صعيد الفكر، مؤلفات الشاعر سعدي يوسف عمومًا كانت ذات الوقع الجمالي الأكبر في نفسي، لكن ألبير كامو استطاع بروايتيه "الغريب" و"السقطة" أن يعيد رسم فهمي الكامل للحياة، هنا أود الإشارة إلى أن الفلسفة التي يتضمنها السرد الأدبي، كانت بالنسبة لي ذات حمولة فكرية أثقل من كتب الفكر الخالصة والمباشرة، مثل كتب هايدغر وغادامير ونيتشه.

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

سأقول سعدي يوسف دون أن أفكر، أما لماذا، فهذا سؤال صعب، الشعر الجميل يصيب منطقة عميقة داخل الإنسان، منطقة من الصعب أن توصف، وهكذا كان يحدث معي عندما أقرأ لسعدي، حتى بعض العبارات الشعرية التي قد تراها عين نقدية أنها بسيطة لكنها أدهشتني لفترات طويلة، مثل "لا سماء لتخفق فيها جناحاك"، و"سلام أيها الولد الطليق"، وقصيدة "الأخضر بن يوسف ومشاغله" من أول كلمة فيها إلى آخر كلمة. لكن هذا لا يعني أن سعدي هو الكاتب المفضل الوحيد، هناك إلى جانب سعدي في الشعر أحمد عبد الحسين وسركون بولص محلياً، وبسام حجار وعيسى مخلوف عربيًا، وبول إيلوار وأميلي ديكنسون أجنبيًا، وهناك في السرد سارتر وألبير كامو وغيرهم.

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

في الحقيقة لا أفعل، لكن أحيانًا هناك كتب تستفزني فأمتدحها أو أهجوها بتطرف في الحالتين، خصوصاً على منصة فيسبوك. أذكر مثلًا أن رواية "الأمير الصغير" لأنطوان دو سانت اكزوبري استفزتني بجمالها، على عكس رواية "المحاكمة" لكافكا التي خيبت أملي مقارنة بروايته الشهيرة "المسخ".

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

لا أبدًا، لا فرق عندي بين القراءة في الهاتف أو الحاسوب أو الكتاب الورقي، الفرق فقط في نوعية اللغة التي كتب بها الكتاب، ثمة كتب رائعة لا أستطيع أن أطيق 10 صفحات منها، لأنها لم تكتب بلغة جميلة كما أظن.

  • حدّثنا عن مكتبتك؟

مكتبتي.. يا إلهي هذا سؤال محرج، ولكي أبقى صادقًا سأجيب بصراحة، هي فوضى عارمة تمامًا. شيء منها أعلى مسند السرير قرب رأسي، وشيء منها في خانة دولاب، وشيء منها على منضدة في متناول يدي بالغرفة، أما على السرير أستطيع أن أحصي لك الآن ثلاثة عناوين: "ماذا صنعت بالذهب.. ماذا فعلت بالوردة" لأنسي الحاج، و"ممالك" لمؤيد الراوي، و"حياة كسرد متقطع" لأمجد ناصر.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

الكتب الموجودة على السرير.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة أزهر جرجيس

مكتبة طارق العربي