28-يونيو-2021

الشاعر طارق حمدان

ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


طارق حمدان شاعر وإعلامي من فلسطين، صدرت مجموعته الشعرية الأولى في العام 2011 تحت عنوان "حين كنت حيوانًا منويًا"، وترجمت نصوصه إلى أكثر من لغة منها الكورية والإسبانية والفرنسية والإنجليزية، يقيم ويعمل في باريس كصحفي ومذيع في إذاعة "مونت كارلو الدولية" حيث يقدم برنامج "الآن غدًا". مجموعته الشعرية الأخيرة صدرت في العام 2018 بلغة مزدوجة (فرنسية، عربية) بعنوان ضحك ونشيج "Rires et gémissements" عن دار "Plaine Page" الفرنسية، ويحضر حاليًا لمجموعة شعرية جديدة تصدر نهاية العام الجاري.


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

خليط من الاحتلال والصدفة والملل معًا، في بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية، كنت أعيش في شقة صغيرة وحيدًا في رام الله، وكانت مرحلة صعبة، حيث القتل أو الاعتقال مصيرا كل من يخرج أثناء الاجتياح الاسرائيلي للمدينة، وجدت نفسي حبيس شقتي دون أشياء كثيرة أفعلها، وصدف أن وجدت كتاب "الأم" لمكسيم غوركي، أتى به صديق من إحدى قرى الخليل كان يدرس في جامعة بيرزيت ويشاركني السكن أحيانًا، وكان ذاك الكتاب أحد الأشياء التي تركها في الشقة عندما غادر، لاحقًا علمت أن توفيق أصابته رصاصة في رأسه وغادر عالمنا. كتاب "الأم" كان بوابة ليس للقراءة فقط بل الكتابة أيضًا في مرحلة دقيقة شكلت وجداني وقناعاتي. أثناء الانتفاضة وفي أوقات الهدوء بدأت أزور مكتبة البلدية في رام الله، وهناك كنت كصبي يكتشف ويتذوق الفواكه لأول مرة

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

"خواتم 1 و 2" لأنسي الحاج، و"أناشيد مالدورور" لـ لوتريامون ترجمة سمير الحاج شاهين.

أنسي الحاج كان بمثابة مدخل إلى عالم النقد والنظر إلى ما وراء كل صورة والانتباه إلى التفاصيل والأبعاد المختلفة المحيطة بنا، أما لوتريامون فكان صدمتي الأدبية الساحرة بوصفة تجمع بين التمرد والجرأة والعبثية والعدمية.

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

الكثير من الكاتبات والكتاب، أحب المتحررين من هوس الأنا، وأولئك الذين لا يعولون كثيرًا على الكتابة ولا يريدون تغيير العالم، وأحب أولئك الذين يكتبون بصدق دون مساعي الشهرة والأضواء ولايكات عصرنا على الفيسبوك.

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

هذا يعتمد على نوع الكتاب، إن كان أدبيًا أو بحثيًا، ولكن بشكل عام أفعل ذلك عندما أتناول كتابًا في إطار عملي كصحفي ومذيع مختص بالمجتمع والثقافة، أما في قراءاتي الحرة وخصوصًا الأدب فأحاول أن أستمتع فقط، بدون أي تدخلات أخرى بيني وبين الكتاب. عمومًا الكتاب الجيد يترك ملاحظاته فينا بدون أن ندري.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

بالطبع، نحن نعيش في مرحلة تحول، فكما تغيرت علاقتنا مع الورقة والقلم في الكتابة، أعتقد أننا ماضون في نفس الاتجاه بالنسبة للقراءة، الكتاب الإلكتروني يسهل اقتناءه، لا يؤخذ مساحة، والتكنولوجيا وفَّرت لنا خيارات عملية كثيرة تتفوق على الكتاب الكلاسيكي، كوضع الملاحظات والتدوين والبحث ووضع العلامات والعودة إليها بسرعة الخ. كما أن الكتاب الإلكتروني يوفر على البشرية جز الكثير من الأشجار في أرض لم تعد قادرة على التنفس، لست ناشطًا في مجال البيئة لكن الأمر يهمني أيضًا.

  • حدّثنا عن مكتبتك؟

تنقلاتي الكثيرة وعيشي في مدن مختلفة لم يسمحا لي بتكوين مكتبة خاصة بي، وبصراحة لم أرغب بذلك يومًا، الكتب تتكدس في المكتبات المنزلية دون أن يقرأها أصحابها، كونت هذه القناعة من خلال زيارات لكثير من الأصدقاء الذين يحيطون غرفهم وصالوناتهم بالكتب وكأنها أداة للديكور! كما نرى ذلك على القنوات العربية في ديكورات البرامج الثقافية (أي كيتش هذا!). في شقتي حيث أعيش في باريس تكفيني رفوف محدودة احتفظ فيها بكتب الإهداءات وأخرى أحبها وأعود إليها من وقت لآخر، لا أحتاج لأكثر من ذلك، حتى الإصدارات الجديدة التي أهتم بقراءتها غالبًا ما أمررها أو أعطيها للأصدقاء بعد قراءتها، أنا مع تداول الكتب لا الاحتفاظ بها نهباً للغبار.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

منذ فترة تجذبني كتب الشرائط والقصص المصورة، للأسف هذا النوع الأدبي الفني لا نجده كثيرًا في اللغة العربية، حاليًا أقرأ نسخة "كومكس" فرنسية جديدة وبديعة لرواية جورج أورويل 1984 برسومات الفنان البرازيلي Fido Nesti، وبجانب السرير ديوان أبو نواس واحد من شعرائي المفضلين، وبهذا أكون قد أجبت على السؤال الثالث!

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة محمد عبيد الله

مكتبة طارق إمام