07-يناير-2019

الكاتب والروائي صهيب أيوب

ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


صهيب أيوب كاتب وصحافي من لبنان مقيم في فرنسا. أصدر روايته الأولى "رجل من ساتان" مؤخرًا. عمل في عدد من الصحف العربية واللبنانية. وهو أيضًا ناشط في حقوق الإنسان والجندرة.


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

لا شك أنه الخوف. كان الخوف هائلًا في طفولتي ولم أعش طفولة هينة. دفعني الخوف والاختباء إلى معاشرة الكتب كمحاولة هرب من شعوري بأني منبوذ ووحيد بين إخوة لا يشبهونني وجيران لا أطيقهم. أيضًا الحقد. كنت نحيلًا والأطفال الآخرون لا يحبون مجالستي لأني أضع نظارة سميكة. كان حقدي عليهم يدفعني للقراءة كي أنعزل عنهم.

كانت الكتب حاجزًا أليفًا، توسع لاحقًا في مخيلتي ليصبح غابة من الاكتشافات والفانتازم بكل أنواعه. مع الكتب تحررت من جنسانيتي، ومن الضيق بكل أشكاله في تلك المرحلة المبكرة من العمر. لكن اعتبر أن مراهقتي لاحقًا، جعلتني أكرس وقتًا طويلًا للقراءة. ففي المدرسة، ولأني لا أرغب في ممارسة الرياضة، كنت أهرب من حصصها وألجأ الى المكتبة. وفي غمرة الكتب وجدت نفسي. هناك أحببت كلًا من تولستوي ودوستويفسكي ونجيب محفوظ ونيتشه. لكني أعلم أن الخوف هو من حملني إلى هذا العالم المرعب والكثيف والشغوف.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

كتب كثيرة للحقيقة. يمكن أن أقول إنها كثيرة أيضًا. لكني أحب كتاب "مجرد تعب" لبسام حجار، ورواية "لا قديسون لا ملائكة" لإيفان كليما، ورواية "شيطنات الطفلة الخبيثة" لماريو بارغاس يوسا، ورواية "بيدرو بارامو" لخوان رولفو. ورواية "بناية ماتيلد" لحسن داوود، و"مطر حزيران" لجبور الدويهي.

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

لا يمكنني حصر هذا في كاتب واحد. هم على الأرجح أكثر من عشرة. لكن أفضل أن أذكر من هذه اللائحة الروائي اللبناني جبور الدويهي، الذي أحب رواياته وأعده قد أثر على حبي للكتابة كثيرًا. وطبعًا هيرمان هيسه وإيفان كليما ومارغريت دوراس والفيلسوف جيل دولوز وجيمس جويس وكتاباته عن الرغبة والجنس. وأحب كتابات محمد ابو سمرا.

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

قليلًا ما أفعل هذا. لنقل نادرًا جدًا. لا أحب الاقتباسات ولا الملاحظات. أحب القراءة كفعل حرّ، خارج الأكاديميا. الملاحظات تذكرني بأني طالب. هذا رأي شخصي جدًا بكل الأحوال.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

لا. أقرأ ورقيًّا كل الوقت. قليلة هي الكتب التي قرأتها إلكترونيًا. الكتاب الورقي أحبه. لأني أحب اللمس ولأني غرائزي، فالورق يثيرني. الرغبة ليست جنسية، المعرفة رغبة أيضًا والجلد يحب الاحتكاك بالشيء ويلمسه. هذا الشيء يضاعف من تفاعلي مع النص، كأنه نافذة كما عالم "أليس في عالم العجائب". الكتاب نافذة سحرية الى هناك، الضفة الأخرى من العالم.

  • حدّثنا عن مكتبتك؟

في كل مدينة عشت فيها لدي مكتبة. هناك مكتبة في طرابلس في بيت عائلتي لا تزال على حالها. ولدي مكتبة أخرى في تولوز قبل أن انتقل إلى باريس نهائيًا. وفي باريس لدي مكتبة تتوسع كل يوم مع صاحبي تيو. لأنها كتب بالفرنسية وقليلة الكتب التي لدي باللغة العربية وهذا مؤسف. الكتاب العربي في باريس سعره غال جدًا. لكن المكتبة التي لدي اليوم فيها كتب فلسفة وروايات بالطبع، وقصص قصيرة وسير ذاتية، ولأنّ تيو يحب الأزياء وعالم الموضة والتصوير وكونه رسامًا، لدينا مكتبة من الكاتالوغات الفاخرة والمميزة التي تضم توثيقًا لمصورين كبار ورسامين وتجارب مصممي أزياء مبتكرين. العيش مع شخص مختلف يجعل المكتبة أكثر غنى. هذا حال مكتبتي/نا اليوم.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

اقرأ كتابين معًا، الأول فلسفة وهو لعالم النفس فليكس غاتاري بعنوان: "الإيكولوجيات الثلاثة"، والكتاب الثاني حوار مع الرسام فرنسيس بيكون.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة عيسى الشيخ حسن

مكتبة أمل الرندي