20-سبتمبر-2021

الشاعر شوقي عبد الأمير

ألترا صوت - فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


شوقي عبد الأمير شاعر ودبلوماسي من العراق. أصدر أكثر من عشرين ديوانًا شعريًا وكتب في السرد والمقالات النقدية. منها في الشعر: في الطريق إليَّ، كتاب نادو، أنا والعكس صحيح. ترأس تحرير العديد من المجلات الثقافية، كما عمل مستشارًا منظمة اليونسكو للمنطقة العربية ومشرفًا عامًا على "كتاب في جريدة". يقيم ويعمل في باريس.


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

الذي جاء بي الى عالم الكتب هو الشعر، فقد كانت في بيتنا مكتبة صغيرة يسمونها "المكتبة الأخوية" لأنها تعود إلى الوالد عبد الامير الحمداني وأخيه يعقوب. وكان كل كتاب يدخل بيتنا يكتبون على الصفحة الأولى فيه "من مقتنيات المكتبة الأخوية". أول كتاب قرأته هو "الشوقيات" ديوان الشاعر أحمد شوقي، فقد كان أبي من المعجبين به وقد سماني أحمد شوقي تيمنًا بهذا الشاعر.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

كتب كثيرة أثّرت بحياتي حسب مراحل العمر، أهمها ديوان المتنبي وكتاب الاغاني لأبي الفرج الاصفهاني والمعلقات العشر وجبران خليل جبران، ومن ثم روائع المسرح العالمي شكسبير وبريخت وأبسن. كذلك في الرواية موبي ديك لملفل وبلزاك ودون كيشوت وديستويفسكي. وفي الشعر العالمي بودلير ورامبو وغيوفيك ووايتمان، ومن العرب أدونيس، والقائمة تطول..

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

كتابي المفضل الآن هو الأعمال الشعرية لبودلير. أعتقد ان بودلير شاعر عظيم استطاع أن يغور إلى أعماق الهاوية ويكتب منها. النص البودليري كما وصفه فيكتور هيجو "ابتكر قشعريرة جديدة".

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

 نعم أكتب على هوامش الكتب، وأضع ماركر بالألوان، وأحيانًا أنقل بعض السطور إلى دفتر مذكرات.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

لا لم تتغير إنما شكل الكتاب الإلكتروني إضافة لما أقرأ. أنا لا أقرأ كتابًا كاملًا على النت، إنما أتصفحه وعندما أجد فيه فائدة أقتنيه.

  • حدّثنا عن مكتبتك؟

المكتبة هي الرفيقة الاولى في حياتي فقد فتحت عيني - كما أخبرتك- على مكتبة في البيت تجمع المؤلفات التي كان يختارها الوالد والعم، عبد الامير ويعقوب الحمداني. وكانت أغلب الكتب التي فيها ليست تراثية ما عدا كتاب الأغاني الذي أسّس لذاكرتي الشعرية، ونهج البلاغة شرح أبي الحديد، وكليلة ودمنة لابن المقفع، والجاحظ. لكنني وجدت الكثير من المعاصرين فقرأت فيها أحمد شوقي وطه حسين وسلامة موسى وجبران خليل جبران ومي زيادة.. إلخ، كان ذلك في عمر المراهقة الأول ثم بدأت أضيف لها اختياراتي من الكتب، فأدخلت المسرح العالمي والترجمات الشعرية وشكسبير، وكذلك المجلات المهمة كالآداب ومواقف، ومن ثم أضفت لها بعض الكتب الخاصة بدراستي الجامعية مثل شرح أبي عقيل وكتب البلاغة. وفي السنوات الأخيرة للدراسة أدخلت الشعر العراقي الحديث كالسياب والبياتي ونازك الملائكة، وكذلك شعراء الستينات. كان ذلك حتى نهاية الدراسة الجامعية قبل أن اغادر العراق واترك المكتبة للأخوين.

في باريس، بدأت مرحلة جديدة من القراءة باللغة الفرنسية، وهنا أخذت المكتبة في بيتي شكلًا مهمًا وحجمًا كبيرًا بلغ الآلاف، 3000 كتاب في اللغتين العربية والفرنسية، إذ شملت الإنسكلوبيديات العلمية والفنية، ودخل عنصر جديد وهو ألبومات الفنانين العالميين الكبار مثل موديلياني وبراك وبيكاسو وميرو وغويا وكاندنسكي.. إلخ. هذا كما تزايدت نسبة الكتب الفرنسية بشكل ملحوظ وتضاءل حجم الكتب العربية خلال العشرين عامًا من اقامتي بباريس.

تركت هذه المكتبة في بيتي بباريس لاهتمام زوجتي التي لم تكن تعتني بالجانب الأدبي، وكانت تركز على الدراسات النفسية. أما المكتبة الثالثة فكانت في بيروت حيث أقمت قرابة 17 عامًا كمستشار لمنظمة اليونسكو، وهنا عملت مكتبة أعدت فيها الاعتبار إلى المؤلفات العربية التي اختفت تقريبًا من اهتمامي في باريس. فجمعت مؤلفات عربية معاصرة وترجمات من لغات أوروبية وعالمية غير الفرنسية. تصاعد من جديد حجم الكتب ليتجاوز الألف، وكان يضم أهم الإصدارات في اللغة العربية. بقيت هذه المكتبة في بيت سائقي بيروت وهو شاب رافقني طيلة 17 عامًا، فصار يحب الكتب ويقرأ الكثير ولهذا اودعت هذه المكتبة عنده ولا تزال، واليوم كما ترى لدي ثلاث مكتبات لكنها ليست معي، الأولى ظلت في بيت العائلة ببغداد، والثانية في بيت الزوجة بباريس بعد تطلُّقنا، والثالثة في بيت السائق في بيروت.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

أقرأ حاليًا ثلاثة كتب في آن. لا أقرأ كتابًا لوحده عادة لأنني أفضل الانتقال بين الاختصاصات. وهي باللغة الفرنسية: "الغياب المزدوج" (La double absence) لعبد الملك صياد حول أزمة الاغتراب والمغتربين. و"صوت جاء من الخارج" (une voix venue d’ailleurs) لموريس بلانشو في النقد. و"نعال امبودوكلس" (La sandale d'Empédocle) وهو كتاب شعري للحبيب طنگور.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة يعرب العيسى

مكتبة محمد جبعيتي