28-سبتمبر-2020

الشاعرة زينب عساف

ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


زينب عساف شاعرة وكاتبة لبنانية تعيش في أمريكا. تعمل حاليًا أستاذة في قسم الادب الفرنسي في جامعة وين ستايت. صدر لها في الشعر "صلاة الغائب" (2005)، "بوّاب الذاكرة الفظّ" (2007)، "فراشة ميّتة بعد إطباق كتاب عليها" (2013). في النثر "غيابك الصامت والعميق كمياه خطرة" (2013). وفي الترجمة: عن الفرنسية "إقليديسيات" لأوجين غيوفيك (2008). شاركت في تأسيس وتحرير مجلة "نقد" وجريدة ودار "الغاوون" للشعر (2006-2014). عملت كمديرة للقسم الثقافي في جريدة "أوان"(2008)، ومحررة ثقافية في جريدة "النهار" اللبنانية (2004-2008).


  • ما الذي جاء بكِ إلى عالم الكتب؟

بورخيس كان يرى العالم على شكل مكتبة ضخمة فمن الطبيعي أن نجد أنفسنا داخل كتاب. ما الذي أتى بي إلى عالم الكتب؟ الفضول ومكتبة أبي ربما، حيث إنه إضافة إلى الكتب المعروضة كان يحتفظ بجزء مقفل، وجدت مفتاحه يومًا لأقع على كتب فرويد ونيتشه، إضافةً الى اعداد مجلة الدراسات الفلسطينية ومنشورات أخرى عن لجنة الحوار الإسلامي المسيحي وغيرها. هذا الجزء المقفل بقي سرًا حتى بعدما وجدته، لذلك كلما عثرت على كتاب جيد أظن بأنه ينتمي إلى صندوق ابي السرّي.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتكِ؟

لا يوجد كتاب محدد، لكن بشكل عام يمكن القول انني تأثرت بطريقتين مختلفتين؛ الابهار الذي نعيشه كمراهقين حين نقع على أعمال كلاسيكية هامة كالأدب الروسي تولستوي وغوغول وغيرهما، ثم الإعجاب الواعي الذي يصبح أصعب كلما امتلكنا أدوات النقد والمقارنة. لا أستطيع الحديث عن كتاب معيّن غيّر حياتي، بل مجموعة افكار تكوّنت من قراءة كتب مثل "مدام بوفاري" مثلًا أو "الألم" لمارغريت دوراس أو "بلاد الأشياء الأخيرة" لبول أوستر الذي أحب أسلوبه في الوصف، أو شعر تشارلز بوكوفسكي وحتى مقابلاته.

  • من هو كاتبكِ المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

أظن الجواب على هذا السؤال بطبيعة الحال أنه لا يوجد كاتب مفضّل بل نص يفرض نفسه. بشكل عام لا أميل إلى الاستعراض في الكتابة، بل أبحث عما هو أصلي، كما أن المزاج يفرض نوعًا معينًا من القراءات. أحب الكتابات النسائية عندما تبتعد عن مصيدة الصراع مع الرجل وتلبّس دور الضحية. لكن بشكل عام أرفض فكرة الوفاء لكاتب معين واعتبرها ساذجة.

  • هل تكتبين ملاحظات أو ملخصات لما تقرئينه عادة؟

أحيانا نعم، لكن غالبًا أترك هوامش وملاحظات على صفحات الكتاب نفسه إلا إذا كان نوعًا من القراءة الخفيفة التي قد ننجذب إليها في يوم صيفي حار. ذاكرتي ضعيفة في تذكّر الأسماء والتواريخ، لكنني عادة لا أنسى الأفكار المهمّة. وأحتاج إلى إعادة قراءة بعض الكتب الأساسية ومراجعة ملاحظاتي لأتذكر.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

لا أحب الكتب الإلكترونية كثيرا لسبب بسيط هو أن أولادي لا يتركونني وشأني وأنا استخدم الشاشة للقراءة، أما كتبي فهي غير جذّابة بصريًا لذلك أستطيع القراءة وهذا يشجّعهم على تقدير الكتب أيضًا. أظنني اعتدت على الأمر، وما زلت أعتقد ان الكتاب الورقي أسهل للقراءة.

  • حدّثينا عن مكتبتك؟

 مكتبتي موزعة في هذا البيت العتيق وهي تشبه سنوات الترحال من بيت إلى آخر التي عشتها. تخلّيت عن كتب كثيرة بسبب اضطراري إلى تغيير سكني مرات عديدة في لبنان ثم الولايات المتحدة، لكنني ما زلت أحتفظ بعناوين مهمة في نظري بالعربية والفرنسية والإنجليزية. مشروعي المستقبلي هو تخصيص غرفة وفرز الكتب وتبويبها بطريقة أفضل، وكذلك ضمّ كتب جديدة خاصة أنه لدينا هنا في ديترويت إحدى أكبر المكتبات في العالم.

  • ما الكتاب الذي تقرئينه في الوقت الحالي؟

حاليًا أقرأ كتاب جان اشنوز "14" عن الحرب العالمية الأولى، إضافةً إلى "غارغانتويا" لرابليه و"كانديد" لفولتير بحكم دراستي للدكتوراه في الأدب الفرنسي والإنجليزي المقارن. أما كتب المتعة فعندي مجموعة عناوين تنتظر منها "أشياء أميركية أحبها " لبو بالنتاين، لأنني أميل هذه الفترة الى قراءة ما يسمى بأدب الطريق، حيث الكاتب ينتقل من مكان لآخر مسجلًا رؤيته البحثية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة فايز العباس

مكتبة شريفة التوبي