22-يناير-2018

المترجمة زينة آل تويّه

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


زوينة آل تويّه مترجمة من عُمان، ترجمت "بارتلبي النسّاخ" لهرمان ملفل، بالإضافة إلى ترجمات أخرى متفرقة في الصحف والمواقع العربية.


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

أظنّه الميل الدائم إلى العزلة والتأمُّل، فضلًا عن أنّه لم يكن ثمّة من خيار آخر أمامي في قرية غارقة في أوهام القبيلة وجدل الأصل والفصل، فكان أن فتحت عيوني على اتساعها منذ وقت مبكّر جدًّا على كتب كان يجلبها أخي كأنما بطرق سحريّة لا أظنّها تختلف كثيرًا عن طرق ألف ليلة وليلة.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

كتب كثيرة بطبيعة الحال ويصعب عدّها وذكرها، ولكنها تتراوح بين الشعر والرواية والنقد والترجمة توزّعت في مراحل عمريّة مختلفة.

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

ليس هناك كاتب مفضّل بعينه، ومهما كان هناك كاتب مفضّل لن أشعر بالميل إلى كتبه كلّها بالقدر ذاته. والكتّاب الذين شكّلوا ذائقتي الأولى في القراءة كانوا عربًا وغير عرب، وشعراء وروائيين ونقادّا ومترجمين لن يكون من العدل في شيء ذكر بعضهم دونًا عن الآخرين، ولا سيّما أن القائمة طويلة.

  • هل تكتبين ملاحظات أو ملخصات لما تقرأينه عادة؟

أفعل ذلك غالبًا مع كتب الترجمة، ولا سيّما تلك التي تقارب الترجمة من منظور فلسفي.

  • هل تغيّرت علاقاتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

في البدء كانت علاقتي بالكتاب الإلكتروني مشوبة ببعض التوجّس، لكنني سرعان ما اعتدت قراءته ووجدته في المتناول، ولا سيّما الكتب التي لم أجدها متاحة ورقيًّا. أمّا علاقتي بالكتاب الورقي فبقيت هي الطاغية حتمًا.

  • حدّثينا عن مكتبتك.

لعلّي أتحدّث عن أكثر من مكتبة رافقتني حتى الآن، لكنّ أهمها على الإطلاق كانت تلك المكتبة الأولى والحبّ الأول الذي أشعل جذوة قراءة كل ما تقع عليه اليد والعين آنذاك. هذه المكتبة كانت وما زالت تحوي ما لذّ وطاب من كتب كانت تأتي على بساط الريح من بغداد ودمشق والقاهرة والكويت وتحط رحالها في بيتنا الصغير في القرية البعيدة. ولمّا خرجتُ من القرية تركت هذه المكتبة البكر ورائي، ولكنني ما زلت أطوي بين جوانحي أسرار هذا الحب الأول ونُسْغَه الذي يتغلغل عميقًا في النفس. ثمّ رحت أضرب في الأرض كغيري وأخلق مكتبتي الخاصة على نحو عشوائي في أرفف صغيرة وحقائب متفرّقة وتحت الأسرّة وفي الزوايا حسبما تتيحه الأماكن التي تنقّلت بينها. وأمّا الآن، فإنني أحرص على أن تكون لي مكتبتي الصغيرة الخاصة جدًا في المنزل بعيدًا عن المكتبة المشاعة الأخرى، لأن هذه المكتبة الصغيرة تضم الكتب التي تدرس الترجمة على الأخص، والكتب التي قرأتها وأحببتها وأريد إعادة قراءتها والكتب التي لم أقرأها بعد وما أكثرها. على أنه مع وجود الكتاب الإلكتروني أصبحت هناك مكتبتان، وكلتاهما تضم كتبًا شتّى باللغتين العربية والإنجليزية، شعرًا وسردًا ونقدًا وترجمةً. ولكن يبقى هناك دائمًا عدد لا بأس به من الكتب التي لم أقرأها قطّ، وهذا ما يملؤني تطلّعًا وشوقًا دائميْن.

  • ما الكتاب الذي تقرأينه في الوقت الحالي؟

مجموعة قصصية للكاتبة النيجيرية تشيماماندا نغوزي أديتشي.

 

اقرأ/ي أيضًا: