04-يونيو-2018

الكاتب والباحث خالد زيادة

ألترا صوت - فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


خالد زيادة كاتب وباحث ومترجم وأكاديمي من لبنان، - حاصل على إجازة في الفلسفة من الجامعة اللبنانية، ودكتوراه من جامعة السوربون الثالثة. يشغل حاليًا منصب مدير "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات - فرع بيروت". من مؤلفاته "المسلمون والحداثة الأوروبية"، و"سجلات المحكمة الشرعية، الحقبة العثمانية"، و"لم يعد لأوروبا ما تقدمه للعرب"، و"الكاتب والسلطان، من الفقيه إلى المثقف".


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

نشأت في منزل كانت الكتب فيه تتكاثر بفضل أخوتي الأكبر سنًا في وسط ستينات القرن الماضي، كان لدينا عدة مئات من الكتب، ومن حسن الحظ أن الكتب كانت من إصدارات ذات الفترة، فكان بإمكاني ابتداءً من سن الثانية عشرة أن أطلع على ما ينتج في الشعر الرواية والتاريخ والفلسفة، وكتب مترجمة من بينها أعمال ألبير كامو وجان بول سارتر وكولن ولسون. قرأت الكثير من الكتب، وبعد عام 1967، تحولت قراءاتي نحو السياسة، خصوصًا ما يُنتج من أدب اشتراكي. قراءتي في تلك الفترة حدّدت خياراتي فانتسبت لاحقًا إلى كلية الآداب لدراسة الفلسفة.

  •  ما هو الكتاب أو الكتب الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

في كل مرحلة عمرية يتأثر القارئ بكتاب أو مؤلف، وخصوصًا في المراحل المبكرة من العمر، أحد الكتب التي أفادتني في سن الخامسة عشرة هو "اللامنتمي" لكولن ويلسن، والسبب أنه يحتوي على سير لكبار الكتاب الفلاسفة والفنانين العالميين في القرن العشرين. وفي مرحلة لاحقة اكتشفت أعمال عبدالله العروي، وهشام جعيط. وبعد ذلك عملت على مؤلفات النهضويين وخصوصًا الطهطاوي وعلي مبارك وهكذا.

بطبيعة الحال كنت أتابع المؤلفات الفلسفية تبعًا لدراستي، وخصوصًا الفلسفة الحديثة ديكارت وسبينوزا... وحين يكون عملك مرتبطًا بالقراءة، فإنك يوميًا تصادف كتابًا يضيف إلى معرفتك.

  • من هو كاتبك المفضل؟

في عمري وتجربتي وعملي المتواصل مع الكتب والتأليف لم يعد لي كاتب مفضل. لكن هناك أعمال شعرية وأدبية أحب أن أعود اليها لقراءة مقاطع منها على سبيل التذكر، لكنني أعود أكثر إلى أعمال جاك لوغوف وجورج بلاندييه في الأنثربولوجيا.

  • هل تكتب ملاحظات لما تقرأه عادة؟

أكثر الكتب التي أقرأها تتعلق بالأبحاث والدراسات التي أعدها، ومن الطبيعي أن أدّون ملاحظات أو أسجّل فقرات من الكتب التي أقرأها.

  • هل تغيرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

أقول إنها تغيرت بطريقة إيجابية، فقد صار بإمكاني الحصول أو الوصول إلى كتب كان من الصعب الوصول إليها لعدم توافرها، بعضها كتب قديمة نافذة من الأسواق، وبعضها يصعب الوصول إليها لأنها لا توزع على نطاق واسع. لكنني من أنصار الورق، وعادة أحول ما أجده الكترونيًا إلى نسخ ورقية.

  • حدثنا عن مكتبتك؟

لدي الكثير من الكتب التي جمعتها خلال ما يقرب من خمسة عقود من الزمن، ليس لدي إحصاء لعدد الكتب في مكتبتي لكنه تجاوز السبعة الآف كتاب، ازداد عدد الكتب لدي في السنوات الأخيرة بسبب ما اقتنيته من مصر. مكتبتي للأسف موزعة على ثلاثة أماكن، لهذا أجد صعوبة أحيانًا في البحث عن كتاب يلزمني. أغلب كتبي هي في الإنسانيات والاجتماعيات، بالإضافة إلى بضعة مئات من الروايات العربية والمترجمة.

  • ما الكتاب الذي تقرأه الآن؟

أشتغل حاليًا حول موضوع المدينة، قرأت العديد من الكتب المتعلقة بالمدينة في العالم الاسلامي، وما كتبه ماكس فيبر عن المدينة. وفي هذه اللحظة أقرأ كتاب "مدن الشام في عصر المماليك" للمؤرخ ايرا مارفين لابيدوس.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة هشام البستاني

مكتبة صفاء سالم إسكندر