27-سبتمبر-2021

الشاعر حسين الضاهر

ألترا صوت - فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


حسين الضاهر شاعر من سوريا. من مواليد مدينة منبج في ريف حلب عام 1988. صدرت له مجموعتان في الشعر: مياه صالحة للقتل، ومشاهد يتلوها البدوي. حاصل على جائزة أبو العلاء المعري للفنون الأدبية عن فئة القصيدة عام 2018، وحاصل على جائزة الإبداع الأدبي لرابطة الكتّاب السوريين عام 2021.


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

اعذرني إن راوغت قليلًا في إجاباتي فالأسئلة المباشرة تشعرني بالارتباك. نشأت في بيئة فقيرة، همها قوت يومها، لذا كانت الكتب بالنسبة إلينا ضربًا من الترف. فلم أبحر في أمهاتها منذ نعومة أظفاري، لكن البداية كانت جيدة نوعًا ما. ففي سنتي الدراسية الرابعة، قام أبي باستعارة كتب منهاج المرحلة الثانوية كي يتقدم لنيل شهادتها متأخرًا، كونه لم يكمل تعليمه. حينها أخذني فضولي الطفولي للتقليب فيها. فاكتشفت للمرة الأولى الشعر، وأن خارج حدود مدينتي توجد جغرافيا شاسعة، وتاريخًا يستدرج الفضول كحبل لا نهاية له. فرحت أعيد قراءتها مرات ومرات؛ على الرغم من عدم فهمي حينذاك لبعض مضمونها، إلا أن الأمر كان مسليًا وشبيهًا بالحفر في التربة بحثًا عن شيء ما. هكذا كانت البداية، لأتورط لاحقًا بالحفر في أراض أخرى وللمجازفة في طلب الكتب من أبناء عمتي الذين امتلكوا تلك الرفاهية.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

أرى أن لكل مرحلة قراءاتها وآثارها على النفس. هناك كتب كثيرة أضافت إليّ وعلى وجه الخصوص، الكتب التي قرأتها في بداياتي. ككتاب "كليلة ودمنة" لابن المقفع وهو من أوائل الكتب التي قرأتها -خارج المنهاج-. ورواية "دون كيشوت" لـ ثيربانتس. لاحقًا أصبح الأمر أكثر انتقائية، لكنني أستطيع تمرير ديوان "وعل في الغابة" لرياض الصالح الحسين كوني أعدت سماعه صوتيًا مرات عدة وفي كل مرة تقع أذني على مواطن جمال إضافية.

  • ما هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

 قد أفضل أعمالًا دونًا عن غيرها. وكل عمل هو الأفضل إلى أن أنتهي من قراءته، والبدء بقراءة عمل آخر. الكاتب بالنسبة إليّ؛ مادة منفصلة عن نتاجها، وعليه فإن سيرة حياة الشاعر التركي ناظم حكمت هي محط إعجابي.

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

لا، قطعًا حتى الآن لم أجرؤ على تجربة هذا الأمر، أظن أنه فعل يشبه مذاكرة الامتحانات، وهو مرهق بالنسبة إلي. أقرأ وأستمتع في تلك اللحظات، ثم أنسى كثيرًا مما قرأت. الأمر لا يحتاج إلى إجبار الذاكرة على الاحتفاظ قسرًا بأحداث أو بجمل معينة.

  • هل تغيرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

نعم، تغيرت كثيرًا، بت أفضل القراءة الإلكترونية لسبب سأذكره في الفقرة التالية.

  • حدثنا عن مكتبتك؟

حين غادرت مدينتي منبج مجبرًا، لم أحمل معي سوى كيس بلاستيكي صغير، تضمن أوراقي الثبوتية، وبيجاما. تركت الكتب التي جمعتها طوال حياتي عند أحد أقاربي، إلى حين عودتي التي لم تحصل، فما كان منه إلا أن أحرقها خوفًا على نفسه من سين وجيم. ومنذ تلك الحادثة وأنا لا أجمع كتابًا مع آخر، حتى الكتب التي تأتيني مهداة باسمي. أقوم بقراءتها ثم إهدائها إلى الأصدقاء تفاديًا لمحارق مستقبلة، لذلك أفضل الكتب الإلكترونية، ففراقها لا يشعرني بالعطب.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

بما أنني أعمل حاليًا في مجال الإخراج الداخلي للكتب فقراءاتي كثيرة، لكنها لا تشبه القراءة العادية التي نحبها. الأمر هنا يحيلك إلى شرطي بلدية، تتربص الأبنية المخالفة، وتحاول هدمها لتعيد البناء بشكل قانوني. لكن خارج العمل، بدأت بقراءة رواية "فاصلة بين نهرين" للكاتبة السورية غفران طحان.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة شوقي عبد الأمير

مكتبة يعرب العيسى