29-مارس-2021

الكاتبة بيان أسعد مصطفى

ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


بيان أسعد مصطفى كاتبة وقاصة من الأردن، ولدت في مدينة الزرقاء في الأردن سنة 1990، حاصلة على البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من الجامعة الهاشمية. تكتب في عدد من المجلات والمواقع الأدبية. مجموعتها القصصية الأولى "أنفاس" ستصدر قريبًا.


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

شخصيتي المنطوية والخجولة قادتني إلى ذلك، نما بي حب الجلوس بمفردي لبعض الوقت عندما أشعر في لحظة معينة أنني قد أرهقت اجتماعيًا، وأحيانًا أشعر بأنّ الكلام إن كان مكررًا فإنه يقتلع شيئًا مني من الداخل العميق، خاصة أنني أفضل الصمت، وأحس أنّ الكلام ما هو إلا شيء إلزاميّ لملء الفراغ. أقول إني جئت إلى عالم الكتاب أيضًا من أبواب متعددة، منها ما تأتي به الصدفة ليكون إشارة لمفترق طرق، درس والداي الأدب؛ أبي الأدب العربي، ووالدتي الأدب الإنجليزي فعندما تجد أول مكتبة أمامك موضوع على رفوفها أجزاء لسان العرب جميعها وشرح ابن عقيل وكتاب تاريخ الأدب العربي وWuthering Heights ومسرحيات، تنتمي وحدك إلى الكتب وبعدها إلى أي نوع مما تشاء وسريعًا. وصاحب ذلك الانتماء حماس لقراءة مجموعة قصصية كانت أول الكتب التي قرأتها وكانت مهداة إلى والدي من الكاتبة، قرأتها وأحسست بشيء في داخلي يزهر ويضيء، بالإضافة إلى صداقاتي -وإن كانت قليلة في البداية- التي تنصح بالاطلاع على كتب معينة، ومن هنا كبر هذا الشغف إلى أن دخلت المكتبة بجرأة وثقة، وكبرت بعد ذلك قدرتي على انتقاء الكتب التي تناسب ذائقتي ومزاجي. حين تعتقد أنّ الكتاب عالم آخر تحمله بين يديك ستؤمن به أكثر، الكتاب عالم جميل فعلًا لأنه يكون أحيانًا متخيلًا يسير مع عقلك في نفق تُسقط فيه ذاتك لبعض الوقت، وتؤثر على نفسك كلمات الآخر -التي تكون بعيدًا عن ذلك تدمرها وترفضها رفضًا تامًا- وهذا هو مطلوب من وقت لآخر، انزياح الذات مريحة حين يشغلها العقل والأفكار الجديدة والقيّمة.

·      ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيراً في حياتك؟

الممانعة لإرنستو ساباتو، إلى الآن أحب الرجوع إليه. هناك كتب عندما تقرؤها تحسب أنها تصفك وحدك وكان هذا الكتاب في فترة معينة قد لمس داخلي وساعدني في قراءة ذاتي كثيرًا وكان بنفس مزاجي في ذلك الوقت بشكل غريب.

كتب غسان كنفاني. كتاب عشب الليل لإبراهيم الكوني أيضًا. وهناك كتاب قديم وبسيط قد وعيت عليه يسرد تاريخ وقصص أسماء استشهاديين فلسطينيين. أحب أن أقرأ في عالم الفضاء أيضًا. حين انتهيت من قراءة كتاب الصعود على ظهر أبي للشاعر العراقي قاسم سعودي أذكر أني بكيت.

·      من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

أحب بول أوستر كثيرًا، وأحب هاروكي موراكامي كثيرًا أيضًا وأحس أنني أنتمي إليه إذ لم أكتفِ من قراءته بل قد حاولت ترجمة رائعته تسوكورو تازاكي عديم اللون وسنوات حجه حتى صار يسري بي، لكنّ كاتبي المفضل دائمًا هو الكاتب الأرجنتيني إرنستو ساباتو، أحبّ الجو الذي يكتب فيه كتبه، أحس أنني أشبهه إلى حد كبير ويلمسني كثيرًا، رغم عتمته الكبيرة التي قد لا يفضلها الكثير، لكنه يكتب أشياء حقيقية، الحزن والعزلة والكآبة هي أكثر الأشياء صدقًا، نبتعد لأننا عرفنا الحقيقة، نحزن لأننا لمسنا الحقيقة، نميل إلى العزلة لأننا فهمنا الحقيقة. الرسول صلى الله عليه وسلم تنزل عليه القرآن وهو في الغار وحده. رواية النفق هائلة وعمل إبداعي جميل، الممانعة، الكاتب وأشباحه أيضًا.

·      هل تكتبين ملاحظات أو ملخصات لما تقرئينه عادة؟

لا أكتب ملاحظات، لكني من الأشخاص الذين يضعون الخطوط تحت النصوص التي تعجبهم ليرجعوا إليها لاحقًا. إذا لم تضع خطوطًا يبقى الكتاب عائمًا، حياديًا حتى في الأهمية. لا أكتب الملخصات لأنّ التأثير يكون قد وصل فعلًا.

·      هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الالكتروني؟

تغيرت على نحو غير سلبي، لا بأس أن أقرأ الكتاب الذي أرى عدد صفحاته قليلة أونلاين، أما الكتب الكبيرة فأفضل قراتها ورقيًا. الكتب الالكترونية مفيدة أحيانًا حين تقي من فضول الناس، مثلًا لا أحب أن أستقل سيارة أجرة أو حافلة ويصبح الجميع ينظر إلى عنوان ما أقرأ حتى لو كان فضولهم جميل. الغالبية يمسكون الأجهزة الالكترونية ولكن لا أحد يعلم ماذا تقرأ. هناك كتب أحب اقتنائها ورقيًا لأنني أعلم أنني سأضع عليها الخطوط. هناك كتب عندما وجدت الكترونيًا قدمت مساعدة كبيرة مثلًا كتب تفسير القرآن، كتاب السيرة النبوية وغيرها.

·      حدثينا عن مكتبك؟

أنتقل الآن إلى بيت جديد ولديّ النية في تصميم مكتبة مميزة، كتبي الآن متناثرة.

·      ما الكتاب الذي تقرئيه في الوقت الحالي؟

أقرأ الآن رواية سقوط الملاك ليوكيو ميشيما. وأطالع باستمرار موقع Economist.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة جمال جبران

مكتبة سامح خلف