02-مايو-2022
الروائية والشاعرة بشرى خلفان

الروائية والشاعرة بشرى خلفان

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


بشرى خلفان كاتبة وروائية وشاعرة وناشطة ثقافية من عُمان. أصدرت العديد من الأعمال السردية والشعرية، منها: "صائد الفراشات الحزين" (نص مفتوح)، و"مظلة الحب والضحك" (شعر)، و"حيث لم يعرفني أحد" (قصص)، و"دلشاد، سيرة الجوع والشبع" (رواية).


  • ما الذي جاء بكِ إلى عالم الكتب؟

لا أكاد أتذكر مرحلة في حياتي لم أكن محاطة فيها بالكتب، بل إن والدي كان يأخذنا أنا وإخوتي نهاية كل أسبوع إلى المكتبة ليقتني لكل واحد منا كتابا يختاره ويتناسب مع مرحلته العمرية، لذا فقد تربيت محاطة بالكتب، متدرجة في قرأتها من قصص الخنفساء المنقطة إلى المكتبة الخضراء ثم الترجمات المختصرة لروائع الأدب العالمي، ومنها انتقلت إلى الكلاسيكيات العالمية.

الكتب كانت رفيقتي المخلصة على الدوام، لم تنقطع عني ولم أنقطع عنها، لذا فالقراءة طقس يومي لا يكتمل يومي من دونه.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتكِ؟

بعد قرابة خمسين عامًا من القراءة من الصعب تحديد ذلك، ففي كل مرحلة عمرية كانت هناك كتب مؤثرة، وحتى نوعية تأثير هذه الكتب اختلف من مرحلة إلى أخرى، فهناك كتب أثرت في تكوين الشخصية، وهناك كتب أثرت في طريقة تلقي الأدب، وهناك كتب وسعت مداركي، وهكذا.

هي قراءات تبنى على قراءات، وبذلك يصعب في تراكمها تحديد من كان له الأثر الحقيقي ومن حضي بتراكم التأثير، فصار الأكثر تأثيرًا.

  • من هو كاتبكِ المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

هذا سؤال غاية في الصعوبة، فليس عندي كاتب مفضل بالمطلق بل أعمال مفضلة، لكن هناك كتاب كان لهم أثر كبير في مرحلة معينة وأعتبرهم أساتذتي ومراجعي الكلاسيكيين مثل تشيخوف في القصة القصيرة، ونجيب محفوظ وأورهان باموق وعبد الرحمن منيف في الرواية.

مع ذلك، لـ"ديفيد كوبرفيلد" لتشارلز ديكنز في سنوات القراءة الأولى أثر كبير في تشكيل تعاطفي نحو الأقل حظا في الحياة، وكان "السأم" لألبرتو مورافيا أثر مدهش في سلاسة إيقاظ الأسئلة الوجودية، أبهرني مارسيل بروست في بحثه عن الزمن المفقود، أما ماركيز فدوخني بعوالمه، وبورخيس جعلني أقدر التركيز وسحر المتاهات و الأحلام.

  • هل تكتبين ملاحظات أو ملخصات لما تقرئينه عادة؟

أفعل ذلك أحيانًا، خاصة إن كنت أقرأ بغرض معين، مثل الدراسة أو إعداد الأبحاث الخاصة برواياتي، لكني عندما أقرأ لأجل المتعة، أترك نفسي للمتعة، وإن كنت ألجأ لتدوين بعض الملاحظات أحيانًا.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

ما زلت أعتمد على الكتب الورقية، الكتب الإلكترونية هي كتب الضرورة، عندما أعجز عن الحصول على ما أحتاجه منها ورقيًا.

  • حدّثينا عن مكتبتك؟

مكتبتي رافقتني منذ طفولتي، وبمعنى ما كبرت معي، لكن قبل سنوات اضطررت إلى التبرع بجزء كبير منها، لأن المكان ما عاد يحتمل، كما أني تجاوزت الكثير من الكتب التي رافقتني في سني دراستي الجامعية، وما قبلها، ووجدت أن غيري قد يكون بحاجة أكبر لها.

الآن أحتفظ بمكتبة متنوعة، يحتل الأدب الجزء الأكبر منها لكنها تضم مختلف العلوم، من الفلسفة والأنثروبولوجيا واللاهوت وعلم النفس والسياسة إلى جانب كتب عن تاريخ الطعام والموسيقى وغيرها.

  • ما الكتاب الذي تقرئينه في الوقت الحالي؟

حاليا أقرأ كتاب "نظام الحكم في عمان من إمامة الانتخاب إلى السلطنة الوراثية" لمحمد اليحيائي، وفي الوقت نفسه أقرأ رواية "خبز على طاولة الخال ميلاد" لمحمد النعاس.