15-أكتوبر-2018

الشاعر بدر عثمان

ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


 بدر عثمان شاعر من فلسطين. صدر لهُ "كتاب الأعمى" عن "دار الفارابي" في بيروت. وحصل على إشادة وتوصية لجنة الكاتب الشّاب في مؤسّسة عبد المُحسن القطّان عن مجموعته الشّعريّة "ترجمة باخ"، الّتي ستصدر قريبًا عن "دار الأهليّة" في عمّان. 


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟            

القصص الملونة الّتي كانت تُباع على الأرصفة. حرصت على قراءة جديد هذه القصص دائمًا. وعندما لاحظت أمي ذلك، أضافت إلى مصروفي اليومي ثمن القصة. وصارت تسألني، باستمرار، عند وصولي البيت عن قصّة اليوم. من هُناك، نشأت علاقة جميلة بيني وبين شكل الكتاب، وبيني وبين جمع هذه القصص، أي الرّغبة بأنْ يكون هناك مكان لجمع كلّ الكتب الّتي قرأت ولم أقرأ.

وقد تكون هذه العلاقة تعزّزت، بعد لقاء أستاذيّ جمال وادي ومحمّد توفيق، وهما أُستاذا اللغة العربيّة في المرحلة الثّانويّة في المدرسة، الّلذان عرّفاني على إميل حبيبي، وكنفاني، وطه حسين، وتشارلز ديكنز، وداينال ديفو، وتشيخوف.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

كتب كثيرة. لا يمكن ذكر أحدها حصرًا، ومن الصعب أنْ أتذكرها كلها. ولكنْ هناك كتب شكلتني، وأثرت على رؤيتي للحياة وزوايا هذه الرؤية. مثل: رواية "قلب الظلام" لجوزيف كونراد، وتلازمها مع كتابي إدوارد سعيد؛ "الاستشراق"، و"الثقافة والإمبريالية"، وروايتي "الغريب" و"الطاعون" لكامو، و"المسخ" لكافكا، و"لعبة الكريات الزجاجية" لهيرمان هيسه، "العمى" لساراماغو. و"سأكون بين اللوز" لحسين البرغوثي، و"في انتظار غودو" لبيكيت، و"موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح، و"اسم الوردة" و"بندول فوكو" لأمبرتو إيكو، وكتاب "علم اللغة" لجاك داريدا، و"تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي" لميشيل فوكو. وكذلك، "فقهاء الظلام" و"السيرتان" لسليم بركات.

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

أعتقد أن هذا سؤال مرحلي. ولذا سأكون حذرًا في الإجابة عنه. لأنْ لكل مرحلة تجربتها، التي قد يعبر عنها كاتب ما، فيصبح المفضل لمرحلة معينة. للقارئ، سأقوم بالإجابة الآن، ولكن هذه الإجابة لن تُعبر عني بعد مُضي ثلاث سنوات من تاريخ النشر. 

أُحب دانتي والمعري، للجهد الهائل في الشكل، والنحتْ المُتقن للشعر الذي ورثهُ سليم بركات ومحمود درويش. وأُحب نيرودا وزكريا محمد وبانيا ناتسويشي وأوجينيو مونتالي، لتحليقهم وللحكمةِ وللكثافة التي تُروي. وأُحب أُمبرتو إيكو، للتقنيات العالية والمُركبة في الوصول للحبكة وفي حلها بطريقة مُدهشة دائمًا. وكذلك زوسكيند.

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

بشكل واضح لا. أضع إشارات للصّفحات الّتي أُحبّ الرجوع إليها فقط. لاعتباري بأنّ تلخيص الأشياء يقتلها.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

هناك جانبان. في جانب القراءة من الصّعب الاستغناء عن الكتاب الإلكتروني لقلّة توفّر الكتب الجديدة، والترجمات الجديدة في مكان إقامتي حاليًّا. لذا فالكتب أو المجلات الإلكترونيّة تُشكّل جزءًا حيويًّا من قراءتي اليوميّة، الكتب بما فيها مجموعات شعريّة وروايات.

الجانب الثّاني، هو المكتبة: وأنا أتبنّى ما يقولهُ الروائي الإيطالي إيكو بهذا الخصوص، وهو أنْ تمتلك مكتبة تشعر بها أنّك امتداد لكلّ هذا التّراث الإنسانيّ، يختلف عن امتلاكك لكرتونة مليئة بالـUSB.

  • حدّثنا عن مكتبتك؟

مكتبة سِمتها الأدب بشكلٍ خاصّ. أمتلك كُتبًا في الفلسفة والاقتصاد. ولكنّ الروايات والمجموعات الشّعريّة تشكّل غالبيّة المكتبة. أمتلك مجموعة جيّدة من الأعمال التأسيسيّة في الأدب العالميّ. وأعمال جديدة تجلسُ إلى جانبها بهدوء أحياناً وبمشاكسة في الأحيان الأُخرى. تختلط الّلغتان العربيّة والإنجليزيّة في المكتبة. وأحرص على أنْ أحتفظ في مكتبتي على كتبٍ لم أقرأها بعد، لاعتقادي أنْ المكتبة ليست مكانًا للكتب المقروءة فقط، بل لكي تجد في كل مرة كتابًا لم تقرأه وكان يحدّق بكّ بصرامةٍ طوال الوقت.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

بدأت حديثًا بقراءة كتاب بعنوان "في مقهى الوجودية: الحرية والوجود وحفلات الكوكتيل" وهو أشبه بسيرة غيريّة عن سارتر ودي بوفوار وآخرين ككامو وأرندت. و"نشوء الوجوديّة في منتصف القرن العشرين". وقد أنهيتُ للتوّ روايةً خفيفةً وجميلة "ساعي بريد نيرودا" لأنطونيو سكارميتا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة رنا التونسي

مكتبة زياد عبد الله