08-يوليو-2019

الكاتبة والشاعرة أسماء حسين

ألترا صوت - فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


أسماء حسين كاتبة وشاعرة من مصر، من مواليد 1990. درست الإعلام في جامعة عين شمس. صدر لها في القصة القصيرة: "عذرية"، و"فسحة بويكا"، وفي الشعر: "أجمل الوحوش التي عضت روحي".


  • ما الذي جاء بكِ إلى عالم الكتب؟

القراءة والوحدة. كنت أهوى سماع الحكايات في صغري واستكملت ذلك في القراءة لاحقًا، وفيما بعد بالطبع تطورت وتشعبت قراءاتي. وأصبحت بمثابة غذاء لا أستطيع التوقف عنه. ثم جاءت الوحدة، وأعتقد أن عادة ومع معظم الهوايات أو المواهب، يبدأ الأمر من الشعور بالوحدة. ليست الوحدة المادية والمحيطية بل الداخلية أو الروحية، الشعور الذي يدفعنا للبحث والشغف ومحاولة الاكتشاف ومحاولات التعبير، فنتعرف على هواياتنا، أو نكتشف مواهبنا، عبر ذلك الشعور. وهكذا بدأت الكتابة أيضًا، في محاولات للحديث خارج وحدتي. ولأنني حين أكتب، أرى وجهي في الكتابة واضحًا أكثر مما هو عليه في المرآة

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتكِ؟

مجموعة "البحث عن الزمن المفقود" لمارسيل بروست، لها مكانة خاصة عندي. حصلت عليها بصعوبة وبعد بحث مطول لكن أعود لها باستمرار، ويبقى لها أثرًا كبيرًا في نفسي. إلى جانب ذلك لا أستطيع تحديد كتاب معين ولكن هناك اهتمامات تؤثر بي مثل الواقعية السحرية والشعر (قصيدة النثر بالأخص)، وكتاب أثروا بي مثل كونديرا وبورخيس وبسام حجار.

  • من هو كاتبكِ المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

ميلان كونديرا وربيع جابر يأتيان في المقدمة عندي، لأن كلًّا منهما يملك نظرته الخاصة للعالم، نظرة فريدة وحساسة ولها خصائصها، ويناسبني أن أتسق معها كثيرًا في أغلب الأحيان. وفي الشعر بسام حجار. ثم بعد ذلك لا ترتيب معين للكتاب الذين أحبهم. أتذكر منهم الآن: بورخيس ونجيب محفوظ وخوان خوسيه مياس ودستويفسكى وماريو بينيديتي وأفونسو كروش، وهناك أيضًا: منصورة عز الدين وأحمد عبد اللطيف وبثينة العيسى وعبد الله ناصر وضياء جبيلي وإيمان مرسال ووارسان شاير.

  • هل تكتبين ملاحظات أو ملخصات لما تقرئينه عادة؟

نادرًا ما أفعل، خاصة مع الأدب. وليس من عادتي كتابة المراجعات خاصة في السنوات الأخيرة. الأمر في القراءة بدأ يتحول إلى اكتساب أكثر منه ملاحظة. ولكن أحيانًا أدون هوامش وأفكار استكمالية أو أقتبس نصًا مما أقرأ فقط.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

بالتأكيد، كثيرًا، في الماضي ومع بدايات ظهور الكتب الالكترونية لم أكن أتصور قراءتي لغير الكتب الورقية وكان طقس شراء الكتب يشبه طقسًا سحريًا أنتظر أن أعيشه في كل مرة. وأسير على قدمي حتى المكتبة المفضلة لي مع شعور قديم بالحميمية. لكني كذلك كنت أشقى للحصول على بعض الكتب أو اقتنائها وهو الأمر الذي ساعد الكتاب الإلكتروني في انتهائه تقريبًا، لذلك بقدر ما أحب الكتاب الورقي فلا يمكن ألا أحب نظيره الإلكتروني أو أنكر فضله في توفير كتب عديدة بسهولة لي، وكذلك سهولة حملها معي على هاتف نقال أينما ذهبت. والحقيقة أن هناك فوارق حميمية تبقى بالطبع بين الكتاب الورقي والإالكتروني، لكن في ظني، القارئ المهتم بجوهر العمل ذاته لن يزعجه الفارق كثيرًا.

  • حدّثينا عن مكتبتك؟

مكتبتي هي غابة واسعة بعد أن تحولت الأشجار بالفعل إلى أوراق. تملك كل خصائص الغابات كما أراها أو هكذا أشعر. فهي بالنسبة لي شاسعة وضيقة معًا كالغابة، أرتبها بنظام يحمل لمسة فوضوية طبيعية، جدرانها من الخشب البني الداكن في شكل مدبب ومنقوش يحمل لي الشعور بحضرة جذوع الأشجار فيها. عند جردها وترتيبها أشعر بدفء وسط الكتب المتراكمة حولي لكني كذلك أشعر بالضياع، لذلك دائمًا ما أرى مكتبتي كغابة. أكبر نصيب للكتب من مكتبتي دائمًا للشعر، الشعر يكاد يحتلها. ثم بعد ذلك تأتي القصة والعلوم الإنسانية والفن والألوان الأخرى. عندما أسافر أو أتنقل دائمًا ما أحمل معي كتابًا أو أكثر ولا بد أن يكون أحدهما للشعر.

  • ما الكتاب الذي تقرئينه في الوقت الحالي؟

حاليًا أقرأ رواية "بياصة الشوام" لأحمد الفخراني، ومجموعة "محاولة متأخرة للبكاء" لزينة حموي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة علي مولا

مكتبة إسلام سعد