09-نوفمبر-2020

الكاتب أحمد جابر

ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


أحمد جابر قاصّ وكاتب من فلسطين. مقيم في مدينة بودابست حيث يدرس الدكتوراه في هندسة المواصلات. حائز على جائزة مؤسّسة عبد المحسن القطّان للكاتب الشابّ 2017، عن مجموعته القصصيّة "السيّد أزرق في السينما".


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

يحدث في كثير من الأحيان أن يحاول المرء استعادة ما قد فقده منذ سنوات، أو إعادة تجربة الشعور، أو بكلمات أدق: استخراج الركام من الذاكرة القديمة. وهذا ما حصل بعد انقطاع طويل فاق العقد؛ إذ دخلت مكتبة الجامعة محاولًا البحث عن جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة والعقاد وطه حسين وآخرين ممكن كانوا قد ارتبطوا في ذاكرة كتب الطفولة؛ المؤلفين الذين تعرّفت عليهم من كتب اختبر معلوماتك. من هو مؤلف رواية الأجنحة المتكسرة؟ ومن هو مؤلف كتاب الأيام؟ وهكذا دخلت مجددًا عالم الكتب والمكتبات لأرى رفاقي القدامى، لأكتشف الكثيرين ممن صاروا أصدقاء وأحبة أجدهم في أغلفة الكتب، وأخوض معهم رحلات عديدة.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

أعتقد أن حياة الشخص لها ما يؤثر عليها بشكل مختلف تمامًا بين الفترة والأخرى، لذا أرى أنه لا يكفيني كتاب واحدٌ لأقول إنه الأكثر تأثيرًا، إنما مجموعة تنوعت بين الأدب والفكر والفلسفة. هناك كتب تلامس روحك ودواخلك مثل "لا تقولي إنك خائفة" لجوزيبه كاتوتسيلا. وما تقرأه في الصغر من الصعب أن تنساه مثل "ماجدولين" للمنفلوطي. ويحدث أن تتعاطف مع شخصية حدّ البكاء والصراخ وتخاف عليها حتى تخشى قلب الصفحة الأخيرة مثل "دروز بلغراد" لربيع جابر. أو أن ترغب في تظليل كلمات الكتاب من أوله لآخره بالأصفر مثل "غرفة جيوفاني" لجيمس بالدوين، أو ألا تستيطع البقاء جالسًا أثناء القراءة لانفعالاتك مثل "عائد إلى حيفا" لغسان كنفاني. وهناك قائمة تطول لا أستطيع حصرها بفقرة أو فقرتين. لكن إن اخترت كتابًا واحدًا غيّر من أحمد جابر، فهي المجموعة القصصية "صوت البحر" لألبرتو مورافيا والتي أمسكت بيديّ نحو عالم كتابة القصص.

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

ربّما من الأصدق أن أجيب على هذا السؤال لحظة قراءته أو سماعه فورًا، فالكاتب المفضل هو من يخطر في بال الشخص لحظتها، وفي هذه الحالة هو بول أوستر، والذي لم يخيّب ظني فيما قرأت له من روايات، إنما يزيد الدهشة والمتعة مرة تلو الأخرى، ورواياته خليط لذيذ من الوجود والعبث والجريمة والروح الإنسانية. أما عربيًا فهو الراحل السوريّ حنا مينه، ولم أجد حتى الآن من يقبض على صدري كما يفعل هو في كتاباته.

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

أكتب انطباعاتي الشخصية عن الكتب التي لا أستطيع إخراجها من رأسي أو الشعور بارتياح إلا بعد الكتابة عنها، وهذه الملخصات أدوّنها في منصة جودريدز بتقييم شخصي وكتابة انطباعية وبعض الاقتباسات التي شكّلت جزءًا مهمًا من هوية الكتاب.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

ما زلت أفضل الكتاب الورقيّ، لكنني لا أجد مشكلة في التعامل مع الكتب الإلكترونية، إذ يحدث أحيانًا أن أقتني النسخة الورقية، وأشرع في قراءة النسخة الإلكترونية، وهكذا أتراوح بين النوعين.

  • حدّثنا عن مكتبتك؟

مكتبتي هي مكتبات، فكلّما انتقلت للعيش في مدينة، شكّلت مكتبة جديدة، وهكذا كانت لديّ مكتبة في مدينة نابلس ومدينة رام الله، غير المكتبة الأم في قريتي في مدينة جنين، والتي تحتضن ما لا تسعه مكتباتي الصغيرة، أو في نهاية المطاف هي الوحيدة المتبقية. فيها القديم والجديد، وفي العربي والأجنبيّ، وفيها المهترئ والمتنقل عبر التاريخ من يد إلى أخرى حتى وصلت إليّ، وفيها ما لا أحب لكنّني لا أقوى على التخلص منه. لا أرتّب الكتب وفق نظام معين، أو تسلسل، أو حسب اسم المؤلف أو دار النشر، إنما أحب العشوائية أن تحكم الرفوف.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

أقرأ رواية "الساعة الخامسة والعشرون" لقسطنطين جورجيو، والذي قادني إليها جملة كتبت على الغلاف "الرواية التي منعت في أوروبا كليًا حتى سنة 1949"، وكتاب عزيزي المحرّر لمحمود عبد الرازق جمعة، حتى يزداد المرء قدرة على الكتابة بشكل أفضل مما هو عليه الآن.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة علاء أبو عامر

مكتبة فاطمة إحسان