11-ديسمبر-2018

من صفحة "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات" (فيسبوك)

ألترا صوت - فريق التحرير

جاء إطلاق "معجم الدوحة التاريخي للغة العربية" ليشكل أكبر وأضخم حدث لغوي وثقافي في تاريخ اللغة العربية المعاصر، وذلك وفق الطرق العلمية العالمية، كما هي متوفرة في معجم أكسفورد الإنجليزي، أو المعجم التاريخي للغة الفرنسية، من حيث الشمولية والدقة والتوثيق للغة العربية والثقافة والأفكار، ورصد التغيرات التي طرأت وتطرأ على مفردات العربية وطاقاتها التعبيرية وتاريخيتها.

احتوى المعجم في مرحلته الأولى على 100000 مدخل لغوي، وغطَّى 700 عام، حتى سنة 200 هـ، في تتبع لتطور الكلمة العربية.

هنا مقتطفات من الكلمات التي ألقاها كل من المفكر عزمي بشارة، مدير "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات"، والباحث رمزي منير بعلبكي مدير المعجم، والباحث عز الدين البوشيخي المدير التنفيذي.


عزمي بشارة

 

ترتبط المعاجمُ التاريخيّةُ في جميع اللغات بالنهضة والتنوير، لأنّ اللغة صنوٌ لنهضةِ أيِّ أمّة، ولأنّها تلتفتُ إلى التاريخ من زاوية قبول فكرة التغيّر والتطوّر. هكذا نفهم اهتمام النهضويين بأصول اللغة.

*

 

الفوائد جمة من المعجم ويصعب حصرُها، من فهم التاريخ والتراث بدلالة المفردات في زمن استخدامها من دون إسقاط الحاضر على الماضي، واكتشاف قدرة اللغة العربية على توليد مصطلحاتٍ علميةٍ من جهة، وتبيين مرونتها في استيعاب مفردات أعجمية وتعريبها حين كانت قويةً واثقةً من نفسها من جهة أخرى.

*

 

يمكن اعتبارُ معجم الدوحة التاريخي للغة العربيّة سَبْقًا، ليس على المستوى المحلي فقط، بل على المستوى العالمي أيضًا، على الرغم من خصوصية الصعوبات التي تُميز العربية؛ وهي صعوبات تفوق أيَّ لغةٍ أخرى أُرّخ لها معجميًا.

*

 

لقد قررنا في المركز العربي للأبحاث أن نسميَه "معجم الدوحة التاريخي للغة العربية"، لأن مشروعنا هو أيضًا هديةٌ ثمينةٌ للغاية من الدوحة إلى الأمة جمعاء. ومنذ اليوم، كل من يريد أن يعرف دلالة لفظ عربي في مرحلة زمنية محددة سوف يزور معجم الدوحة التاريخي.

 

 

رمزي منبر بعلبكي

 

- كان همُّنا وسَدَمنا أن نُوائم بين أمرين، أوّلهما المعرفة التراثيّة، التي ترك لنا فيها الأجداد منجزاتٍ رائدةً يفخر بها كلّ عربيّ متشبّث بالأصالة، وثانيهما المعرفة الإنسانيّة الحديثة التي شهدت ثورة علميّة فائقة في مجال العلوم اللغويّة عامّةً وعلم صناعة المعاجم على وجه التخصيص.

*

 

لستُ أشكّ بأن نخبة المختصّين وجمهورَ المثقّفين وكلَّ من كان من أبناء هذه اللغة الشريفة ومحبّيها سوف يفرحون بالحصيلة التي ننشرها اليوم. أمّا من أراد النقد فأهلًا به وسهلًا، وذلك تجويدًا للعمل وبلوغًا به المقام الذي نرجو.

 

 

عز الدين البوشيخي

 

أن يكون لأمّةٍ معجم تاريخيّ للُغتها، معناه أن تكون قادرة على أن تجمعَ تراثها الأدبيّ والدينيّ والعلميّ والثقافيّ المبثوث في النصوص جمعًا واحدًا، مهما امتدّ في الزّمان أو انتشر في المكان، ومهما تضخّم حجمه وتفرّعت فنونه.

أن يكون لأمّة معجم تاريخيّ للُغتها معناه، في الجوهر، أن تكون قادرة على إضفاء طابع النّظام على فكر الأمّة في سيرورته التّاريخية، كما انعكس في مرآة لُغتِها.

*

 

تقتضي أمانةُ الوصف الإشارةَ إلى أن معجمنا في مرحلته الأولى عمل تأسيسيّ مُنفتح على المراحل الموالية، وقابلٌ للتّحديث المُستمر، ومفتوح أمام مشاركة العلماء والباحثين باقتراح التّصويب والتّعديل والإغناء.

*

 

أكتفي بذكر ما انفردنا بإنجازه في أمّتنا العربية على غير منوال سابق للغتنا العربيّة:إعدادُ زهاءَ مئة ألف مدخل معجمي، مرتّبة ترتيبا تاريخيّا من أقدم نقش أو نص إلى العام 200 للهجرة.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

إطلاق "معجم الدوحة التاريخي".. العربية تنتزع حضورها

عزمي بشارة.. مداخلة في إشكاليات المصطلح العربي