تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حربها الضارية على قطاع غزة، مستهدفة منازل المدنيين وخيام النازحين، في وقت يشهد فيه القطاع تدهورًا إنسانيًا كارثيًا مع غياب الوقود وشحّ المياه وتفاقم المخاطر الصحية.
وفي أحدث المجازر، ارتفع عدد الشهداء إلى 23 فلسطينيًا، بينهم 16 طفلًا، جراء سلسلة غارات عنيفة استهدفت تجمعات للنازحين منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم الأربعاء.
ارتفع عدد الشهداء إلى 23 فلسطينيًا، بينهم 16 طفلًا، جراء سلسلة غارات عنيفة استهدفت تجمعات للنازحين
ففي شمال القطاع، أسفرت الغارات الجوية على جباليا وبيت لاهيا عن استشهاد 13 مدنيًا، بينهم 9 أطفال، بعد استهداف خيام كانوا يحتمون بها من القصف المتواصل. وفي جنوب غزة، استهدفت الطائرات الحربية خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس، ما أدى إلى استشهاد 15 آخرين وإصابة عدد من الجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال.
وفي مناطق الوسط، شنت طائرة مُسيّرة غارة على مخيم النصيرات، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين، وأسفر قصف إسرائيلي عن استشهاد مواطن في منطقة الشعف بحي التفاح شرقي مدينة غزة، وآخر في استهداف لتجمع مدنيين غرب دير البلح.
وفي سياق العملية العسكرية البرية الإسرائيلية، فجّر جيش الاحتلال عدة منازل سكنية في حي الشجاعية شرق غزة، بالإضافة إلى عمليات نسف مماثلة في شمال مدينة رفح، ضمن سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها منذ بداية الحرب.
ارتفاع حصيلة الشهداء منذ استئناف العدوان
قال الهلال الأحمر الفلسطيني في تصريح خاص لـ"التلفزيون العربي"، إن عدد الشهداء في قطاع غزة تجاوز 1600 مواطن، فيما أُصيب أكثر من 4500 آخرين، وذلك منذ استئناف العدوان الإسرائيلي على القطاع. وأكدت الجمعية أن طواقمها غير قادرة على تقديم الخدمات الطبية اللازمة، بسبب إغلاق معابر غزة ومنع دخول الإمدادات، إضافة إلى الاستهداف المتكرر للمرافق الصحية والمستشفيات التي لا تزال تعمل بقدرات محدودة للغاية.
انهيار وشيك للخدمات الأساسية وتحذيرات من تفشي الأوبئة
حذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، من أن منع سلطات الاحتلال دخول وسائل الإعلام الدولية إلى غزة يُغذي الدعاية والتضليل، داعيًا إلى فتح القطاع أمام الصحافة المستقلة لتوثيق الواقع الكارثي.
وفي السياق ذاته، صرّح المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لشبكة "ABC" الأميركية أن العمليات الإنسانية في غزة تعاني من قيود شديدة، وأن استمرار منع دخول الوقود يهدد بانهيار محطات تحلية المياه والمستشفيات، وسط تحذيرات من تفشي الأمراض المعدية بسبب انعدام الصرف الصحي ونقص مياه الشرب.
أما المتحدثة باسم اليونيسف، فأكدت أن إعادة فرض وقف إطلاق النار باتت ضرورة إنسانية عاجلة، لافتة إلى أن أطفال غزة يتعرضون يوميًا، ولأشهر متتالية، لمستويات غير مسبوقة من العنف.
شهيد جديد في سجون الاحتلال
يواصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته بحق الأسرى في سجونه، إذ أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم، استشهاد الأسير مصعب حسن عديلي (20 عامًا) من محافظة نابلس، داخل أحد سجون الاحتلال. وكان عديلي قد اعتُقل في 22 آذار/مارس 2024، ويقضي حكمًا بالسجن الفعلي لمدة عام وشهر، وكان من المقرر الإفراج عنه خلال الأيام القليلة المقبلة، قبل أن يُعلن عن استشهاده في ظروف لا تزال غامضة.
هدم منازل منفّذي العمليات
أفادت القناة السابعة الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر تعليمات تقضي بهدم منازل منفّذي العمليات الفلسطينيين، حتى في الحالات التي لم تُسفر فيها تلك العمليات عن مقتل إسرائيليين، واكتفى تأثيرها بوقوع إصابات فقط. ويأتي هذا القرار، بحسب القناة، استجابةً لتوصية من مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، في إطار سياسة أكثر تشددًا في الرد على العمليات، بغضّ النظر عن نتائجها الميدانية.
الاحتجاجات تتسع وعريضة جديدة من عائلات المحتجزين
على صعيد الداخل الإسرائيلي، تتزايد الضغوط على حكومة نتنياهو لوقف الحرب، إذ وقّع 250 من ذوي المحتجزين الإسرائيليين على عريضة لدعم مطلب جنود الاحتياط بوقف العمليات العسكرية في غزة، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.
وبحسب تقارير إسرائيلية، تجاوز عدد الموقعين على العرائض المطالبة بوقف الحرب وإتمام صفقة تبادل الأسرى 120 ألف شخص، بينهم 10 آلاف من جنود الاحتياط والجنود السابقين، كما أعلن 70 طبيبًا عسكريًا في الاحتياط انضمامهم رسميًا إلى العرائض.
آيزنكوت يهاجم الحكومة: الحرب تسير نحو المجهول
في انتقاد جديد للقيادة السياسية الإسرائيلية، صرّح عضو مجلس الحرب الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، أن "الحرب في غزة تسير في اتجاهات سيئة ويجب إنهاؤها من موقع قوة". وانتقد آيزنكوت ارتباك المجلس الوزاري المصغّر بقيادة نتنياهو، واصفًا إياه بـ"غير الكفء"، مطالبًا بتغييره الفوري.
كما وجّه انتقادات لاذعة إلى رئيس فريق التفاوض، رون ديرمير، قائلًا: إنه "غير مناسب لهذه المهمة"، في إشارة إلى إخفاق حكومة الاحتلال في التقدّم نحو اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين في غزة.