30-أغسطس-2019

مقهى منعم، الشهير بـ"قهوة سيد درويش" في حي كوم الدكة بالإسكندرية (أحمد إبراهيم)

إذا ذكرت مدينة الإسكندرية لغير الإسكندرانيين في مصر، فالبحر أول ما  يرد الخاطر. لكن مدينة استثنائية مثل الإسكندرية كان لا بد لها من وجهات وملامح أخرى تضيف لتفردها، منها مقاهيها التي تروي تاريخ المدينة بالقهوة والشاي.

اشتهرت الإسكندرية بالعديد من المقاهي التي كانت ولا تزال شاهدًا على تاريخ المدينة الحديث منذ ما يزيد على 100 عام

اشتهرت الإسكندرية بالعديد من المقاهي، بعضها كان شاهدًا على توثيق تاريخ المدينة، فقد كانت المقاهي ملتقى السياسيين والفنانين والأدباء منذ ما يزيد على 100 عام وحتى الآن، الأمر الذي يشعرك عند المرور بعتبات هذه المقاهي أنك مررت ببوابة تاريخية.

 

وللمقاهي، مثل كل شيء في الإسكندرية- مذاق استثنائي. لذا، لمن ينتوي زيارة الإسكندرية، هنا قائمة ببعض أبرز مقاهي المدينة التاريخية.

1. القهوة العالية أم سلالم

على بعد خطوات قليلة من محطة قطارات مصر، والتي تعد المنفذ البري الرئيسي للإسكندرية، تقع القهوة العالية "أم سلالم"، أشهر وأقدم ما يجاور المحطة العتيقة من مقاهٍ، والتى يدل اسمها المميز على ارتفاعها بعض الشيء عن الطريق العام.

القهوة العالية أم سلالم

إذا كنت قادمًا من سفر طويل بالقطار، فإن المقهى الذي تأسس عام 1934، سيكون وجهتك الأولى في "مدينة الرب"، كونه قريبًا من محطة القطار ما يجعله المكان الأمثل لالتقاط الأنفاس من طول الطريق، واحتساء الشاي أو القهوة، وغيرهما من المشروبات التى يقدمها المقهى.

2. علي الهندي

على مقربة من ميدان المنشية الشهير يقع مقهى علي الهندي. ورغم أن المقهي قريبٌ من أشهر ميادين الإسكندرية، لكن الوصول إليه ليس سهلًا على الإطلاق، ولعل ذلك ما يميزه.

يقع المقهى في الوسط بين ثلاث عمارات أثرية تحيط به، فلا يمكن الدخول إليه إلا عبر ممرات ضيقة، غير واضحة لمن لا يعلمها، أحدها مثلًا داخل محل تجاري.

قهوة علي الهندي

وللمقهى ذاكرة تاريخية، فقد كان يُسمى "خبّيني" أي "خبئني"، وهو اسم اشتهر به إذ استخدم مخبأً في كل الأحداث البارزة التي عرفتها مصر، بدايةً من الحرب العالمية الأولى.

تأسس المقهى سنة 1882 من قبل سيدة يونانية تدعى ماريا خرتيوباس بمشاركة المصري علي الهندي، الذي بات مالك المقهى منفردًا بعد رحيل شريكته اليونانية عن مصر. والآن صار المقهى إرثًا لذريته.

3. البورصة التجارية

بين المنشية ومحطة الرمل يقع أحد أشهر مقاهي الإسكندرية، على الكورنيش مباشرة، على مساحة تصل إلى 600 متر مقسمة إلى ثلاثة أروقة، أبرزها الرواق الذي اشتهر باجتماع الأدباء والمثقفين فيه، وهو المطل على البحر مباشرة.

الرواق الثاني، هو الرواق الوسطاني، وهو الأكثر ضجيجًا كونه المخصص للأصدقاء وللعب الدومينو والطاولة. والأخير هو الرواق الخلفي، ويُعرف بـ"الممر"، اعتاد النشطاء السياسيون على ارتياده.

قهوة البورصة التجارية

يرجع تاريخ تأسيس مقهى البورصة إلى عام 1890. ومذاك والمقهى حاضر في كل الأحداث ذات التأثير، من مقاومة الاحتلال الإنجليزي وثورة 1919 وحتى ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011، إذ كان المقهى الملتقى الأول للنشطاء السياسيين.

4. قهوة فاروق

أشهر مقاهي بحري على الإطلاق. وترجع شهرة المقهى إلى عام 1938، أثناء مرور الملك فاروق أمامه قاصدًا قصر رأس التين، لتعترض السيدة اليونانية ماري ليوناتي، صاحبة المقهى، طريق الموكب الملكي، وتدعو الملك الشاب لتناول الشاي، فيوافق الملك وينزل من سيارته ليتناول الشاي والشيشة.

قهوة فاروق

 أعجب الملك بكرم ماري وحسن ضيافتها، فأغدق عليها الأموال، وهو ما دفعها إلى تغيير اسم المقهى من كالميرا إلى فاروق، وصنع العديد من التيجان النحاسية التي تحمل اسم فاروق وأول حروف اسمه، لتظل تلك القصة التي تبلغ 82 عامًا، حاضرة إلى اليوم على لسان عمال المقهى ورواده، ويظل اسم المقهى مرتبطًا بآخر ملوك مصر.

5. قهوة منعم

المقهى الأخير في القائمة، ذو ارتباط بالشيخ سيد درويش. يقع المقهى في حي كوم الدكة، على مقربة من منزل سيد درويش الذي اعتاد ارتياده.

يُعرف المقهى أيضًا بـ"قهوة سيد درويش"، إذ كان الموسيقار المصري الإسكندراني يلتقي فيه بزملائه الفنانين، لذا فإن المقهى المؤسس سنة 1913، يمتلئ بصور سيد درويش وسيرته وحكاياته.