24-يوليو-2020

هل تبدأ جولة جديدة من التصعيد الأمريكي الإيراني؟ (رويترز)

ألترا صوت – فريق التحرير

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن مقاتلتين أمريكيتين اقتربتا من طائرة ركاب إيرانية كانت تقل مدنيين إلى مطار بيروت الدولي أثناء عبورها للأجواء السورية، وذلك في أحدث مواجهة غير مباشرة بين طهران وواشنطن، من المتوقع أن تؤدي للمزيد من التصعيد في المنطقة بين الطرفين، وبالأخص أنها تأتي بعد أسابيع من توقيع اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري بين طهران والنظام السوري.

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن مقاتلتين أمريكيتين اقتربتا من طائرة ركاب إيرانية كانت تقل مدنيين إلى مطار بيروت الدولي أثناء عبورها للأجواء السورية

وقالت وكالة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية يوم الخميس، إن مقاتلة إسرائيلية واحدة اقتربت من طائرة ركاب إيرانية في المجال الجوي السوري، لكنها عادت مصححة الخبر بقولها إن مقاتلتين أمريكيتين اقتربتا من طائرة ركاب إيرانية في المجال الجوي السوري مما دفع الطيار إلى تغيير الارتفاع سريعًا لتجنب الاصطدام، ما تسبب في إصابة عدد من الركاب.

اقرأ/ي أيضًا: قبل الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن.. اتفاق إيراني عراقي يخلط الأوراق

كما أوضحت الوكالة الإيرانية أن قائد الطائرة الإيرانية بعد اتصاله بقائدي المقاتلتين بغرض تحذيرهما للحفاظ على مسافة آمنة عرفا عن نفسيهما بأنهما أمريكيان، غير أن وكالة رويترز نقلت على لسان مسؤولين أمريكيين أن مقاتلة أمريكية واحدة من طراز F-15 دخلت مجال رؤية طائرة الركاب الإيرانية لكنها ظلت على مسافة آمنة منها.

وأظهر تسجيل مصور نشر على منصة تويتر للتواصل الاجتماعي أن مقاتلة أمريكية من طراز F-15 اقتربت من الطائرة الإيرانية، وخلال التسجيل ظهر رجل كان على وجهه دماء، قال إن رأسه اصطدم بسقف الطائرة أثناء تغيير الارتفاع، إضافةً لإظهار أحد الركاب المسنين ممددًا على الأرض، ونقل عن رئيس مطار بيروت أن جميع ركاب الطائرة خرجوا بسلام مع وجود بعض الإصابات الطفيفة.

تعود ملكية الطائرة لشركة ماهان إير الإيرانية التي تتهمها واشنطن وتل أبيب بأنها تعمل منذ فترة طويلة على نقل الأسلحة لمقاتلي الجماعات المسلحة التي تقاتل في سوريا والعراق بدعم من إيران، واستهدفت وزارة الخزانة الأمريكية الشركة في عام 2011 بعقوبات اقتصادية بسبب تقديمها الدعم المالي مع أنواع أخرى من الدعم للحرس الثوري الإيراني.

من جهتها، أوضحت القيادة المركزية للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط في بيان لها أن طائرة أمريكية من طرازF-15 قامت خلال "مهمة جوية روتينية" بإجراء "معاينة بصرية قياسية" للطائرة الإيرانيةالمملوكة لشركة خاصة على مسافة قريبة تبلغ حوالي ألف متر، وأضافت بأن التفتيش وقع بالقرب من قاعدة التنف الجوية على المثلث الحدودي في البادية السورية مع العراق والأردن.

وفيما لم تضف القيادة المركزية المزيد من الشرح عن الأسباب التي أدت لإجراء عملية التفتيش، فإنها أشارت إلى أن الاقتراب من الطائرة كان وفقًا للمعايير الدولية المحددة بمسافة أمان تبلغ ألف متر، في حين صرح مسؤول دفاعي لشبكة CNN الأمريكية بأن مقاتلتين من طراز F-15 اقتربتا من الطائرة الإيرانية، لكنه جرى إرسال مقاتلة واحدة فقط لتحديد الهوية البصرية.

وردت طهران على التقارير التي وصلتها بشأن اقتراب المقاتلة الأمريكية من الطائرة الإيرانية عبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، الذي أشار إلى أن "التفاصيل قيد التحقيق وبعد استكمال المعلومات سيتم اتخاذ الإجراءات السياسية والقانونية اللازمة"، لافتًا إلى أن بلاده تحمل واشنطن مسؤولية أمان الطائرة أثناء رحلة العودة.

في الوقت الذي أكدت وكالة إرنا الإيرانية على أنه من المتوقع أن تكون أول خطوة تتخذها طهران في إطار الرد على الحادثة، هي خلال اللجوء لاتخاذ إجراءات دبلوماسية وقانونية بهدف إعلان الاحتجاج الرسمي من قبل طهران اتجاه ما وصفته بـ"القرصنة الجوية" من المقاتلات الأمريكية بـ"تهديد أرواح ركاب الطائرة المدنية".

وشهدت المنطقة توترًا متصاعدًا منذ إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب واشنطن من جانب أحادي من الاتفاق النووي الإيراني مع ست قوى دولية في عام 2018، فضلًا عن إعلانه إعادة فرض حزمة من العقوبات الاقتصادية المشددة على كيانات وشخصيات إيرانية، بلغت ذروتها بتأثيرها على سلامة صادرات النفط من منطقة الخليج خلال العام الماضي.

ويأتي تعرض المقاتلات الأمريكية للطائرة الإيرانية قرب قاعدة التنف الجوية، بعد بضعة أسابيع من توقيع الحكومة الإيرانية مع النظام السوري اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري بين الطرفين، على أن تشمل بنودها تطوير أنظمة الدفاع الجوي للنظام السوري، الأمر الذي أرجعته مصادر إيرانية إلى أنه جاء ضمن استراتيجية طهران للتصدي للغارات الإسرائيلية ضد مواقعها في سوريا.

اقرأ/ي أيضًا: هل ينتقل التصعيد الأمريكي الإيراني من العراق إلى سوريا؟

وكانت مقاتلات إسرائيلية قد نفذت غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية ليل الاثنين - الثلاثاء قرب مطار دمشق الدولي، وجنوب سوريا قرب الجولان السوري المحتل، وذلك في أحدث استهداف للمواقع العسكرية الإيرانية في سوريا، وأشارت تقارير عبرية إلى أن طائرة شحن الإيرانية من طراز بوينغ 747 التابعة لشركة FARS AIR Qeshm التي تعمل في خدمة الحرس الثوري، قد أقلعت من طهران الأحد الماضي قبل أن تغادر بعد هبوطها في مطار دمشق لمدة سبع ساعات عائدة إلى طهران.

يأتي تعرض المقاتلات الأمريكية للطائرة الإيرانية قرب قاعدة التنف الجوية، بعد بضعة أسابيع من توقيع الحكومة الإيرانية مع النظام السوري اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري بين الطرفين

كما نقل موقع صحيفة يديعوت أحرنوت العبري عن محللين إسرائيليين قولهم إن المقاتلات استهدفت بالأساس منظومات دفاع جوي وصلت إلى سوريا في رحلات شحن من إيران، مرجحًا أن تكون هذه الشحنات شملت أيضًا أجهزة وعتادًا لتحسين دقة الصواريخ الموجودة لدى حزب الله اللبناني، مضيفًا أنه من المحتمل أن تكون شحنات الأسلحة والعتاد التي وصلت إلى سوريا في الأيام الأخيرة مرتبطة باتفاقية تعزيز التعاون العسكري مؤخرًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 في أول رد إيراني على حريق نطنز: طهران تؤكد امتلاكها صواريخ على ساحل الخليج