13-مارس-2025
تهدف مفاوضات الدوحة إلى التوصل لاتفاق جديد يمدد وقف إطلاق النار في غزة (GETTY)

تهدف مفاوضات الدوحة إلى التوصل لاتفاق جديد يمدد وقف إطلاق النار في غزة (GETTY)

تتواصل المفاوضات غير المباشرة في العاصمة القطرية الدوحة بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات جديدة، سواء لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو للانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية.

هذا، وأفادت مصادر إعلامية إسرائيلية، بأن المفاوضات الجارية في الدوحة، والتي يشارك فيها المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد أحرزت تقدمًا طفيفًا.

أكدت حركة حماس أنها تعاملت بإيجابية مع جميع مراحل التفاوض وأبدت مرونة، في حين أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يراوغ في تنفيذ الاتفاقات، بما يتناقض مع الجهود الدولية ومساعي الوسطاء لإنهاء الحرب وترسيخ التهدئة

تقدم طفيف

ونقلت القناة 12 العبرية، عن مسؤول إسرائيلي، بأن مفاوضات الدوحة تشهد تقدمًا، مما يفتح المجال أمام التوصل إلى تفاهمات جديدة. وأشارت إلى أن المباحثات تتناول مبادرة قدمها المبعوث الأميركي، تتضمن الإفراج عن عدد محدود من المحتجزين الإسرائيليين في غزة مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.

من جانبها، ذكرت القناة 14 أن الوفد الإسرائيلي قرر تمديد إقامته في قطر، وهو ما اعتبرته إشارة إلى إحراز تقدم في المفاوضات بين الجانبين.

أما صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد نقلت عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين تفاؤلهم الحذر إزاء سير المفاوضات، مشيرة إلى تحقيق تقدم طفيف. وأضافت أن المسؤولين الأميركيين يسعون إلى تفادي العودة إلى التصعيد العسكري.

وأفادت تقارير إعلامية بأن المفاوضات الجارية تتناول إمكانية الإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين، إلا أن مصدرًا مطلعًا نفى ذلك لـ"يديعوت أحرونوت"، مؤكدًا أن فرص التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن ضئيلة للغاية.

وفي السياق ذاته، صرّح مصدر سياسي للقناة 13 بأن الأنباء المتداولة حول عرض يتضمن إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا غير صحيحة، واصفًا إياها بـ"التقارير الكاذبة"، مشددًا على أنه لم يتم تقديم أي اقتراح رسمي بهذا الخصوص.

رغبة أميركية باستمرار وقف إطلاق النار

من جهته، أفاد مراسل "التلفزيون العربي" في الأراضي المحتلة، أحمد دراوشة، بأن الأوساط السياسية في إسرائيل تترقب نتائج المفاوضات الجارية في الدوحة، وسط حالة من الترقب بشأن مستقبل التهدئة في قطاع غزة.

وخلال الأيام الماضية، أوردت وسائل إعلام عربية أن واشنطن أرسلت رسائل واضحة إلى تل أبيب تفيد برغبتها في استمرار التهدئة وعدم العودة إلى الحرب، وهو ما انعكس على الموقف الإسرائيلي، حيث تراجعت التهديدات بشن هجوم جديد على غزة، لا سيما من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي التزم الصمت منذ خطابه الأخير في الكنيست. في المقابل، بقيت الدعوات لاستئناف القتال محصورة داخل تيار "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد نقلت عن مصادر أميركية أن إدارة ترامب تفضل الإبقاء على التهدئة في غزة، رغم تأرجح مواقفها خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك قبل أن يخفض المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سقف المطالب الأميركية قبيل زيارته إلى الدوحة.

من جهتها، أكدت حركة حماس أنها تعاملت بإيجابية مع جميع مراحل التفاوض وأبدت مرونة، في حين أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يراوغ في تنفيذ الاتفاقات، بما يتناقض مع الجهود الدولية ومساعي الوسطاء لإنهاء الحرب وترسيخ التهدئة.

انتقادات لنتنياهو

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "معاريف" عن الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يادلين، تصريحات تعكس انتقاده الشديد لسياسات الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع الحرب على غزة. وأوضح يادلين أنه كان من الممكن التوصل إلى صفقة الصيف الماضي، ما كان سيؤدي إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين وإنهاء الحرب مبكرًا، مضيفًا أن إسرائيل أضاعت فرصة بدء المفاوضات منذ اليوم الخامس عشر من وقف إطلاق النار السابق، وربما لو فعلت ذلك لكانت قد استعادت جميع المحتجزين بحلول اليوم.

في المقابل، عبّر يادلين عن معارضته لإجراء مفاوضات مباشرة بين واشنطن وحركة حماس، لكنه أشار إلى أن السياسة غير الحكيمة التي انتهجتها حكومة بنيامين نتنياهو هي ما دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ هذا المسار. ولفت إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مصمم على فرض وقف إطلاق النار بأي ثمن عبر مبعوثه ستيف ويتكوف، مشيرًا إلى أن هذه هي النتيجة الحتمية في نهاية المطاف.

كما نقلت صحيفة "معاريف" عن زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي، يائير غولان، انتقاداته الحادة لحكومة بنيامين نتنياهو، متهمًا إياها بعدم السعي لإنهاء الحرب، بل العمل على إبقاء البلاد في حالة طوارئ دائمة. وأشار غولان إلى أن الإدارة الأميركية، سواء في عهد الرئيس جو بايدن أو الرئيس دونالد ترامب، تُظهر اهتمامًا أكبر بمصير المحتجزين الإسرائيليين مقارنةً بنتنياهو نفسه، معتبرًا ذلك دليلًا على فشل القيادة الإسرائيلية في التعامل مع هذا الملف الحساس.

اجتماع مع مبعوث الرئيس الأميركي

بالتوازي مع ذلك، اجتمع وزراء خارجية عرب أمس الأربعاء في الدوحة مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لمناقشة جهود إعادة إعمار غزة، في ظل الدمار الواسع الذي خلفته العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.

وفقًا لما أوردته وزارة الخارجية المصرية، تناول الاجتماع الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، حيث تم الاتفاق مع المبعوث الأميركي على استمرار التشاور والتنسيق بشأن هذه الخطة، باعتبارها الأساس لجهود إعادة الإعمار في القطاع.

تصريحات ترامب

وفي سياق متصل، أعرب المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حازم قاسم، أمس الأربعاء، عن ترحيبه بما وصفه بتراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن دعوات تهجير سكان قطاع غزة، مشددًا على ضرورة أن ينأى بنفسه عن تبني رؤية اليمين الصهيوني المتطرف.

وجاءت تصريحات قاسم عقب تصريح أدلى به ترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن، حيث قال فيه: "لا أحد يطرد أي فلسطيني من غزة"، ردًا على سؤال حول موقف إدارته من القضية.

وقال قاسم في تعليقه على ذلك: "إذا كانت تصريحات الرئيس الأميركي تعكس تراجعًا عن فكرة تهجير أهالي قطاع غزة، فهي خطوة مرحب بها، وندعو إلى استكمال هذا الموقف بإلزام الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ جميع بنود اتفاق وقف إطلاق النار".

استمرار منع دخول المساعدات

ورغم أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لا يزال ساريًا، رغم الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، فضلًا عن استمرارها في منع وصول الإمدادات الأساسية من غذاء ودواء وكهرباء إلى السكان.

وفي هذا الإطار، أعرب رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه الشديد، محذرًا من أن المخزونات في قطاع غزة تتضاءل بوتيرة سريعة، في ظل استمرار إغلاق إسرائيل لمعابر المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس/آذار الجاري.