22-مارس-2018

صفوان داحول/ سوريا

مغناة لأمي!

الإبرة والخيْطِ اللذيْن تدَبّرتْ بِهمَا

سراويلَنا في موضعِ الرُكبة

والثقوبُ فِي حقائب القِماشِ

لا يزالانِ هُناكَ فِي دُرْجِهَا

تشبُكُهما كُلَّ صباحٍ

ترتقُ بهمَا الوَقتَ وتَقدَّمُه لضُيوفِها بحَفَاوَةٍ

 

الخَمْسةُ فَناجِينَ والصِينيةُ النُّحاسُ

لا تزالُ هناكَ عَلَى طاولتِها

وقُهوتُها تُعمّرُ بِهَا فرحًا خفيفا

وتغسلُ بِه كدَرَ الأيَّام

وأحزانَ النسوةِ

 

كلماتُها الطَيّبةُ الآتيةُ مِنْ إيقاعاتِ قلبِها

لَا تزالُ فِي بَابَ البيتِ

تجبرُ الخَواطرَ

وتحتفِي بالمَّاريِن فِي أرْضِ الدارِ

إلَى مصائرِهم

 

الحِكمةُ لا تزالُ هناكَ

تلمعُ فِي عينٍ تسعينيةٍ

تستدلُّ بِها عَلى دربِ السعادةِ

كأنّه خَطٌّ من خطوطِ كفّيها

دليلُها ودليلُ الجَّارات إلَى بَابِ الجَّنّةِ

 

زيتُ الزيتونِ والأعشابُ

وأصَابِعُها الرَؤوفةِ لَا تَزالُ عَلَى أهْبةٍ

تُعالجُ سَوادَ القلبِ

وسوادَ الأيامِ

وتٌعيدُ كُلَّ مُتعبٍ إلَى بيتِهِ مُعافًى

حَائِرًا فِي سحرِ يديْها

 

ظلّ!

أنت الواقفُ في ظلّي

سِرْ خطوتين أو ثلاثًا

عنِّي

كي يصير لك ظلّك

 

الوقت

أنتم،

المُمسكون بالوقت الراهن على أعناقنا

هل نسيتم أثَر حبالِه

حول أعناقكم؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

فوضى الخيط

تمارين النسيان