18-مارس-2025
بوتن وترامب

تدرس إدارة ترامب الاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم (رويترز)

يُجري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، محادثة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في خطوة يراها المراقبون حاسمةً لمصير مقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، الذي طرحته الإدارة الأميركية قبل أسبوعين. ويُتوقع أن يكون الرد الروسي على هذا المقترح عاملًا محددًا في طبيعة العلاقات بين واشنطن وموسكو خلال الفترة المقبلة.

ووفقًا لوكالة "رويترز" للأنباء، لم يدّخر ترامب جهدًا في التقارب مع روسيا، ففي الوقت الذي هدد فيه الحلفاء بفرض رسوم جمركية، وعلق المساعدات العسكرية لأوكرانيا مؤقتًا، وألقى باللوم على زيلينسكي في إطالة أمد الحرب، أبدى تفهّمًا لدوافع روسيا الحربية، وقدم لها عدة تنازلات.

وفي حال صحّت المعلومات التي أوردتها "رويترز" نقلًا عن مصادر أميركية، بشأن دراسة ترامب الاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، فسيكون ذلك تأكيدًا إضافيًا على تحوّل خارطة التحالفات الأميركية، وتعزيز العلاقات مع موسكو على حساب أوكرانيا وأوروبا.

تدرس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حسب عدة مصادر، الاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014،

المحادثة المرتقبة

استبق ترامب محادثته المرتقبة مع بوتين، التي ستتناول جهود إحلال السلام في أوكرانيا، بالإعلان عن توصل الفريقين التفاوضيين الروسي والأميركي إلى توافق بشأن "العديد من عناصر اتفاق السلام النهائي المتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية"، مع الإشارة إلى بقاء بعض النقاط العالقة التي لا تزال بحاجة إلى حلول. وكانت موسكو قد شددت على ضرورة الحصول على ضمانات حقيقية قبل الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار المقترح.

وفي هذا السياق، أكدت روسيا على ضرورة التزام أوكرانيا بالحياد ورفض انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إضافةً إلى رفض نشر أي قوات حفظ سلام تابعة للحلف في أوكرانيا تحت أي مسمى، وهو ما تعتبره كييف تدخلًا روسيًا في شؤونها الداخلية.

وكان ترامب قد كشف في وقت سابق أن المفاوضات تناولت قضايا حساسة مثل "تقاسم الأراضي ومحطات الطاقة"، دون تقديم تفاصيل إضافية، مؤكدًا رغبته في إنهاء الحرب، بقوله: "ربما نستطيع، وربما لا، لكنني أعتقد أن لدينا فرصة جيدة جدًّا".

اختبار لمهارات ترامب التفاوضية

وصفت "رويترز" المحادثة المرتقبة بين ترامب وبوتين بأنها "محادثة عالية المخاطر"، مشيرةً إلى أنها ستكون "اختبارًا حقيقيًا لمهارات ترامب التفاوضية، ومدى صحة مزاعمه بشأن قدرته على إبرام الصفقات، فضلًا عن اختبار لعلاقته مع بوتين، التي أثارت قلق حلفاء الولايات المتحدة التقليديين".

وتشير الوكالة إلى أن بوتين يعد مفاوضًا صعب المراس، وتنقل عن الباحثة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ماريا سنيجوفايا، قولها: "هناك خطر من أن يحاول بوتين إحداث جلبة كبيرة خلال المحادثة، متظاهرًا بالموافقة على بعض البنود، بينما يسعى في الوقت نفسه إلى انتزاع تنازلات إضافية من الجانب الأوكراني". وتضيف: "أسوأ سيناريو محتمل هو أن ينجح بوتين في إقناع ترامب بإمكانية التوصل إلى صفقة واعدة مع روسيا، ما قد يؤثر على مستقبل العلاقات الأميركية الأوروبية".

وتلفت "رويترز" إلى أن ترامب انتهج سياسة تقارب غير مسبوقة مع موسكو منذ توليه الرئاسة، في الوقت الذي نفّر فيه حلفاء واشنطن عبر فرض رسوم جمركية، واقتراح ضم كندا، وحتى السعي للاستحواذ على جزيرة غرينلاند.

الاعتراف بالسيادة الروسية على القرم؟

وفقًا لعدة مصادر أميركية، تدرس إدارة ترامب الاعتراف رسميًا بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو عام 2014، وذلك كجزء من اتفاق سلام مستقبلي محتمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا. كما أفادت المصادر بأن مسؤولين في الإدارة الأميركية ناقشوا إمكانية حثّ الأمم المتحدة على اتخاذ خطوة مماثلة.

يُذكر أن معظم دول العالم لا تعترف بسيادة روسيا على القرم، وترفض كييف التنازل عن أي جزء من أراضيها التي استولت عليها موسكو، بما فيها شبه الجزيرة الاستراتيجية. في المقابل، يؤكد الكرملين أن القرم "جزء لا يتجزأ من روسيا"، وهي مسألة "أُغلقت إلى الأبد"، وفقًا لما يصرّ عليه المسؤولون الروس.