03-يناير-2025
أطفال وسط الدمار في جباليا (GETTY)

أطفال وسط الدمار في جباليا (GETTY)

دخل النازحون في قطاع غزة العام الجديد وهم يعانون من بردٍ قارس داخل الخيام التي غمرتها المياه، وفي المدارس التي تحوّلت إلى ملاجئ، مع دخول العدوان الإسرائيلي شهره السادس عشر.

ويتحدث تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن أنه بعد أكثر من عامٍ على حرب إسرائيل على غزة، أصبح سكان القطاع يعيشون في خيامٍ مؤقتة، وأصبح العثور على ما يكفي من الطعام والمياه النظيفة محنةً يومية.

دمّرت الهجمات الإسرائيلية المتكررة المنطقة، وأصبحت الشوارع خاليةً والمباني مهدمة. وفي الأسبوع الماضي، أمر الجيش الإسرائيلي مرةً أخرى السكان المتبقين في أجزاء من شمال غزة بالمغادرة إلى مدينة غزة

وخلال الأيام القليلة الماضية، تحمّل سكان غزة عواصف أمطارٍ شتويةٍ باردة، وتحدث مسؤولون في قطاع الصحة بغزة عن وفاة رضعٍ جراء البرد الشديد.

وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، قضى النازح عواد عبيد، وهو سائق سيارة أجرة سابق، يومين متجمعًا مع أطفاله في خيمةٍ غمرت نصفها المياه. وقال للصحيفة الأميركية إنه بالكاد كان قادرًا على شراء ما يكفي من الدقيق لإطعام أولاده، ناهيك عن شراء بطانيات ومعاطف جديدة.

وأضاف: "الليلة سنغطي أنفسنا ببطانياتٍ لا تزال غارقة في الماء، لأن أشعة الشمس لم تكن كافيةً حتى تجفّ البطانيات".

أما في شمال غزة، حيث تشنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليةً عسكريةً منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر ضد ما تقول إنه عناصر لحركة حماس في المنطقة، فقد نزح منها أكثر من 100 ألف شخص.

وقد دمّرت الهجمات الإسرائيلية المتكررة المنطقة، وأصبحت الشوارع خاليةً والمباني مهدمة. وفي الأسبوع الماضي، أمر الجيش الإسرائيلي مرةً أخرى السكان المتبقين في أجزاء من شمال غزة بالمغادرة إلى مدينة غزة.

وأعربت المنظمات الإغاثية عن أسفها لتدهور الوضع الإنساني في شمال غزة، فيما تدّعي إسرائيل أنها تسمح بدخول مساعداتٍ إنسانيةٍ كافية إلى المنطقة.

بدوره، تحدّث مدرس اللغة الإنجليزية في جباليا، منتصر بهجة، عن أنه كان محظوظًا بما يكفي لعثوره على شقةٍ فارغةٍ في مدينة غزة لإيواء عائلته. وفي محاولةٍ عبثيةٍ لتجنب البرد، ألصق غلافًا بلاستيكيًا على إطارات النوافذ التي تحطّمت جراء القصف.

وخلال العاصفة الممطرة، خفّ صوت الضربات الجوية الإسرائيلية الثابت، وأصبحت تُسمع الانفجارات بعيدًا في بعض الأحيان، كما يشير بهجة. ولكن بعد ذلك، في ليلة رأس السنة الجديدة، عندما بدأت الأمطار الغزيرة بالتوقف، استؤنف القصف في جميع أنحاء شمال غزة. وقال بهجة: "كنا نأمل أن تنتهي الحرب بحلول العام الجديد، لكن بدلًا من ذلك، كان هناك قصفٌ طوال الليل".

بالنسبة لسكان غزة، جلبت تقارير التقدّم في مفاوضات التوصل إلى اتفاق تهدئة موجةً من التفاؤل، لكن سرعان ما تبعتها خيبة أملٍ واسعة مع توقف المحادثات. وقال عبيد: "نظرنا عبر فيسبوك إلى مقاطع الفيديو للجميع في الخارج وهم سعداء ويحتفلون بالعام الجديد مع أطفالهم. وفي الوقت نفسه، ما زلنا نتعرض للقصف والجوع والبرد".