09-ديسمبر-2017

وقفة احتجاجية في دوما تنديدًا بقرار ترامب (ياسر الدوماني)

لم تستثمر آلة إعلام النظام السوري حتى اللحظة إعلان ترامب مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، وعلى غير العادة تناولت الصحف الرسمية وصفحات الموالاة على مواقع التواصل هذا الحدث بحياد غريب، وغابت اللغة التصعيدية وعبارات الممانعة.

تناولت الصحف الرسمية وصفحات الموالاة في سوريا إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل بحياد غريب وغابت اللغة التصعيدية وعبارات الممانعة

بيانان صدرا عن رئاسة النظام ووزارة الخارجية تحدثا بنفس اللغة المقتضبة، واقتصر بيان رأس النظام على عبارات عمومية: "إن مستقبل القدس لا تحدّده دولة أو رئيس، بل يحدّده تاريخها وإرادة وعزم الأوفياء للقضية الفلسطينية، التي ستبقى حيّة في ضمير الأمة العربية، حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

أما بيان وزارة الخارجية فكرر نفس العبارات التي اعتاد النظام تردادها في مناسبات مشابهة عن تفكك الأمة والتخوين: "إن سوريا حذرت على الدوام من أن حالة التشرذم والانقسام في الصف العربي وتبعية بعض الأنظمة العربية لإملاءات الإدارة الأمريكية ألحق أكبر الضرر بالمصالح العليا للأمة العربية".. وانتهى البيان بالتأكيد أن القضية الفلسطينية "شكلت على الدوام بوصلة السياسة الخارجية السورية، ستبقى حية بإرادة الأحرار والشرفاء من أبناء الأمة العربية، وأن تعزيز الموقف العربي المقاوم يشكل الرد الأمثل لإفشال المخططات المعادية للأمة".

اقرأ/ي أيضًا: تونس تنتفض من أجل القدس.. إجماع وطني ومسيرات حاشدة

شوارع دمشق المحايدة إلا..

صمتت شوارع دمشق التي يبدو أنها لم تتلقَ أي إيعازات بالخروج، والتعبير عن موقفها مما يحصل في أهم قضاياها التي طالما اعتبرتها قضيتها المركزية، واحتضنت رموزها ولاجئيها في أكبر مخيمات الشتات عدداً ورمزية (مخيم اليرموك)، ولكن ذلك لم يحصل هذه المرة.

وحدها أحياء جنوب العاصمة التي تضم ما بقي من لاجئي فلسطين ونازحي الجولان خرجت تهتف للأقصى في مخيم اليرموك ويلدا وببيلا، وهي التي تخضع لقوات المعارضة، وتعيش حصارًا بائسًا، مع ذلك لم تنتظر أية أوامر للتعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني في محنته التاريخية.

وحدها أحياء جنوب دمشق التي تضم ما بقي من لاجئي فلسطين ونازحي الجولان خرجت تهتف للأقصى وهي التي تخضع لقوات المعارضة وتعيش حصارًا بائسًا

في اللاذقية وحلب أيضاً كان صوت المخيمات الفلسطينية عالياً في محيط صامت دون مبرر، وخرجت الجماهير الفلسطينية في مخيم النيرب بحلب ومخيم الرمل باللاذقية معبرة عن انتمائها الأزلي لفلسطين ووقوفها مع القدس في محنتها.

الغوطة المحاصرة.. محاصرة وحاضرة

بالرغم من حصارها المرعب وحالات الموت بالجوع والمرض ونقص الدواء الذي تعاني منه غوطة دمشق الشرقية، والقصف الذي يطال مدنها وقراها إلا أن سكانها وخصوصاً في مدينة دوما خرجوا مؤيدين للقدس وحاملين شعارات المصير الواحد والمأساة الواحدة.

ونشر الناشط الإعلامي في الغوطة المحاصرة ياسر الدوماني صوراً من وقفة احتجاجية لأهالي دوما رفعوا فيها شعارات: "رغم الحصار رغم الجراح رغم المآسي سننتصر لقدسنا"، "عندما تتحرر الشعوب من القيود القدس ستعود"..

وتعيش غوطة دمشق حالة من الحصار الخانق التي أودت بحياة العشرات من الأطفال والمرضى من كبار السن، وبالرغم من دعوات الأمم المتحدة لإخراج حوالي 500 شخص للعلاج خارجها إلا أن النظام لم يستجب لتلك الدعوة التي مضى عليها أكثر من شهر.

اقرأ/ي أيضًا: حصار مطبق على الغوطة الشرقية.. وأطفالها يموتون جوعاً

جامعة إدلب.. تنتفض

في مدينة إدلب، التي تسيطر عليها المعارضة السورية، خرج شباب جامعتها في مظاهرة كبيرة مناصرة للأقصى والقدس، وحملت شعارات "لبيك يا أقصى"، "أنقذوا هوية القدس".. وذلك بحسب وكالة "بلدي نيوز" المعارضة، وتحدث الخبر الذي نشرته، عن تظاهرات خرجت في ريف إدلب يوم الجمعة بعد صلاة الظهر.

وتعيش محافظة إدلب المحررة ظروفاً أمنية سيئة في الآونة الأخيرة وكذلك ظروف حصار وقصف من قبل قوات النظام والطائرات الروسية التي توقع ضحايا في الريف الإدلبي الذي لا يزال صامداً حتى اللحظة في وجه رغبة النظام إعادة السيطرة عليها.

محور الممانعة الصامت

حال النظام يبدو مشابهاً لحال محور الممانعة الذي أوقعه القرار الأمريكي في موقف محرج وهو الذي يحمل شعارات إزالة إسرائيل وتدميرها، ويتهم بقية الأطراف العربية بالتخاذل عن نصرة فلسطين والأقصى. وحفلت صفحات التواصل وبعض المواقع الإخبارية بالسخرية من عبارات أمين عام حزب الله حسن نصر الله بالوقوف مع القدس عبر مواقع التواصل والتغريدات بواسطة تويتر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بعد قرار ترامب.. غضب شعبي وسياسي في المغرب لأجل القدس

فلسطين في العراق.. هل يبني الحقد موقفًا إنسانيًا؟