13-ديسمبر-2024
ترامب يهدد إيران

لا يستبعد ترامب توجيه ضربة عسكرية لإيران (رويترز)

 لم يستبعد الرئيس المُنتخب، دونالد ترامب، في أحدث مقابلة له خيار المواجهة العسكرية مع إيران، ويأتي هذا الموقف بعد تطورين رئيسيين، أوّلهما الخسارة التي مُنيت بها طهران في سوريا ولبنان بعد إسقاط نظام الأسد وخروج المليشيات الإيرانية من سوريا، والضربة القوية التي تعرض لها حزب الله في مواجهته الأخيرة مع إسرائيل، أما التطور الثاني فيتعلق بتسريع إيران عمليات التخصيب في منشآتها النووية، وتزايد المؤشرات على رفع التخصيب إلى مستويات قريبة من إنتاج سلاح نووي.

تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أنّ بعض المتابعين لا يستبعدون أن تُعلن إيران عن قنبلتها النووية، باعتبار ذلك هو الوسيلة الوحيدة المتبقية أمامها لإعادة الردع والتوازن في المواجهة مع إسرائيل وحليفها الأميركي. ومع ذلك تصرّ إيران على مدنية برنامجها النووي وتنفي أي نية للحصول على سلاح نووي.

احتمالات الحرب مع إيران

وجّهت صحيفة تايم في مقابلة نُشرت، أمس الخميس سؤالًا إلى ترامب حول احتمالات الحرب مع إيران، وردًّا على هذا السؤال قال: "أي شيء يمكن أن يحدث"، معتبرًا أنّ "مشكلة الشرق الأوسط أكثر تعقيدًا من الحرب بين روسيا وأوكرانيا لكنها أسهل في الحل" في نظره، مضيفًا أنه "يعتقد أن مشكلة الشرق الأوسط سوف تُحلّ ويمكن أن تحدث أشياء مثمرة للغاية هناك" وفق تصريحاته.

لا يستبعد أن تُعلن إيران عن قنبلتها النووية، باعتبار ذلك هو الوسيلة الوحيدة المتبقية أمامها لإعادة الردع والتوازن في المواجهة مع إسرائيل وحليفها الأميركي

ويُشاطر ترامب الحكومة الإسرائيلية في أنّ إيران تمثّل معضلةً أمام ما يسمى "السلام" لدعمها المقاومة في فلسطين ولبنان، كما تعتبر إسرائيل أنّ إيران "أكبر خطر يهددها في المنطقة"، ودفع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الإدارة الأميركية أكثر من مرة لتوجيه ضربة عسكرية شاملة على إيران أو إلى منشآتها النووية في أضعف الحالات، لكنّ إدارة الرئيس، جو بايدن، عارضت بشدّة ذلك الأمر.

ويعتقد نتنياهو أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستجعل تحقيق الضربة العسكرية لإيران أمرًا ممكنًا ووشيكًا إذا لم تتخلّ إيران طوعيًا عن برنامجها النووي. حيث يرفض ترامب جملةً وتفصيلًا فكرة أن يكون لدى إيران برنامج نووي ولو كان سلميًا لأغراض مدنية، ولذلك أقدم في عهدته الرئاسية الأولى على الخروج من الاتفاق النووي، وأعطى أوامر باستهداف قادة عسكريين إيرانيين بارزين على رأسهم، قاسم سليماني.

تحرّكات إيرانية لاحتواء الموقف

تفادت إيران الزجّ بنفسها وقواتها في معركة الدفاع عن النظام السوري، كما ضغطت، حسب مصادر، على حزب الله في لبنان لقبول اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وفض وحدة الساحات. والهدف من كل ذلك هو التفرّغ لما تحمله عودة ترامب من مخاطر مباشرة على إيران نفسها.

دبلوماسيًا، تحاول إيران استغلال توترات العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا. ورغم توجيهها انتقادات جماعية لهذه الدول على خلفية قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإنها تسعى، وفق مصادر دبلوماسية إيرانية، إلى فتح محادثات نووية مع الدول الأوروبية الثلاث والاتحاد الأوروبي.  وتأتي هذه الخطوة بناءً على رغبة من مكتب الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الذي أعرب للأطراف الأوروبية عن تطلع طهران إلى حل أزمة الملف النووي قبل تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني/يناير المقبل.

تسريع التخصيب

سرّعت إيران، وفقًا لمصادر غربية، عمليات تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تجعلها قريبة من إنتاج قنبلة نووية. وفي ذات المضمار أعلنت إيران مؤخرًا بدء تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة لتخصيب اليورانيوم داخل منشأة فوردو، مما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، بما يتيح زيادة نسبة المادة الانشطارية (يو-235) لاستخدامات متعددة.

وأكدت طهران أن هذا التصعيد جاء ردًا على ما وصفته بـ"التسييس" من قبل مجلس المحافظين، الذي تأثّر بمواقف الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وكانت هذه الدول قد اقترحت قرارًا ينتقد إيران في مجلس المحافظين، الذي يضم 35 دولة.

واعتبر المجلس في قراره أنه "من الضروري والعاجل أن تتحرك إيران للوفاء بالتزاماتها القانونية بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، التي صادقت عليها عام 1970"، كما دعا طهران إلى تقديم "تفسيرات ذات مصداقية فنية لوجود جزيئات يورانيوم عُثر عليها في موقعين غير معلنين داخل إيران"، وردًا على ذلك، اعتبرت إيران أن هذه الدعوات تُعد اتهامًا صريحًا يرقى إلى مستوى الإدانة من جهة يُفترض بها أن تكون مستقلة.