مع إصابة رودري.. هل بإمكان مانشستر سيتي المنافسة على لقب البريميرليغ؟
6 أكتوبر 2025
حقق مانشستر سيتي فوزًا ثمينًا على برينتفورد بهدف نظيف في الجولة سابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز، في مباراة كشفت عن ملامح جديدة في مشروع بيب غوارديولا لإعادة بناء الفريق، ووضعت علامات استفهام حول قدرة السيتي على الاستمرار في المنافسة وسط غياب أحد أهم عناصره، رودري.
الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل حمل رقمًا تاريخيًا لغوارديولا، الذي وصل إلى انتصاره رقم 250 في البريميرليغ خلال 349 مباراة فقط، محطمًا الرقم القياسي السابق للسير أليكس فيرغسون الذي احتاج إلى 404 مباراة لتحقيق العدد نفسه. هذا الإنجاز يعكس قدرة المدرب الإسباني على التكيف مع ثقافة كروية مختلفة، وتطوير فلسفته بما يتماشى مع متغيرات اللعبة الحديثة، دون التخلي عن مبادئه الأساسية.
استمرار غياب رودري، وعدم وجود بديل بالتأثير نفسه، قد يكون العقبة الأكبر أمام مانشستر سيتي في سعيه لاستعادة لقب الدوري
في قلب هذا الانتصار، برز الثنائي إيرلينغ هالاند وجيانلويجي دوناروما، اللذان شكّلا العمود الفقري الجديد للفريق. هالاند، الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة التاسعة، لم يكتفِ بتسجيله بل قدّم نموذجًا للهيمنة البدنية والذهنية على دفاع الخصم. فقد أربك المدافع سيب فان دن بيرغ بمجرد وجوده، واستغل لحظة تردد ليخطف الكرة ويضعها في الشباك بلمسة واثقة. هذا النوع من الأهداف، كما وصفه النرويجي، هو ما يثير حماسه ويعكس تطوره كمهاجم شامل، لا يكتفي بالتمركز بل يصنع الفارق في كل لحظة.
تأثير هالاند لا يقتصر على التسجيل، بل يمتد إلى إرباك الخصوم حتى عندما يكون بعيدًا عن الكرة. في مباراة بيرنلي، تسبب في ارتباك مدافعين فقط بوقوفه في موقع تسلل، وفي ديربي مانشستر، استغل أخطاء بسيطة من لوك شو وهاري ماغواير ليحولها إلى فرص تهديفية. هذه القدرة على خلق الفوضى في دفاعات الخصوم أصبحت سلاحًا نفسيًا بقدر ما هي فنيًا.
أما دوناروما، فقد أثبت أنه أكثر من مجرد حارس مرمى. في الدقيقة 48، تصدى لانفراد خطير من إيغور تياغو، الذي كان ثاني أفضل لاعب في نسبة تحويل الفرص إلى أهداف بعد هالاند. لكن الحارس الإيطالي، بتمركزه وحجمه وثقته، أجبر المهاجم على التردد، ليضيع فرصة كانت كفيلة بقلب المباراة. منذ انضمامه من باريس سان جيرمان، حافظ دوناروما على نظافة شباكه في ثلاث مباريات من أصل ست، وأعاد الطمأنينة إلى دفاع السيتي الذي عانى الموسم الماضي من تذبذب واضح.
غوارديولا لم يخفِ إعجابه بالحارس الجديد، وقال في تصريحات نقلها موقع "ذا أثلتيك": "عندما أخبروني أنه يبلغ 26 عامًا، شعرت وكأنه لعب قرونًا في كرة القدم، ما يقدمه لنا في الكرات الطويلة والركنيات وحتى الرميات الجانبية، يمنحنا الكثير". هذه التصريحات تعكس الدور القيادي الذي بدأ دوناروما يلعبه داخل الفريق، ليس فقط كحارس، بل كعنصر يضبط إيقاع الدفاع ويمنح زملاءه الثقة.
لكن وسط هذا التألق، برز غياب رودري كعامل مقلق. اللاعب الإسباني خرج مصابًا بعد 21 دقيقة، وأكد لاحقًا أن الإصابة ليست خطيرة، لكنه سيغيب عن فترة التوقف الدولي. رودري، الذي شكّل مع تيجاني رايندرز ثنائيًا متماسكًا في وسط الملعب، يعتبر حجر الأساس في توازن السيتي. غيابه في مباريات سابقة مثل برايتون وأرسنال أدى إلى فقدان السيطرة، ما يثير تساؤلات حول قدرة الفريق على الحفاظ على مستواه في غيابه.
البديل نيكو غونزاليس قدّم أداءً جيدًا حتى نهاية الشوط الأول، لكن برينتفورد استحوذ على الكرة أكثر في الشوط الثاني، وكاد أن يعادل النتيجة لولا تألق دوناروما. هذا التراجع النسبي في الأداء يعكس هشاشة الفريق في غياب لاعبه المحوري، ويضع غوارديولا أمام تحدٍ كبير في إيجاد حلول بديلة.
هالاند، الذي سجل في جميع ملاعب البريميرليغ التي زارها باستثناء أنفيلد، واصل تألقه التهديفي، ولم يغب عن التسجيل سوى في مباراة واحدة هذا الموسم أمام توتنهام. لكن الجديد في أدائه هو مساهمته الدفاعية والضغط العالي، ما دفع غوارديولا للقول: "هو الآن جزء من النادي، يشعر أن الفريق ملكه، يشارك في الضغط والعمل الجماعي، وليس فقط في التسجيل".
يبدو أن مانشستر سيتي وجد في هالاند ودوناروما ركيزتين جديدتين لبناء فريق قادر على المنافسة. لكن استمرار غياب رودري، وعدم وجود بديل بالتأثير نفسه، قد يكون العقبة الأكبر أمام الفريق في سعيه لاستعادة لقب الدوري.