11-مارس-2022
تشيلسي

"Getty"

من قال إن السياسة والرياضة منفصلان فهو كاذب، السياسة والرياضة وجهان لعملة واحدة، وجميع تلك الشعارات التي يتشدق بها أصحاب النفوذ لعدم تسييس الرياضة، إنما هي مساحيق يتم استخدامها لمحاولة تجميل ذلك الوجه السياسي القبيح.

تشيلسي

تعرض مالك نادي تشيلسي الروسي رومان إبراهيموفيتش لعقوبة تجميد أمواله من قبل الحكومة البريطانية، لوجود وثائق تدل على علاقة بين مالك نادي تشيلسي و الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووصفته الحكومة بأنه من الأوليغارشية الموالية للكرملين، عقب إعلان بوتين الحرب على جارته أوكرانيا، عقوبة التجميد هذه أثرت على نادي تشيلسي اللندني بشكل سلبي، جعلت مستقبل النادي غامضاً، وباتت جماهيره في مختلف أنحاء العالم في خوف و حزن.

وضع إبراموفيتش نادي تشيلسي للبيع، لكن تجميد الأصول والعقوبات المفروضة عليه أوقفت تلك العملية، كما أعلنت شركة Three الراعية لقمصان النادي اللندني تعليق رعايتها، وطلبت شركة الاتصالات البريطانية إزالة الشعار من القمصان، وحول استاد ستامفورد بريدج حتى إشعار آخر، إضافة لمنع النادي من بيع أي تذكرة لحضور المباريات، وسيقتصر الحضور الجماهيري لمن يملكون البطاقات الموسمية فقط، وتم إغلاق متجر النادي وعدم السماح ببيع القمصان أو أي شيء ينتمي للبلوز، وبالنسبة للاعبين والموظفين فإنهم سيتمكنون من الحصول على رواتبهم ومستحقاتهم كاملة، مع إعلان عن تسريح عدد من الموظفين، ويُمنع الفريق من التعاقد مع أي لاعب كما يحق لأي لاعب مغادرته.

تشيلسي

تسييس الرياضة هو موضوع قديم  اتخذ عبر التاريخ وجوهاً عديدة، وما أكثرها، وسنذكر عددًا منها:

 حرب كرة القدم 

خاض منتخبا هندوراس والسلفادور مباراة فاصلة في الـ26 من حزيران عام 1969، على ملعب أزتيكا في العاصمة المكسيكية، لتحديد المتأهّل للدور النهائي من التصفيات المؤهلة لمونديال المكسيك 1970، فازت السلفادور بنتيجة 3_2 و عقب انتهاء المباراة تظاهر جمهور الهندوراس، واعتدوا على المواطنين السلفادوريين المقيمين في بلدهم، ففر السلفادوريين تاركين ممتلكاتهم،  على خلفية التوتر السياسي بين البلدين، تم نشر القوات على الحدود ونشوب حرب بين البلدين، نتج عنها ثلاثة آلاف قتيل وآلاف المشردين والمهجرين.

أمريكا والاتحاد السوفييتي في الأولمبياد

التنافس الكبير بين بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي أرخى بظلاله على الرياضة، فقاطعت الأولى مع عدد من الدول الغربية دورة الألعاب الأولمبية في موسكو 1980، احتجاجاً على غزو السوفييت لأفغانستان، ورد السوفييت بعدم المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية  بلوس أنجلوس 1984.

التلفزيون العربي

معركة سانتياغو 1962

شهد العالم أعنف مباراة كرة قدم بين تشيلي وإيطاليا، ضمن مباريات دوري المجموعات لكأس العالم الذي استضافته تشيلي، خرجت هذه المواجهة عن كونها مباراة كرة قدم، وحدث فيها كل أنواع الضرب والركل، فقبل انطلاق البطولة نشرت الصحافة الإيطالية مقالات عن عدم جاهزية تشيلي لاستضافة المونديال، ووصفت الشعب التشيلي بأنه شعب متخلف و فقير، ردت الصحف التشيلية بوصف الإيطاليين بالفاشية والغوغائية و مدمني المخدرات.

 قبيل موعد المباراة شحنت الصحف التشيلية وتصريحات المسؤولين لاعبي منتخب بلادهم، والذي دخل الملعب مقاتلاً فاعتدى بالضرب على لاعبي إيطاليا بمناسبتين منذ بداية المباراة، رد عليهم الطليان، لكن حكم اللقاء الإنجليزي كين أستون طرد لاعبين من إيطاليا، وكان واضحاً تحيزه لأصحاب الأرض الذين خطفوا في الدقائق الأخيرة الفوز.

من يرفض العلاقة بين كرة القدم و السياسة كمن يحاول تغطية الشمس بغربال، حتى في بلادنا العربية هناك اتحاد واضح بين السياسة والرياضة،  فعقب الحرب الخليجية الثانية تم استبعاد منتخب العراق من المشاركة في كأس الخليج، ولا يمكننا أن ننسى أحداث مباراة مصر و الجزائر عام 2009، و حتى ما يجري في سورية من تسييس واضح للرياضة و انقسام الشارع الرياضي لذلك.

تشيلي 1962

مع صناعة كرة القدم تتزايد الاهتمامات السياسية بالاعتماد عليها كأداة مهمة، مثلها مثل الأدوات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فالسياسة تحاول بشتى الطرق فرض أفكارها وأهدافها، كرة القدم خاصة والرياضة بشكل عام هي إحدى طرقها.