02-فبراير-2025
معركة الفاشر

معركة حاسمة في الفاشر بين الدعم السريع والجيش (رويترز)

اندلعت في الفاشر معارك عنيفة اليوم الأحد 02 شباط/فبراير  بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتعدّ هذه المعارك، وفقًا لمصادر محلية، هي الأعنف من نوعها منذ بدء القتال، حيث رمت قوات الدعم السريع، طيلة الأسبوعين الأخيرين، بثقلها العسكري والبشري في معارك الفاشر التي تعد آخر معقلٍ للجيش في إقليم دارفور.

وتزعم مصادر سودانية رسمية أن قوات الدعم السريع استفادت من دعم عسكري غير مسبوق، بوصول معدات عسكرية إليها قادمة من تشاد وليبيا، وفي هذا الصدد قال وزير المعادن السوداني محمد بشير أبو نمو إن "خمس طائرات عملاقة وصلت من مطار حسن جاموس الدولي بانجامينا إلى إقليم دارفور.

وتتطلع قوات الدعم السريع، حسب متابعين سودانيين إلى بسط كامل سيطرتها على إقليم دارفور الذي تعادل مساحته مساحة فرنسا، وذلك لتشكيل حكومةٍ في المنطقة، تمهيدًا لفصلها عن التراب السوداني.

تزعم مصادر سودانية رسمية أنّ قوات الدعم السريع حصلت على إمدادات عسكرية كبيرة قادمة من ليبيا وتشاد

ويرى محللون ومراقبون عسكريون تحدثوا لـ"الترا سودان" أنه "من الصعب التكهن بقدرة قوات الدعم السريع على السيطرة على إقليم دارفور أو إسقاط مدينة الفاشر، في ظل حالة السيولة التي تعاني منها، وأيضًا في ظل الكفاءة القتالية للقوات المسلحة والمشتركة التي تطورت خلال الشهور الماضية".

وكانت القوات المشتركة التي تقاتل إلى جانب الجيش قد حشدت عشرات الآلاف من المقاتلين في معارك شمال دارفور والفاشر المستمرة، دون توقف تقريبًا منذ بداية الحرب.

ويراهن الجيش في إحباط مخطط الدعم السريع وإنهاء حصار الفاشر المستمر منذ أيار/مايو 2024 على الطيران الحربي، الذي تمكن في الأسابيع القليلة الماضية "من شل حركة قوات الدعم السريع في الفاشر وشمال دارفور".

وتأتي الجولة الجديدة من المعارك التي بدأت اليوم الأحد الثاني من شباط/فبراير الجاري  بعد ساعات من تصريحات قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو التي قال فيها إنّ "قواته ستتلقى تعليمات من القادة الميدانيين بخصوص خطط عسكرية للسيطرة على مناطق جديدة"، مقللًا من تأثير خسارة قواته للمدن في الجزيرة والعاصمة الخرطوم.

قوات الدعم السريع تكثف هجماتها

على صعيدٍ آخر كثّفت قوات الدعم السريع من هجماتها بواسطة المدفعية وسلاح الطائرات المسيّرة، مخلّفةً عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، وكان آخر تلك الهجمات ما وقع اليوم الأحد في مدينة تندلتي الواقعة بولاية النيل الأبيض التي زارها مؤخرًا عبد الفتاح البرهان، والهجوم الدموي الذي وقع أمس السبت في مدينة أم درمان مستهدفًا سوق صابرين وبعض الأحياء السكنية المدينة، ما أسفر عن وقوع عشرات الضحايا.

ومن الملاحظ أنّ قوات الدعم السريع باتت أكثر اعتمادًا في هجماتها على الطائرات المسيرة والانتحارية، ففي وقتٍ مبكر من اليوم الأحد هاجمت مسيرات انتحارية مدينة تندلتي، وردّ الجيش السوداني على الهجمات بواسطة المدافع الأرضية التي سمع السكان المحليون دويّها.

وتكتسي مدينة تندلتي أهمية رمزية، فمنها أطلق الجيش عمليته العسكرية لاستعادة مدينة أم روابة، كما أن يقطن مدينة تندلتي "المزارعون والتجار وموظفي القطاع العام، وظلت تحت سيطرة الجيش طوال فترات الحرب".

ولم تتبيّن حتى اللحظة حصيلة الهجوم الذي وقع في تندلتي، في ظل معلومات تتحدث عن تمكن الجيش من إحباطه.

وكان ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، وصل بمروحية إلى مدينة تندلتي ضمن زيارته إلى أم روابة التي استعادها الجيش، الخميس 30 كانون الثاني/يناير 2025.

هجوم أم درمان الدموي

خلّف الهجوم الذي شنّته قوات الدعم السريع في أم درمان عشرات الضحايا، حيث وصلت جثث 40 قتيلًا من المدنيين إلى مستشفى النو بمدينة أم درمان في العاصمة الخرطوم، بالإضافة لأعداد من الجرحى تفاوتت إصاباتهم. وكان قصفٌ مدفعي عشوائي استهدف سوق صابرين وبعض الأحياء السكنية في مدينة أم درمان، وراء الفاجعة.

وتواجه مناطق عديدة في أم درمان، خاصةً في محلية كرري  الواقعة تحت سيطرة الجيش، قصفًا مدفعيًا شبه يومي من قبل قوات الدعم السريع، الأمر الذي يسفر كل مرة عن سقوط ضحايا وسط المدنيين.

وخلّف القصف المستمر على أحياء أم درمان خلال الأشهر الماضية، مئات القتلى والمصابين، ما دفع منظمات أممية ومحلية إلى إدانة استهداف قوات الدعم السريع للمناطق السكنية في الخرطوم والفاشر وود مدني، وغيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش.