26-أغسطس-2021

ملصق معرض "فلسطين من الأعلى"

ألترا صوت – فريق التحرير

يستضيف "مركز القطان الثقافي" في مدينة رام الله في الضفة الغربية، خلال الفترة الممتدة بين 11 أيلول/ سبتمبر المقبل وحتى 15 كانون الثاني/ يناير من العام القادم 2022، معرضًا جماعيًا يحمل عنوان "فلسطين من الأعلى"، ويضم مجموعة واسعة من المواد التاريخية والأرشيفية، إلى جانب عددٍ من الأفلام والمساهمات الفنية المختلفة.

يسعى معرض "فلسطين من الأعلى" إلى تقويض سلطة كتابة التاريخ وتوثيق المجتمع التي تنحصر بين يدي أنظمة السلطة

يقوم المعرض الذي تنظمه "مؤسسة عبد المحسن القطان"، على سردية مفادها أن التصوير الفوتوغرافي الجوي، وعلى امتداد مراحل زمنية مختلفة تبدأ من العهد العثماني، مرورًا بالانتداب البريطاني، وانتهاءً بالاستعمار الإسرائيلي الراهن؛ زوَّد الحكومات، جنبًا إلى جنب تصوير الأفلام ورسم الخرائط أيضًا، بالمعرفة والسلطة اللتان تتيحان لها مراقبة الأرض والشعب والموارد.

اقرأ/ي أيضًا: "بلدٌ وحدُّه البحر".. ذاكرة الساحل الفلسطيني

 وبحسب بيان المنظمين، تحظى مسألة التصوير الفوتوغرافي الجوي بأهمية كبيرة في السياقات التاريخية الفلسطينية، إذ إنه: "بصرف النظر عن كيف، ولماذا، ولمن، وبأي شكل تم إنتاج هذه المواد الجوية، فقد اعتُبر هذا المنظور نحو المشهد الفلسطيني نصًا بصريًا داعمًا في تشكيل السياسة، والثقافة، والاقتصاد، والأيديولوجيا".

وأضاف البيان أن مشهد فلسطين من السماء شكّل، تاريخيًا، جزءًا شديد الأهمية من: "حربٍ استعمارية واضحة شُنت باستخدام أحدث أشكال تكنولوجيا التصوير، ورسم الخرائط، والاستشعار عن بعد، والرصد، التي رافقت تحركات الجيوش على الأرض، وهدفت إلى الهيمنة على المنطقة والسيطرة عليها. وفي الأزمان المعاصرة، تحول هذا المنظور إلى تكنولوجيا أمنية معقدة، ووسيلة من وسائل الردع".

يسعى المعرض، عبر الأعمال المشاركة فيه، على اختلاف أشكالها، إلى قراءة النظرة الجوية للجغرافيا الفلسطينية بشكلٍ يتجاوز مجرد تفسير ما تبيّنه الصور والخرائط والأفلام الجوية، نحو تفكيك السياسة التي زرعت هذه التكنولوجيا في السماء، والوقوف على الأسباب التي تقف وراء إنتاج هذه الصور، على اعتبار أنه من غير الممكن فهم ما تم إنتاجه في السماء، دون فهم السياق الأرضي، بل ودراسته من منظور الحقائق التي لا يمكن رؤيتها من أعلى.

ويحاول، من ناحية أخرى، تقويض سلطة كتابة التاريخ وتوثيق المجتمع التي تنحصر بين يدي أنظمة السلطة المختلفة، وتقديم سرديات تاريخية بديلة عبر عرض أعمال لفنانين مختلفين إلى جوار مواد أرشيفية تاريخية من جهة، والمقارنة بين هذه الأعمال، وتحليل المواد المؤرشفة التي تعكس شكل سلطة وهيمنة الأنظمة الكولونيالية من جهةٍ أخرى.

 يقوم المعرض على فكرة أن التصوير الفوتوغرافي الجوي زوَّد الحكومات بالمعرفة والسلطة اللتان تتيحان لها مراقبة الأرض والشعب

وذكر المنظمون في بيانهم أن كتاب المعرض الذي سيتضمن مواد أرشيف بصري، ونبذة تعريفية حول الأعمال الفنية والفنانين المشاركين، سيضم بين دفتيه العددين 81 و82 من فصلية "القدس" التي تصدر عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية". وهما عددان مخصصان لمعرض "فلسطين من الأعلى"، حيث صدرا بالتعاون بين "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، و"مؤسسة عبد المحسن القطان"، الجهة المنظمة للمعرض.

اقرأ/ي أيضًا: "لكن هذه الأشكال يجب أن تُخترع".. معرض عن التنظيم الذاتي

ويشتمل العددان على مجموعة من المقالات ومواد الأرشيف التي أعدها فريق من الباحثين والدارسين، الذين قاموا بالبحث في وثائق عددٍ من الأرشيفات والمكتبات حول العالم، مثل مكتبة "جامعة إسطنبول نادر اسرلر"، وأرشيف "باشياكانليك عسمنلي"، و"المتحف العسكري في إسطنبول"، و"مكتبة أتاتورك"، و"المكتبة الوطنية الأسترالية"، ومكتبات "الجامعة العبرية"، وأرشيف دولة الاحتلال الإسرائيلي، والأرشيف الوطني في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى أرشيف "مكتبة الكونغرس".

 

اقرأ/ي أيضًا:

"واجهات".. جُدران بيروت إن روَت كارثة المرفأ

"رؤى اليوم".. لبنان بين طموحات الانتفاضة وكارثة المرفأ