23-فبراير-2023
معرض أحمد جاريد

ملصق المعرض

تفتتح مؤسسة المدى بدار الفنون في الدار البيضاء مساء اليوم، 23 شباط/فبراير، معرضًا استعاديًا للفنان التشكيلي المغربي أحمد جاريد، يستمر حتى 29 نيسان/أبريل المقبل.

يتسم المشروع الفني للفنان على مستوى التيمة، وبحسب كلمة المعرض، بأبحاث: "جمالية تنهض على استغوار التّجربة الرّوحية المستلهمة من مسارات كبار الصّوفية الإشراقيين، التي تجد تجليّاتها البصرية في مساحات الصّمت والزّهد في الثَّرثرة اللّونية، حيث يضع جاريد النِّسيان مقابل الذّاكرة، إذ يعتبر أن كلّ عمل إبداعي يستوجب المحو وتخطّي الصِّيغ البصرية الجاهزة التي تثقل الذّاكرة".

يضع أحمد جاريد النِّسيان مقابل الذّاكرة، إذ يعتبر أن كلّ عمل إبداعي يستوجب المحو وتخطّي الصِّيغ البصرية الجاهزة التي تثقل الذّاكرة

 

كما ركزت الكلمة على أن تقنية جاريد تستجيب للموضوعات الصوفية باستعمال: "مستخلصات طبيعية ونباتية ومعدنية"، وأنها تجربة كتبَ عنها: "نُقّاد وشعراء من المغرب وخارجه، كما أنجَزَ عدد من الكتب الفنيّة رُفقة شعراء مغاربة وعرب، ونظَّم الكثير من المعارض الفردية والجماعية منذ 1987 داخل المغرب وخارجه؛ كما يحظى بدعوات من ملتقيات دولية ولجان تحكيم فنيّة، وتوجد أعماله ضمن متاحف ومجموعات فنية خاصَّة وعمومية".

يقدم المعرض الذي يحمل عنوان "الفن والبعد الروحي" نماذج من حصيلة تجربة الفنان جاريد الطويلة منذ 1974 إلى اليوم، بدءًا من مرحلة السواد التي تلتها مرحلة البياض، وصولًا إلى الأعمال التشخيصية.

يذكر أن أحمد جاريد من مواليد عام 1954 في مدينة الدار البيضاء، عمل مدرسًا لمادتي علم النفس التربوي والفلسفة، كما اشتغل بمدرسة الفنون الجميلة، ومحاضرًا أكاديميًا حول فلسفة الفن، وهو إلى جانب ذلك عضو في جمعيات ثقافية وفنية. حظيت أعماله الفنية بترحيب النقد التشكيلي بها، داخل المغرب وخارجه، بمثل ما حظيت بمتابعات نقدية وتحليلية كثيرة، اعتبارًا لما تتميز به تجربته الفنية من تنويع في أساليبها وتقنياتها وأدواتها، وفي أفكارها وموضوعاتها وأبعادها الفلسفية وقضاياها، وكذا في مغامراتها البصرية ومساراتها الإنسانية المفعمة بالذوق والجمال. ينتمي إلى الجيل الثالث من الفنانين المغاربة. يعيش ويعمل في مدينة بنسليمان.

تبنى جاريد مقاربة فلسفية وروحانية في إبداعه الفني. وكتب في شهادة فنية نشرها منذ سنوات: "منذ ثلاثين سنة وأنا أرسم موضوعًا تجريديًا ينهل من العمق الروحي أكثر مما يلتفت إلى العالم الخارجي، وحتى إذا ما حصل التفات للواقع الخارجي فليس إلا بغرض تحويله لفائدة هذا البعد الصوفي موضوعًا ولونًا، أنا الذي يُعرف فني بأنه لا حكائي، ها أنا اليوم ومنذ زمن قريب أصبحت أرغب في الحكي ويلازمني انزياح للتشخيص. أعتقد أن هذا الحاضر العربي المستفيض له يد في التحريض على كشف الغطاء للبوح بألم تعفن. وقد شكلت الحرب بوصفها مصدرًا للعنف الجسدي النفسي والبصري، الموضوعة الأكثر تحريضًا لمخيلتي، حتى أني بت أشعر بمعاناة الآخرين تعتصر في صدري وكأن الدم يتجمد في العروق. ومع أن الألم لا يُلهِم فإننا لن نجد ملاذًا للهروب من التراجيديا التي تحاصر مجالنا البصري. وفي أقل المواقف ضررًا نُعْتَبَرُ شهودًا على جرائم حرب".