25-يونيو-2016

برنامج الصدمة(فيسبوك)

من أكثر البرامج الرمضانية التي أثارت انتباه الجمهور العربي هو برنامج "الصدمة"، وقد لفت البرنامج انتباه الناس لجديته ومناسبته لجميع الأعمار ولأنه يقدم مادة خلت من طابع برامج المقالب، التي أصبحت معتادة في رمضان، بل وأصبحت تحظى بالتشجيع والتمويل من عدة جهات. لذا كان من المهم الاقتراب من أحد أهم عناصر فكرة البرنامج وسؤاله بشكل مباشر عن تفاصيل قد تخفى على الجمهور الذي بدأ يهتم بشكل خاص بالبرنامج. "الترا صوت" أجرى حوارًا مع المعد العام لبرنامج "الصدمة" وائل السادات، فيما يلي نصه:

معد برنامج "الصدمة": كنا نريد أن نقدم شيئًا مختلفًا

اقرأ/ي أيضًا: انطباعات أولية حول مسلسلات رمضان المصرية

كيف كونتم فكرة البرنامج وهل مرت بمراحل قبل أن تصل إلى صورتها النهائية؟

كنا نريد أن نقدم شيئًا مختلفًا، برنامجًا اجتماعيًا يرصد ردود أفعال الناس العادية في الشارع، الإنترنت كان أهم مصادرنا، ففكرة الصدمة ليست فكرة جديدة تمامًا، هناك برنامج "what would you do" الأمريكي وبرامج أخرى اعتمدت الفكرة لكننا أخذنا الإطار الخارجي وقدمنا تناولًا مختلفًا يناسب خمس دول عربية على اختلاف تراكيبها الاجتماعية وخلفياتها السياسية.

بصفتك المعد العام للبرنامج، فما هي أصعب مراحل الإعداد التي واجهتكم أثناء العمل؟

في الحقيقة لم يكن هناك شيء سهل لكن أصعب الأمور التي واجهناها كانت اختيار المواضيع، فقد كنا دومًا نبحث عن ما يهم كل الناس على اختلاف بيئاتهم وفئاتهم وانتماءاتهم وأفكارهم وصورهم الذهنية وردود أفعالهم المتوقعة، أما أكثر ما كلفنا كان انتظار تفاعل الناس مع الحدث، وقد تفاوت هذا الأمر تحديدًا من بلد إلى آخر ومن موضوع إلى آخر لأن الناس ظواهر مختلفة بحد ذاتها، وهذا ينفي ما قيل عن "فبركة " بعض المشاهد، بالطبع كان هناك ممثلون استخدمناهم كعناصر لتحفيز الناس على التحرك وعلى رد الفعل لكن اقتصر دورهم على التحفيز فقط وتُرك الباقي لردود أفعال الناس الطبيعية.

الصعوبة الأخرى كانت في ردود الأفعال العنيفة من بعض الجمهور التي رفضنا إذاعتها في وقتها ولكن اتفقنا على أن يتم تجميعها وإذاعتها في نهاية رمضان.

ما هي أبرز ردود الأفعال السلبية والإيجابية حول البرنامج ؟

معد برنامج "الصدمة": شكك البعض في أن مشاهد البرنامج مفبركة وأنا أنفي ذلك

نبدأ بالإيجابيات وهي كثيرة، منها مثلًا تصدر هاشتاج #الصدمة في تويتر منذ اليوم الأول من رمضان وقد اعتبرناه دليلًا على كثافة المشاهدة واهتمام الناس بمتابعة البرنامج وقد أرجع الفريق ذلك إلى احترامنا لعقل المشاهد ولذكائه وفهمنا أنه لا يمكن خداعه لذا راهنت شركة الإنتاج على المصداقية، أيضًا هناك ردود أفعال كانت إيجابية للغاية من الناس العاديين ومن المشاهير الذين بدؤوا يتحدثون عن البرنامج على السوشيال ميديا، وهناك جهات رسمية أشادت بالبرنامج كان أهمها على الإطلاق من وجهة نظري ما قاله الصحفي عدنان حسين أن هناك الملايين صرفت لتشويه البنية الأخلاقية والنفسية للمجتمع العراقي ونجح برنامج مثل الصدمة في نفي هذه الصورة بشكل كبير وقدم لنا المجتمع العراقي بصورة مختلفة لم يرها الكثيرون منذ فترات طويلة.

اقرأ/ي أيضًا: 10 مسلسلات سورية للنقد والمتابعة في رمضان

أما بالنسبة لردود الأفعال السلبية فكانت من المشككين في البرنامج وكون بعض المشاهد مفبركة وغير حقيقية، هناك أيضًا بعض ردود الأفعال التي وصلت إلى حد تشويه فكرة البرنامج والنيل من مصداقيته ونحن ننفي كل ذلك. بعض النقاشات ذهبت إلى تقسيم ردود الأفعال بين الدول، أي أن في هذا البلد كان رد الفعل أكثر، أو الناس كانت أكثر تعاطفًا في بلد آخر، وهي نقاشات لها أغراض لا تتماشى مع الفكرة الرئيسة للبرنامج.

وما هي الفكرة الرئيسة للبرنامج، ماذا كان هدفكم من البداية؟

أولاً، كنا نريد تقديم برنامج اجتماعي هادف يكون أشبه بمبادرة تحرك المياه الراكدة وتراهن على فكرة جديدة، وحين توصلنا إلى فكرة البرنامج كنا نريد أن نقدم تجارب عملية اجتماعية تحرك الناس وتضعهم أمام اختياراتهم في الحياة، من السلبية إلى الإيجابية، من الصمت إلى التفاعل، من العزوف عن المشاركة إلى الاندماج، وقد نجحنا في ذلك حسب رأيي، وفاجأتنا مجتمعاتنا العربية بالخير الكثير الذي بداخل الناس وبالتفاعل الكبير منهم، الذي وصل حد الانفعال العاطفي أحيانًا رفضًا لسلوك خاطئ أو تعبيرًا عن تعاطف مع ضحية ما. البرنامج أثبت أن الشعوب العربية شعوب معدنها رائع وليس كما كان يراد الترويج له.

هل كان صعبًا الحصول على تمويل لهذه الفكرة؟

للأمانة كان رهانًا كبيرًا من شركة الإنتاج لكنه كان مدروسًا بدقة في نفس الوقت، وأعتقد أن البرنامج فتح السوق للبرامج الهادفة وأحرج البرامج الأخرى، الخالية من المحتوى الحقيقي، وغير شيئًا ما في المعادلة الرمضانية.


وأخيرًا، البرنامج هو في الأصل فكرة أجنبية، تم تنفيذها من قبل في الولايات المتحدة لقياس ردة فعل الناس إزاء بعض التصرفات، أي أن الفكرة ليست بالأصالة المتوقعة، تمامًا كالسواد الأعظم من برامج شبكة إم بي سي، إلا أنها ساعة التنفيذ حظيت بعناية جيدة مكنتها من أن تحقق نسب مشاهدة مهمة. كما وُجهت للبرنامج عديد الاتهامات باعتباره يتضمن مقاطع مفبركة، إضافة إلى أن المتتبع للنسخ السابقة للبرنامج سواء في الولايات المتحدة أو بلجيكا وغيرها من الدور الأوروبية يستشف مدى التطابق حتى في صنع المواقف، إذًا هي حالة إبداع في نقل الأفكار وإعادة قولبتها، وليست عملية إبداعية خلاقة لما هو أصيل وجديد.

اقرأ/ي أيضًا:

أهم أعمال الدراما والهزل التونسية في رمضان 2016

إيقاف برنامجين سياسيين ساخرين في الجزائر