07-مارس-2019

مانشستر يونايتد يقصي باريس سان جيرمان من دوري أبطال أوروبا (Getty)

قلب مانشستر يونايتد التوقّعات وأطاح بباريس سان جيرمان من دوري أبطال أوروبا، بعدما قلب تخلّفه على ميدانه ذهابًا إلى فوز أسطوري بثلاثة أهداف لواحد، ليحجز مكانه في دور الثمانية، بينما فرّط باريس سان جيرمان بفرصة ذهبيّة لوصوله لهذا الدور، ولم يستغلّ ظروف اليونايتد الصعبة للغاية قبل المباراة، فأحدث خروجه من البطولة مفاجأة مدوّية لا تقلّ صخبًا عن خسارة ريال مدريد أمام أياكس أمستردام الهولندي قبل ذلك بـ24 ساعة.

على الرغم من خسارة اليونايتد لعشر من لاعبيه وتأخّره ذهابًا بهدفين، لم يتخلّى سولشاير عن حظوظه النادرة في خطف بطاقة التأهّل من باريس سان جيرمان

سلّم الكثيرون بقدرة باريس سان جيرمان على التأهّل بسهولة إلى دور الثمانية، فهو استطاع أن يخرج من مباراة الذهاب بملعب الأولد ترافورد بهدفين دون رد، كما تعاني كتيبة مدرّب اليونايتد سولشاير من غياب العديد من لاعبيه لأسباب مختلفة، 9 منهم بسبب الإصابة وهم جيسي لينجارد - خوان ماتا - أندير هيريرا - أليكسيس سانشيز - أنتوني مارسيال - نيمانيا ماتيتش - أنطونيو فالنسيا - ماتيو دارميان - فيل جونز، بينما يغيب القائد بول بوغبا بسبب البطاقة الحمراء التي تعرّض لها في مواجهة الذهاب، وهو الذي كان سببًا رئيسيًا لنتائج اليونايتد الإيجابية في الدوري الإنجليزي، وكان تسجيل الأهداف لا بدّ أن يكون له نصيب فيه من صناعة لها أو هزّ للشباك.

 لكنّ ما حدث قبل 24 ساعة من هذه المواجهة أعطى اليونايتد بارقة من الأمل، عندما هُزم الريال على ميدانه أمام أياكس أمستردام الهولندي برباعية لهدف، بعد أن تفوّق ذهابًا في الأراضي الهولندية بهدفين لواحد، ولمَ لا يفعلها اليونايتد في عقر دار باريس سان جيرمان..

اقرأ/ي أيضًا: هزيمة تاريخية لليونايتد.. باريس سان جيرمان يضع قدمًا في ربع نهائي دوري الأبطال

دخل باريس سان جيرمان المباراة مهاجمًا، في محاولة منه لقتل أحلام اليونايتد، وتسجيل هدف مبكّر له يعني بشكل كبير توديع اليونايتد للبطولة، لأن الأخير سيتوجّب عليه تسجيل ثلاثة أهداف، في وقت يغيب عنه أفضل لاعبيه بول بوغبا، لكنّ رياح المباراة أتت بعكس ما توقّعته كتيبة المدرّب الألماني توماس توخيل، إذ خطف البلجيكي روميلو لوكاكو كرة أعادها الدفاع الفرنسي للوراء قبل أن تتجه للبرازيلي تياغو سيلفا، وراوغ الحارس بوفون واضعًا الكرة في الشباك بالدقيقة الثانية من المباراة، وهو أسرع هدف لليونايتد في تاريخ مشاركاته بدوري أبطال أوروبا.

أحيا هذا الهدف آمال اليونايتد على قلّتها، هدف واحد آخر سيعدّل النقص الحاصل في مباراة الذهاب، بيد أن باريس سان جيرمان لم يستهن بقدرات الشياطين الحمر، وأعدّ نفسه لكافّة السيناريوهات المتوقّعة، وما هي إلا 10 دقائق أخرى حتّى استطاع خوان بيرنانت أن يعدّل النتيجة بعدما استغلّ كرة عرضيّة من كيليان مبابي، عاد الفريق الفرنسي لنقطة الصفر وكرّس أفضليّته فوق أرضية الميدان، ووصل استحواذه على الكرة في بعض لحظات المباراة إلى 80% مقابل 20% لليونايتد الذي لا حول له ولا قوّة أمام المدّ الباريسي الهحومي، فعمد إلى الدفاع ثمّ الدفاع، واعتمد على الهجمات المرتدّة، وإن لم ينجح فيها فعليه استغلال أخطاء الفريق الخصم، وهو ما حدث بالضبط، عندما أخطأ الحارس المخضرم جيانلويجي بوفون في التصدي لكرة ماركوس راشفورد القويّة، فارتدّت الكرة من يديه تجاه المهاجم لوكاكو، والذي لم يرفض هديّة العملاق الإيطالي، فأودعها داخل الشباك بالدقيقة 30، وتعرّض اليونايتد لضربة قاسمة أخرى بإصابة مدافعه إيريك بايلي فاضطر سولشاير لإخراجه من الملعب قبيل نهاية الشوط الأوّل، والذي فشل به الباريسيون في تعديل النتيجة.

اقرأ/ي أيضًا: خاتمة مفجعة لحقبة ذهبيّة.. أياكس أمستردام يُقصي ريال مدريد من دوري الأبطال

لم يفاجئ باريس سان جيرمان ضيفه اليونايتد عندما دخل الشوط الثاني بهجوم كثيف بغية قتل المباراة لصالحه، ولم يستغرب أحد تكتيك سولشاير في إحكام الدفاعات أمام المدّ الهجومي على الرغم من أن النتيجة الحالية تعني تأهّل الفريق الفرنسي، وكاد كيليان مبابي أن ينهي كلّ شيء عندما انفرد بالحارس دي خيا لكنّه أخطأ بمراوغته، لينجو اليونايتد في التسعين دقيقة من اللقاء من تلقّي هدف ثان وتنتقل خطوط الشياطين الحمر للأمام من أجل تسجيل هدف التأهّل شبه المستحيل، ومع غروب شمس المباراة سدّد دالوت مرة من خارج الجزاء اصطدمت بكيمبيمبي وذهبت لركلة ركنيّة أعلنها الحكم، كلّ شيء سار على ما يرام إلى أن تواصل الحكّام المساعدون بالحكم من أجل مراجعة الشاشة والعودة لتقنية الفيديو لأمر ما، وكشف الفار عن اصطدام الكرة التي صوّبها دالوت بيد كيمبيمبي، ليقرّر الحكم منح اليونايتد ركلة جزاء سجّلها راشفورد بكلّ ثقة في الوقت بدل الضائع، وفشلت مساعي أصحاب الأرض في تسجيل هدف التأهّل بعد ذلك، ليكتب سولشاير قصّة جديدة في تاريخ كرة القدم سيردّدها الأجيال كثيرًا كما فعلوا ذلك سابقًا، عندما منح هذا الفتى هدف الفوز على بايرن ميونيخ  في نهائي دوري أبطال أوروبا 1999.

من جهة أخرى بلغ بورتو البرتغالي الدور ربع النهائي بعد فوزه على روما إيابًا 3-1 في الوقت الممدّد، إذ انتهت مواجهة الذهاب بفوز روما 2-1، وعاد الفريق البرتغالي ليسجّل الفوز بالنتيجة ذاتها، فاحتكم الفريقان لوقت ممدّد كسر صمته أليكس تيليس من ركلة جزاء سجّلها بالدقيقة 117.

 

اقرأ/ي أيضًا:

دوري أبطال أوروبا.. بطولة تُمنح للشجعان فقط

دوري أبطال أوروبا.. هل يوقف سان جيرمان سيل اليونايتد الجارف؟