03-مارس-2023
getty

وزير الدفاع الأوكراني واثق من حصول بلاده على الطائرات المقاتلة (Getty)

نشر مالك مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين، أمس الخميس، على الحساب الإعلامي للمجموعة، مقطعًا مصورًا يظهر فيه مقاتلوه على سطح مبنى مدمر، وأشار بريغوجين، إلى أن المقطع أخذ من داخل باخموت، وتحديدًا من وسطها، لكن وكالة رويترز للأنباء التي نقلت الخبر كذلك، حددت موقع التصوير الجغرافي في شرقي باخموت، على بعد حوالي 2 كلم من وسط المدينة. 

دعا يفغيني بريغوجين، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سحب جنوده من باخموت، خلال مقطع مصور جديد نشر يوم الجمعة

وأضافت الوكالة أنها لم تتمكن من التحقق بشكلٍ مستقل من تاريخ تصوير المقطع، الذي يظهر فيه رجال يرتدون الزي الرسمي للمجموعة، ويلوحون بعلم فاغنر فوق مبنى متعدد الطوابق شبه مدمر.

ودعا يفغيني بريغوجين، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سحب جنوده من باخموت، خلال مقطع مصور جديد نشر اليوم الجمعة، مشيرًا فيه إلى أن باخموت محاصرة من قبل مقاتلي شركته، ولم يعد هناك سوى طريق واحد للخروج منها، قائلًا: "[الجنود الأوكرانيون] يقاتلون، لكن حياتهم بالقرب من باخموت قصيرة - يوم أو يومين، امنحهم فرصة لمغادرة المدينة، المدينة في الواقع محاصرة".

getty

تأتي هذه التطورات، في وقت صدت فيه القوات الاوكرانية هجمات للقوات الروسية قرب بلدة تشاسيف يار غربي باخموت، فيما عززت من مواقعها في البلدات والقرى المجاورة، حيث تم حفر خنادق جديدة على جانب الطريق بمسافة 20-40 مترًا.

وفي حديث لإذاعة نيفادا الأوكرانية، قال نائب قائد الحرس الوطني الأوكراني فولوديمير نازارينكو إن "القتال جارٍ في باخموت على مدار الساعة، والوضع حرج". وأضاف "أنهم لا يأخذون في الحسبان خسائرهم في محاولة الاستيلاء على المدينة خلال الهجوم، في إشارة للقوات الروسية، وفاغنر، وأضاف "مهمة قواتنا في باخموت هي إلحاق أكبر عدد ممكن من الخسائر بالعدو. كل متر من الأراضي الأوكرانية يكلف العدو مئات الأرواح".

بدوره، قال المحلل العسكري الأوكراني أوليه زدانوف، إن القوات الأوكرانية صدت خلال اليوم الماضي أكثر من 170 هجومًا في القطاعات الخمسة الرئيسية لخط المواجهة. في إشارة  لمحاولة الروس تطويق باخموت من الشمال والشرق والجنوب، وأعطى زدانوف شرحًا للوضع القائم في المدينة، قائلًا" "على المداخل الغربية للمدينة، ربما يكون هذا هو الجزء الوحيد من قطاع باخموت الذي تملك فيه قواتنا زمام المبادرة وليس المحتلين الروس".

نقل المعركة إلى الداخل الروسي

إلى ذلك، وفي تطور غير مسبوق، تسلل مقاتلون أوكرانيون إلى مقاطعة بريانسك الروسية الحدودية، الخميس، وتمكنوا من "احتجاز رهائن"، وفق ما أعلن مسؤولون روس. 

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن المتحدث باسم إدارة الطوارئ الروسية، قوله "بحسب المعلومات الأولية جرى احتجاز 6 أشخاص داخل متجر بقرية ليوبشان كرهائن"، مشيرًا إلى أنه "يجري التحقيق في ملابسات الحادث وهوية الخاطفين".

من جهته، أعلن حاكم مقاطعة بريانسك ألكسندر بوغوماز، عن قيام مجموعة أوكرانية بالتسلل إلى منطقة كليموفسك في مقاطعة بريانسك، على الحدود الروسية الأوكرانية، حيث "نفذت عمليات إجرامية وإرهابية في المنطقة".

وكتب بوغوماز في قناته على  تليغرام "تسللت مجموعة تخريبية من الحدود الأوكرانية إلى قرية لوبيتشان، وفتحت النار على السيارات في تلك المنطقة، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة طفل يبلغ 10 سنوات بجروح".

getty

وفي وقت لاحق، أفاد مكتب جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، أنه تم "إخراج القوميين الأوكرانيين من مقاطعة بريانسك إلى أراضي أوكرانيا بعد تعرضهم لضربات مدفعية مكثفة". وأضاف الجهاز "نتيجة للتدابير المتخذة، تم إحباط طلعة جوية قام بها القوميون الأوكرانيون في منطفة كليموفسكي في مقاطعة بريانسك، ولتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية، أجبر العدو على دخول أراضي أوكرانيا، بعد تعرضه لضربات مدفعية مكثفة".

هذا ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الهجوم في منطقة بريانسك بأنه "عمل إرهابي". وقال خلال كلمة ألقاها أمام المشاركين في البرنامج التعليمي لمدرسة مينتور عبر الفيديو، إن "الجنود والضباط الروس يدافعون اليوم بشجاعة وبطولة عن روسيا ضد النازيين الجدد والإرهابيين الذين عذبوا وقتلوا الناس في دونباس لمدة ثمانية أعوام، والذين قتلوا داريا دوغينا في موسكو".

بدوره، اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، العملية التي جرت في مقاطعة بريانسك، بأنها "أظهرت دعم واشنطن وحلف الناتو ودول أوروبا للإرهابيين". وكتب ميدفيديف في قناته على  تليغرام، أن "هذه الدول تشارك الآن في الأعمال الإرهابية للنظام الأوكراني، وقادتها شركاء مباشرون للإرهابيين".

على الجانب الأوكراني، نفى مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دخول قوات أوكرانية إلى رسيا، ونشر ميخايلو بودولياك، تغريدة على حسابه في تويتر، وكتب "التقارير عن هجوم تخريبي شنته القوات الأوكرانية في منطقة بريانسك هو استفزاز متعمد"، وأضاف "روسيا تريد تخويف شعبها لتبرير الهجوم على دولة أخرى وتزايد الفقر بعد عام من الحرب".

وعكس ما صرحت به القيادات الروسية، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أن من قام بعملية بريانسك، هى جهة روسية مؤيدة لأوكرانيا، ففي مقطع مصور تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي، لرجلين مسلحين خارج ما بدا أنه مبنى طبي في قرية لوبيتشان بمنطقة بريانسك الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، أعلنوا انتمائهم لـ "الفيلق الروسي التطوعي"، وأنهم عبروا الحدود لمحاربة ما وصفوه بـ "نظام بوتين الدموي ونظام الكرملين"، كما وجهوا دعوةً إلى المواطنين الروس لحمل السلاح، والتمرد ضد السلطات الروسية، مشيرين إلى أنهم لم يفتحوا النار على المدنيين.

لقاء عابر

سياسيًا، وفي أول لقاء مباشر يجمع وزيري خارجية الولايات المتحدة، وروسيا، منذ غزو الأخيرة لأوكرانيا قبل عام، دعا بلينكن بحضور لافروف إلى ضرورة وقف "الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا وانتهاج الطرق الدبلوماسية سبيلًا للتوصل إلى سلام عادل ودائم"، وأضاف بلينكن "أبلغت لافروف أننا مستعدون مهما حدث في العالم للانخراط في الحد من الأسلحة الاستراتيجية".

على الجانب الروسي، حرصت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى التقليل من شأن الاجتماع، حيث قالت "ليس لدى بلينكن سوى الدعاية الرخيصة، وتصيد لافروف في الممرات". وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي هو من بادر إلى طلب اللقاء، وأضافت أن لافروف "تحدث إليه، وقوفًا، في إطار الجلسة الثانية لمجموعة العشرين"، مضيفةً "لم تحصل محادثات أو اجتماع حقيقي".

getty

دعم غربي متواصل

على صعيد الدعم الغربي لأوكرانيا، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤولين، بأن الولايات المتحدة تستضيف تدريبات لعسكريين أوكران بقاعدة أمربكية في ألمانيا، وذلك للتحضير للمرحلة التالية من الحرب.

وتجرى التدريبات التي تستمر عدة أيام في قاعدة للجيش الأميركي في فيسبادن بألمانيا، التي زارها رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي الخميس، الذي قال للصحفيين خلال الزيارة، "لا أحد يجلس هناك ويخبر الأوكرانيين، اذهبوا يسارًا أو يمينًا أو افعلوا هذا أو ذاك، هذه ليست مهمة المجتمع الدولي".

ورفض المسؤولون الأمريكيون  الحديث عن السيناريوهات المحتملة في المرحلة القادمة، والتي يختبرها الجنود الأوكران خلال المناورات، والتي تشمل "تدريبات فكرية لتقييم مسارات العمل العسكرية المتاحة".

وأشاد قائد الجيش الأمريكي في أوروبا الجنرال داريل ويليامز، بالعشرات من العسكريين الأوكرانيين الذين حضروا التدريبات، قائلاً إنهم "جيدون حقًا".

قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، إنه واثق من أن الدول الغربية ستزود كييف بطائرات مقاتلة وأنه متفائل بأن الحرب ستنتهي هذا العام

بدوره، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، إنه واثق من أن الدول الغربية ستزود كييف بطائرات مقاتلة وأنه متفائل بأن الحرب ستنتهي هذا العام. وأضاف في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية، أن أوكرانيا تتوقع تلقي "نوعين إلى ثلاثة أنواع مختلفة من الطائرات المقاتلة". متابعًا القول: "أنا متفائل، وأرى الوضع في ساحة المعركة، وأرى تطور الدعم وأرى حقًا أن هناك فرصة لإنهاء هذه الحرب هذا العام بانتصارنا".